فرار مليون فلسطيني من رفح وإسرائيل توسع عمليتها بالمدينة

أونروا أكدت أن النزوح سببه عدم وجود مكان آمن أو خدمات إنسانية

فر نحو مليون شخص من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على المدينة قبل 3 أسابيع، في حين دفع جيش الاحتلال بمزيد من القوات لتوسيع عملياته العسكرية.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور على منصة “إكس” إن نحو مليون فلسطيني نزحوا من المدينة بسبب عدم وجود أماكن آمنة وعدم توافر المياه والغذاء، وقالت إن الظروف المعيشية غير مناسبة للحياة.

وقالت الوكالة إن تقديم المساعدة للسكان يصبح مستحيلا يوما بعد آخر.

 

قصف ومجاعة

وسبق أن حذر المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني من المجاعة التي تضرب عدة مناطق بالقطاع، ودعا لرفع العقبات التي تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات.

ويأتي حديث الوكالة بعد يوم واحد من ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة في مخيم للنازحين في رفح مما أدى لاستشهاد 45 مدنيا حسب البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع.

وأحرق طيران الاحتلال خيام النازحين وهم نائمون بداخلها مساء يوم الأحد، في عملية استدعت انتقادات دولية واسعة.

طفل فلسطيني في المخيم الذي قصفه جيش الاحتلال

وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النأي بنفسه عن المجزرة فقال أمام الكنيست إن ما حدث كان خطأ كارثيا، مؤكدا فتح تحقيق في الأمر، فيما برر جيش الاحتلال عمليته بوجود قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المنطقة.

وأثارت عملية رفح مخاوف العديد من دول العالم التي حذرت من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي تعج بالسكان والنازحين.

وقال البيت الأبيض في بيان يوم الثلاثاء إن الصور القادمة من رفح “مروعة” ودعا إسرائيل لحماية المدنيين بشكل أكبر.

 

إدانة واسعة

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العملية وقال يوم الثلاثاء إن الهجوم “قتل عشرات المدنيين الأبرياء الذين كانوا يبحثون فقط عن مأوى يحميهم من هذا النزاع المميت”.

ومن المتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا اليوم الثلاثاء لبحث الأوضاع في رفح، حيث الجزائر دعت إلى عقد جلسة مشاورات مغلقة وطارئة.

ورغم رفضها المتواصل للعملية وحديثها عن ضرورة حماية المدنيين، منحت الولايات المتحدة ضوءا أخضر لإسرائيل من أجل شن عملية محدودة في رفح تضع حماية المدنيين في حسبانها.

وقال مسؤولون أمريكيون قبل العملية إن الإسرائيليين لم يقدموا خططا قابلة للتنفيذ فيما يتعلق بحماية المدنيين، لكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قال بعد زيارة لتل أبيب الأسبوع الماضي إنه “شعر بأن الخطط الإسرائيلية تناولت العديد من مخاوف الولايات المتحدة”.

أونروا أكدت أن النزوح سببه عدم وجود مكان آمن أو خدمات إنسانية

وأدانت دولة قطر بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيما للنازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة واعتبرته انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.

وشددت وزارة الخارجية في بيان يوم الاثنين على ضرورة التزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية.

وأعرب البيان عن قلق دولة قطر من أن يعقد القصف جهود الوساطة الجارية وأن يعيق الوصول إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وجدد البيان التأكيد على موقف الدوحة الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وجاء الهجوم بعد أيام قليلة من قرار محكمة العدل الدولية القاضي بالوقف الفوري للعمليات العسكرية في رفح التي تؤوي نحو مليون ونصف مليون مدني.

 

الدفع بمزيد من القوات

في غضون ذلك، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن الجيش دفع بلواء “بيسلماخ” إلى مدينة رفح، وقالت إن القرار جاء ضمن توسيع العملية العسكرية التي بدأت في 6 مايو الجاري.

ولواء بيسلماخ الذي يعرف محليا بـ”مدرسة الجيش الإسرائيلي لمهن سلاح المشاة وقادة الفرق في زمن الحرب” تأسس عام 1974، وسبق لجنوده المشاركة بالقتال في خان يونس ومواقع أخرى في قطاع غزة.

وجاء قرار إرسال لواء جديد إلى رفح بعد 4 أيام من أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح.

وقال نتنياهو أمام الكنيست يوم الاثنين إنه لن يستسلم وإنه سيواصل الحرب حتى تحقيق “النصر الكامل”.

وجددت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف منطقة تل السلطان غربي رفح بشكل مكثف، بعد يوم من “مجزرة الخيام” التي ارتكبتها في المنطقة نفسها، وقصفت مناطق أخرى بشمال القطاع ووسطه.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2mg