أكدت دولة قطر حرصها على تعزيز وحماية حقوق الإنسان بالسودان، وضمان استقراره وأمنه ووحدة وسلامة أراضيه، وجددت وقوفها إلى جانب الشعب السوداني لتجاوز الأزمة التي يمر بها حاليا.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته مندوب قطر الدائمة لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف هند المفتاح، أمس الثلاثاء، خلال الحوار التفاعلي حول تحديث المفوض السامي الشفوي بشأن السودان، في إطار أعمال الدورة الـ54 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف.
وقالت المفتاح إن الدوحة تؤكد على أهمية الالتزام بضمانات حقوق الإنسان للشعب السوداني خلال حالتي السلم والحرب.
وأكد البيان القطري أن الخطوة الرئيسية تبدأ بالوقف الفوري للقتال، واستعادة الأمن، والدخول في حوار جاد يفضي إلى إنهاء الأزمة الحالية بالطرق السلمية ويجنب السودانيين المزيد من المعاناة.
وجددت دولة قطر دعمها للمبادرة السعودية الأمريكية المشتركة، وترحيبها بالمساعي الإقليمية والدولية الأخرى، معربة عن أملها في أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح.
وأضافت أنها تتابع باهتمام تطورات الأوضاع الإنسانية في السودان ، وتؤكد على استمرار جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للشعب السوداني منذ بداية الأزمة.
ونوهت إلى استجابة دولة قطر للخطة الإنسانية في السودان، والخطة الإقليمية للاجئين، وذلك انطلاقا من واجبها الأخلاقي والإنساني، ومواصلة لجهودها الإنمائية المستمرة في السودان.
ودعت سعادتها أطراف النزاع في السودان إلى الاحتكام لصوت العقل، وتغليب المصلحة العامة، وانتهاج الحوار كوسيلة لحل الخلافات، وصولا إلى اتفاق سلام شامل ومستدام يحقق تطلعات الشعب السوداني في الاستقرار والتنمية والازدهار.
وفي السابع من الشهر الجاري، عقد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي زار إلى الدوحة في زيارة عمل.
وكانت الزيارة هي الأولى التي يقوم بها البرهان للدوحة منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الماضي، وجاءت ضمن سلسلة زيارات شملت القاهرة وجنوب السودان ومن المتوقع أن تشمل السعودية والإمارات.
وبحث سمو الأمير خلال جلسته الخاصة مع البرهان أبرز القضايا التي تهم البلدين، وعقدا جلسة مباحثات رسمية، وفق ما أعلنه الديوان الأميري.
وتناولت المباحثات مختلف التطورات في السودان، حيث أطلع رئيس مجلس السيادة سمو الأمير على مستجدات الأوضاع والتحديات التي تواجهها الخرطوم في الوقت الراهن.
View this post on Instagram
دعوة لسلام شامل ومستدام
وجدد الشيخ تميم بن حمد التأكيد على موقف قطر الداعي إلى وقف القتال في السودان وحل الخلاف عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.
كما دعا سموه كافة الأطياف السياسية السودانية إلى تجاوز الخلافات ووقف العمليات العسكرية والانخراط في عملية تفاوض واسعة وصولا إلى اتفاق سلام شامل ومستدام يحقق تطلعات السوادنيين.
وثمن أمير البلاد الجهود الإقليمية والدولية والمساعي الحميدة الهادفة لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار في السودان.
وبعد اللقاء، كتب الشيخ تميم بن حمد عبر حسابه على منصة “X”: “سعيد باستقبال أخي عبد الفتاح البرهان، وبمباحثاتنا التي أجريناها لتعزيز علاقاتنا الأخوية الراسخة وتطوير التعاون الثنائي بيننا في مجالات متنوعة، وقد جددت خلالها حرص قطر الدائم على دعم الجهود الرامية لإنهاء القتال الدائر في السودان حفاظا على وحدته وأمنه واستقراره”.
من جهته، عبر البرهان عن شكره وتقديره لسمو الأمير على موقف الدوحة الداعم للسودان حكومة وشعبا، بما يخدم الاستقرار والتنمية فيها.
وقال البرهان في تصريح لقناة الجزيرة إن الجيش يعمل حاليا على هزيمة التمرد وإيقاف معاناة السودانيين، مؤكدا المضي لاستكمال المرحلة الانتقالية وإرساء الحكم المدني.
ويشهد السودان قتالا محتدما بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل ولم تفلح الجهود الدولية والإقليمية في أحلال السلام حتى الآن.
وأسفرت المعارك عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، وفق منظمة “أكليد” غير الحكومية. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن القتال أجبر أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار وإن أكثر من 700 طفل ينزحون كل ساعة.
وتحاول قطر تقديم مساعدات إنسانية وطبية لدعم المتضررين من القتال الدائر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والتي أدت لتشريد ونزوح عشرات آلاف السودانيين.
وأعلنت الخارجية القطرية أوائل يوليو الماضي استئناف جسر المساعدات للسودان بعد توقف دام أكثر من شهر.
ووصل حجم المساعدات -التي تقدمها قطر الخيرية وبنك قطر للتنمية- إلى 371 طنا منذ بدء القتال في السودان منتصف أبريل الماضي.
وتأتي هذه المساعدات ضمن جهود قطر لتخفيف تداعيات الأزمة على السودانيين ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشها البلد.
وتعهدت قطر بتقديم 50 مليون دولار لدعم السودان، خلال مشاركتها في مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية بالسودان، الذي عقد برئاسة السعودية في يونيو الماضي.
أضف تعليقا