فر نحو مليون شخص من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على المدينة قبل 3 أسابيع، في حين دفع جيش الاحتلال بمزيد من القوات لتوسيع عملياته العسكرية.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور على منصة “إكس” إن نحو مليون فلسطيني نزحوا من المدينة بسبب عدم وجود أماكن آمنة وعدم توافر المياه والغذاء، وقالت إن الظروف المعيشية غير مناسبة للحياة.
وقالت الوكالة إن تقديم المساعدة للسكان يصبح مستحيلا يوما بعد آخر.
📌 وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” تقول إن حوالي مليون شخص فروا من رفح جنوب غزة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
📌 أضافت الأونروا أن هذا حدث مع عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه، وسط القصف ونقص الغذاء والماء وأكوام النفايات والظروف المعيشية غير… pic.twitter.com/39sZdIPhqN
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) May 28, 2024
قصف ومجاعة
وسبق أن حذر المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني من المجاعة التي تضرب عدة مناطق بالقطاع، ودعا لرفع العقبات التي تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات.
ويأتي حديث الوكالة بعد يوم واحد من ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة في مخيم للنازحين في رفح مما أدى لاستشهاد 45 مدنيا حسب البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع.
وأحرق طيران الاحتلال خيام النازحين وهم نائمون بداخلها مساء يوم الأحد، في عملية استدعت انتقادات دولية واسعة.
وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النأي بنفسه عن المجزرة فقال أمام الكنيست إن ما حدث كان خطأ كارثيا، مؤكدا فتح تحقيق في الأمر، فيما برر جيش الاحتلال عمليته بوجود قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المنطقة.
وأثارت عملية رفح مخاوف العديد من دول العالم التي حذرت من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي تعج بالسكان والنازحين.
وقال البيت الأبيض في بيان يوم الثلاثاء إن الصور القادمة من رفح “مروعة” ودعا إسرائيل لحماية المدنيين بشكل أكبر.
عرض هذا المنشور على Instagram
إدانة واسعة
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العملية وقال يوم الثلاثاء إن الهجوم “قتل عشرات المدنيين الأبرياء الذين كانوا يبحثون فقط عن مأوى يحميهم من هذا النزاع المميت”.
ومن المتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا اليوم الثلاثاء لبحث الأوضاع في رفح، حيث الجزائر دعت إلى عقد جلسة مشاورات مغلقة وطارئة.
ورغم رفضها المتواصل للعملية وحديثها عن ضرورة حماية المدنيين، منحت الولايات المتحدة ضوءا أخضر لإسرائيل من أجل شن عملية محدودة في رفح تضع حماية المدنيين في حسبانها.
وقال مسؤولون أمريكيون قبل العملية إن الإسرائيليين لم يقدموا خططا قابلة للتنفيذ فيما يتعلق بحماية المدنيين، لكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قال بعد زيارة لتل أبيب الأسبوع الماضي إنه “شعر بأن الخطط الإسرائيلية تناولت العديد من مخاوف الولايات المتحدة”.
وأدانت دولة قطر بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيما للنازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة واعتبرته انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
وشددت وزارة الخارجية في بيان يوم الاثنين على ضرورة التزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية.
وأعرب البيان عن قلق دولة قطر من أن يعقد القصف جهود الوساطة الجارية وأن يعيق الوصول إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وجدد البيان التأكيد على موقف الدوحة الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من قرار محكمة العدل الدولية القاضي بالوقف الفوري للعمليات العسكرية في رفح التي تؤوي نحو مليون ونصف مليون مدني.
📌رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني عبر منصة “إكس”: “أكدت خلال مشاركتي في اجتماع تبادل وجهات النظر بشأن الوضع في الشرق الأوسط مع وزراء خارجية اللجنة العربية على هامش مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي؛ إدانتنا لعدوان الجيش الإسرائيلي على مخيم… pic.twitter.com/FbuHEAvldo
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) May 27, 2024
الدفع بمزيد من القوات
في غضون ذلك، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الجيش دفع بلواء “بيسلماخ” إلى مدينة رفح، وقالت إن القرار جاء ضمن توسيع العملية العسكرية التي بدأت في 6 مايو الجاري.
ولواء بيسلماخ الذي يعرف محليا بـ”مدرسة الجيش الإسرائيلي لمهن سلاح المشاة وقادة الفرق في زمن الحرب” تأسس عام 1974، وسبق لجنوده المشاركة بالقتال في خان يونس ومواقع أخرى في قطاع غزة.
وجاء قرار إرسال لواء جديد إلى رفح بعد 4 أيام من أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح.
وقال نتنياهو أمام الكنيست يوم الاثنين إنه لن يستسلم وإنه سيواصل الحرب حتى تحقيق “النصر الكامل”.
وجددت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف منطقة تل السلطان غربي رفح بشكل مكثف، بعد يوم من “مجزرة الخيام” التي ارتكبتها في المنطقة نفسها، وقصفت مناطق أخرى بشمال القطاع ووسطه.