قطر تبدأ بتزويد سوريا بالغاز الطبيعي

قطر تبدأ بتزويد سوريا بالغاز الطبيعي
في إطار جهود لتحسين إنتاج الكهرباء.. قطر تبدأ بتزويد سوريا بالغاز الطبيعي

بدأت دولة قطر، أمس الخميس، في تزويد سوريا بإمدادات معتمدة من الغاز الطبيعي عبر الأراضي الأردنية، وذلك في إطار جهود لتحسين إنتاج الكهرباء ومعالجة النقص الحاد في الطاقة الذي يعاني منه البلد.

وتأتي هذه المبادرة ضمن اتفاقية بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي سيشرف على تنفيذ المشروع.

وأكد المدير العام لصندوق قطر للتنمية، فهد بن حمد السليطي، أهمية هذه المبادرة في دعم التنمية المستدامة وتعزيز التضامن الإقليمي.

وأضاف السليطي، أن هذه الخطوة تمثل “محورا رئيسيا لتلبية احتياجات الشعب السوري من الطاقة”، وتعكس الالتزام المشترك بين جميع الأطراف في دعم المنطقة.

خطوة لتعزيز الاستقرار

وتهدف الإمدادات إلى توليد ما يصل إلى 400 ميغاواط من الكهرباء يوميا في المرحلة الأولى، على أن تتزايد القدرة الإنتاجية تدريجيا في محطة دير علي بسوريا.

وسيتم توزيع الكهرباء على العديد من المناطق السورية بما في ذلك دمشق وريفها والسويداء، ودرعا، وحمص، وحماة، بالإضافة إلى طرطوس، واللاذقية، وحلب، ودير الزور.

من جهتها، أكدت الوكالة السورية الرسمية (سانا) أن القائم بأعمال السفارة القطرية في دمشق، خليفة عبد الله الشريف، أعلن عن هذه المبادرة لتوفير الغاز الطبيعي المعتمد لسوريا عبر الأردن لمدة محددة.

بدوره، أشار وزير الكهرباء السوري، عمر شقروق، إلى أن قطر ستقدم مليوني متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا لدعم قطاع الطاقة السوري.

نقص حاد في الكهرباء

وتعاني سوريا من نقص حاد في الكهرباء، حيث لا تتجاوز ساعات الإمداد اليومية في معظم المناطق ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط.

ورغم أن دمشق كانت تعتمد على إيران في تزويدها بالنفط لتوليد الكهرباء، فإن هذه الإمدادات توقفت منذ ديسمبر الماضي، ما دفع الحكومة إلى البحث عن حلول بديلة مثل الاستيراد من الأردن واستخدام محطات توليد كهرباء عائمة لم تصل بعد.

وبذلك، تمثل هذه المبادرة القطرية خطوة مهمة نحو تحسين الأوضاع الإنسانية في سوريا، وتعكس التزام دولة قطر المستمر في دعم الشعب السوري في مجالات متعددة، بما في ذلك الإغاثة الإنسانية والطاقة، في سبيل تحقيق استقرار وازدهار أكبر في المنطقة.

ومع استمرار الأوضاع الإنسانية المعقدة في سوريا، يعد هذا الدعم من قطر بمثابة بارقة أمل لملايين السوريين الذين ينتظرون تحسنا في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء التي تعتبر من العوامل الحيوية لاستعادة الحياة الطبيعية في المناطق المتأثرة.

وقد أبدت الدول والمنظمات الدولية دعمها لهذه المبادرة، حيث يعتبر هذا التعاون بين قطر وسوريا عبر الأردن مثالا على الدور الإقليمي الفاعل الذي يمكن أن تلعبه دول المنطقة في مساعدة بعضها البعض في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها البعض.

زيارة تاريخية

وفي مطلع فبراير الماضي، قام سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة تاريخية إلى سوريا، لتكون هذه الزيارة الأولى من نوعها لزعيم دولة عربية منذ سقوط النظام السابق في سوريا في ديسمبر 2024.

وجاءت زيارة سمو الأمير لتؤكد عمق الروابط الأخوية بين قطر وسوريا، حيث ناقش سموه مع الرئيس السوري أحمد الشرع سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والتنمية والبنية التحتية.

وركزت الزيارة على آفاق بناء شراكة استراتيجية تعود بالنفع على البلدين وشعبيهما في وقت حساس، يتطلب دعما دوليا كبيرا لإعادة بناء سوريا على أسس تحقق السلام وتضمن حقوق السوريين وكرامتهم.

وأكدت قطر خلال هذه الزيارة على استمرار دعمها الثابت للشعب السوري في سعيه لتحقيق السلام والعدالة، مشددة على استعدادها الكامل للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة في قضايا مهمة مثل رفع العقوبات والمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية.

جانب من زيارة سمو الأمير إلى سوريا
جانب من زيارة سمو الأمير إلى سوريا

دعم متواصل

وتعتبر قطر من أوائل الدول التي بادرت بالتواصل مع الإدارة السورية الجديدة على أعلى المستويات.

وفي وقت سابق، زار رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، دمشق، حيث التقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة، واستعرض معه آفاق التعاون بين البلدين.

وأكد رئيس مجلس الوزراء على  موقف قطر الثابت في دعم وحدة سوريا وحق الشعب السوري في بناء دولة مؤسساتية قانونية.

كما زار وفد سوري رفيع المستوى الدوحة في يناير الماضي، حيث عقد اجتماعات مع المسؤولين القطريين لاستعراض الوضع الراهن في سوريا واحتياجاتها الإنسانية والتنموية.

وأكدت قطر على ضرورة تقديم الدعم الكامل لسوريا في هذه المرحلة الانتقالية المهمة، بما في ذلك تعزيز التعاون في المجالات الإنسانية والتنموية.

جانب من زيارة رئيس الوزراء إلى سوريا

دور قطر الدبلوماسي والإنساني

واستأنفت قطر عمل سفارتها في دمشق في ديسمبر 2024 بعد نحو 13 عاما من قطع العلاقات الدبلوماسية بسبب مواقف نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد من الثورة الشعبية.

وجرى تعيين خليفة عبدالله آل محمود الشريف قائما بالأعمال في السفارة القطرية، ما يعكس التزام قطر المستمر في دعم حقوق الشعب السوري.

وفي إطار دعمها الإنساني، تواصل قطر تسيير الجسر الجوي لإغاثة الشعب السوري، حيث نقلت نحو 13 طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية.

كما أطلق الهلال الأحمر القطري مشروعا لرعاية أسر الأيتام في ريف حلب الشمالي، مستهدفا 500 أسرة و3000 مستفيد.

وفي خطوة ملموسة لتعزيز استقرار الأسر السورية المتضررة من الأزمات، افتتحت وزيرة الدولة للتعاون الدولي مريم بنت علي المسند، مدينة “الأمل السكنية” في شمال سوريا، بالتعاون مع قطر الخيرية وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية.

وتضم المدينة  1400 منزل، والتي تستهدف إيواء المتضررين من النزاع، مزودة بالخدمات الأساسية مثل المدارس والمراكز الصحية.

وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في يناير الماضي إلغاء العمل بالدستور الصادر عام 2012، وحل مجلس الشعب، وأحمد الشرع رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/57f