الاستراتيجية الوطنية تدفع قطاع الصحة القطري إلى مستويات عالمية

متوسط أعمار القطريين زاد إلى 80 عاما في 2021

 مكنت رؤية قطر الوطنية 2030، من الارتقاء بقطاع الصحة في البلاد لمستوى عالمي، خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بفضل النهج متعدد القطاعات للصحة والرفاه، حيث استثمرت الحكومة الكثير لأجل تعزيز صحة وتحقيق الاستدامة.

وتطلب الوصول إلى هذا المستوى العالمي، أن وضعت قطر الصحة كأولوية من خلال تعزيز الصحة والتنمية المستدامة، وتبنت نهجا رياديا ضمن استراتيجية ومبادرات سياسات دمجت الصحة في جميع السياسات عبر التعاون الوثيق بين مختلف قطاعات الدولة.

وفي تقرير حديث صادر عن مؤسسة “ألبين كابيتال”، للاستشارات الاستثمارية، فقد نما الإنفاق على الرعاية الصحية في دولة قطر بنحو 9.7% خلال الفترة من 2020 الى 2022.

وتوقع التقرير الذي حمل عنوان (صناعة الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون)، ارتفاع الإنفاق علي الرعاية الصحية في قطر بنحو 5.1% خلال السنوات الخمس المقبلة إلى نحو 9.3 مليارات دولار بحلول 2027.

وأشار إلى أن الرعاية الصحية تمثل أولوية بالنسبة لدولة قطر حيث تعمل الحكومة باستمرار على تحديث جودة البنية التحتية للرعاية الصحية وتطوير خدماتها من خلال العديد من المبادرات والإصلاحات.

 

ثقة عالمية

وبات النظام الصحي في دولة قطر يحظى بثقة ليست إقليمية و حسب بل وصلت إلى المستوى العالمي، كونه يتمحور حول أهمية التغطية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع، وتحسين صحة المجتمع وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين والزوار، والارتقاء بخدماته إلى المستويات العالمية.

وشهدت السنوات الماضية نقلة نوعية في عدد المنشآت الصحية العامة وزيادة كبيرة في الكوادر الصحية وشبه الصحية، حيث أظهرت الأرقام الحديثة أنه مع نهاية العام 2023 وصل عدد المستشفيات ومنشآت الرعاية طويلة الأمد في القطاع العام 19 مستشفى ومنشأة.

كما زاد عدد المراكز الصحية في القطاع العام (تشمل المراكز التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والمراكز التي يديرها الهلال الأحمر القطري وفق اتفاقية مع وزارة الصحة العامة) إلى 35 مركزا موزعة على مناطق الدولة المختلفة، منها 6 مراكز للصحة والمعافاة، بينما بلغ العدد الإجمالي للقوى العاملة الصحية في القطاع العام 29960 عاملا صحيا.

الاستثمارات في القطاع الصحي

وحسب أرقام وكالة الأنباء القطرية، تركز قطر أيضا على تشجيع الاستثمارات في القطاع الصحي الخاص الذي شهد بدوره نقلة نوعية، حيث وصل عدد المرافق الصحية التابعة للقطاع الخاص مع نهاية 2023 إلى 10 مستشفيات، و21 مركزا للجراحة، و417 مركزا صحيا عاما وتخصصيا في الأسنان.

إلى جانب ذلك، هناك 319 مركزا تشخيصيا تشمل المختبرات الطبية ومراكز الأشعة ومختبرات الأسنان وفحص النظر، و140 عيادة فردية وعيادة شركات، و135 وكالة صحية وتمريضية، و1251 وحدة إسعافات أولية، بينما بلغ العدد الإجمالي للقوى العاملة الصحية في القطاع الخاص إلى 21417 عاملا صحيا.

ارتفاع متوسط العمر

وانعكست الاستثمارات الضخمة في قطاع الصحة على متوسط العمر في البلاد، حيث تظهر مؤشرات حكومية تحسنا كبيرا في صحة السكان في دولة قطر ليرتفع متوسط العمر المتوقع إلى 80.3 عام في 2021.

وتركز قطر في إطار استراتيجيتها الصحية، على تحسين الحصول على الرعاية، وتحقيق مفهوم الوقاية والعافية، وتطوير الخدمات للفئات الأكثر حاجة للرعاية كذوي الإعاقة وكبار السن والأطفال والصحة النفسية

استراتيجيات القطاع الصحي العام

ويمتلك القطاع الصحي القطري، استراتيجيات لتحقيق مزيد من الإنجازات العالمية في مجال الصحة والرفاه، حيث يعتمد على خطط فاعلية لتجاوز أكبر التحديات الصحية الملحة ومنها خطة قطر للسرطان 2023-2026 “التميز للجميع”.

وتستند الخطة إلى الأسس القوية التي تم إرساؤها من خلال الاستراتيجية الوطنية للسرطان 2011-2016 والإطار الوطني للسرطان 2017 -2022، اللذين ساهما في تحقيق التميز في رعاية مرضى السرطان في الدولة.

ومن أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها سرعة التشخيص وبدء العلاج، إذ تعتبر دولة قطر الأولى في العالم التي يتلقى فيها المريض رعاية طبية ثانوية من أحد الأخصائيين خلال 48 ساعة فور الاشتباه بإصابته بالسرطان، فيما يتم تشخيص المرض خلال أسبوعين، وتقديم العلاج خلال أسبوعين آخرين.

 

وتمكنت دولة قطر بفضل سياساتها الصحية من تحقيق عدة إنجازات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي منها حصولها على امتيازات عالمية في الصحة العامة وفي الأداء والتشغيل والجودة وسلامة المرضى وبرامج إشراك المرضى والتوجيه الاستراتيجي للسنوات القادمة وبرامج التطوير والتأمين الصحي وبرامج الشراكة بين القطاع الصحي والقطاع الخاص.

أفضل وزير صحة في العالم

وفي 12 فبراير الماضي، تم منح وزيرة الصحة الدكتورة حنان محمد الكواري جائزة أفضل وزير صحة في العالم، وذلك خلال القمة العالمية للحكومات التي عقدت في دبي تحت شعار استشراف حكومات المستقبل.

وكانت وزيرة الصحة العامة، قد أكدت في تصريحات سابقة لها بداية العام الجديد أن دولة قطر تعتز بأنها أول دولة في العالم تحصل جميع بلدياتها على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية.

كما حصلت جامعة قطر على لقب المدينة الصحية ونالت المدينة التعليمية بمؤسسة قطر لقب المدينة التعليمية الصحية وذلك ضمن المشاريع الاستراتيجية الواقعة في أولوية “الصحة في جميع السياسات” التي تعتبر جزءا من الاستراتيجية الوطنية للصحة (2018-2022) التي تدعم برنامج المدينة الصحية.

اعتمادات صحية دولية

ولفتت وزيرة الصحة، إلى أن دولة قطر تعد أول دولة بعد الولايات المتحدة الأمريكية تحصل على الاعتماد الدولي لخدمات الصحة العامة على المستوى الوطني من البورد الأمريكي لاعتماد خدمات الصحة العامة إلى جانب الاعتمادات عالية المستوى للمؤسسات الصحية العامة، كاعتماد شبكة مستشفيات مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة من قبل اللجنة الدولية المشتركة.

تصنيف عالمي للمستشفيات

وتم تصنيف خمس مستشفيات في قطر ضمن أفضل 250 مركزا طبيا أكاديميا في العالم، وحصلت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على الاعتماد الكندي وفق معايير اعتماد المستوى الماسي.

كما حصل الهلال الأحمر القطري على المستوى البلاتيني من الاعتماد الكندي، لجميع المراكز الصحية الأربعة، التي يتولى تشغيلها وإدارتها بناء على اتفاقية تعاون مع وزارة الصحة العامة.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/28t

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *