غوتيريش: يجب أن يواجه رفض “إسرائيل” حل الدولتين بحزم

قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن أي رفض لقبول حل الدولتين من قبل أي طرف يجب مواجهته بحزم.

جاء ذلك خلال إحاطة قدمها غوتيريش، الثلاثاء، في جلسة لمجلس الأمن الدولي، على المستوى الوزاري، حول “الوضع في الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، رفض الكيان الإسرائيلي حل الدولتين بأنه “غير مقبول”، ومن شأنه أن “يطيل أمد الحرب في قطاع غزة”.

وقال غوتيريش إن ما سمعناه الأسبوع الماضي من رفض صريح ومتكرر لحل الدولتين على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية “غير مقبول”.

وأضاف أن أي رفض لقبول حل الدولتين من قبل أي طرف يجب مواجهته بحزم، مؤكدا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتلبية التطلعات المشروعة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

ولفت غوتيريش أن أهل قطاع غزة يواجهون دمارا على نطاق واسع وسريع لم يسبق لهما مثيل في التاريخ الحديث في عقاب جماعي غير مبرر للشعب الفلسطيني.

وقال إنه مع تفشي الأمراض والجوع والاحتياجات المتزايدة، في فصل الشتاء، يسعى العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة وشركاؤها جاهدين لتقديم المساعدة على الرغم من التحديات الهائلة.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة نداءه من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، مما يضمن وصول المساعدات الكافية إلى حيث تمس الحاجة إليها.

في السياق، شارك وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان المريخي في القمة الـ19 لدول عدم الانحياز والتي عقدت في العاصمة الأوغندية كمبالا يومي الجمعة والسبت.

وقال المريخي في كلمة دولة قطر أمام القمة إن سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يثق في نجاح أوغندا -من خلال رساتها للدورة الحالية- في تنسيق جهود الحركة نحو تحقيق أهدافها خلال المرحلة المقبلة.

وأكد المريخي دعم دولة قطر التام لكل الجهود التي ستبذلها الحركة في هذا الصدد، ونقل إشادة سمو الأمير بالجهود التي بذلتها أذربيجان خلال رئاستها للدورة السابقة والتي قال إنها شهدت تحديات غير مسبوقة.

وركز المريخي على الأوضاع التي يعيشها قطاع غزة، وقال إنه يمثل أحدث فصول القضية الفلسطينية التي شعلت الحركة منذ تأسيسها.

أهمية تأكيد موقف الحركة من فلسطين

وأضاف أن هذه المبادئ “تظهر جلية أكثر من أي وقت مضى في ظل الأحداث الراهنة في غزة”، مشددا على أهمية تأكيد موقف الحركة بشأن هذه القضية العادلة.

ودعا المريخي الحركة للدقع بقوة نحو وقف المجازر الشنيعة التي يشهدها قطاع غزة حاليا، وحماية الشعب الفلسطيني وتأمين الاحتياجات الأساسية له، ومنع محاولات تهجيره من أرضه وحرمانه من حقوقه.

كما شدد على أهمية الدفع نحو تسوية عادلة ودائمة وشاملة على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية وحل الدولتين على حدود 1967.

وقال المريخي إن قطر سارعت منذ بداية الأزمة إلى العمل نحو تحقيق وقف إنساني للأعمال العدائية يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار يفضي لتسوية شاملة وعادلة.

وأوضح أن هذه الجهود حققت وقفات إنسانية وتعزيز إيصال المساعدة الإنسانية وإطلاق سراح المئات من الأسرى المدنيين من الجانبين.

وأكد مواصلة الدوحة سعيها الحثيث بالتنسيق مع الشركاء والأطراف من أجل تحقيق هذه الغايات، مشيرا إلى أن هذا جزء من التزام دولة قطر بأداء دور بناء في تحقيق وضمان الأمن والسلام والاستقرار على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية.

وقال إن دولة قطر حريصة على أن تكون عضوا فاعلا إيجابيا في الأسرة الدولية، وأن تحافظ على علاقات ثنائية وثيقة، لا سيما مع الدول الأعضاء في المجموعات الدولية التي تنتمي إليها، بما فيها حركة عدم الانحياز.

وأضاف “انطلاقا من حرص دولة قطر على تعزيز تعددية الأطراف، فإنها تواصل الانخراط تحت مظلة هذه الحركة بوصفها منصة فعالة لتعزيز التعددية والعمل الجماعي، من أجل التصدي للتحديات المشتركة وتحقيق المصالح المشتركة”.

وختم المريخي كلمته بالقول إن حركة عدم الانحياز يمكن أن تؤدي دورا مهما في النهوض بمنظومة دولية يكون فيها لتعددية الأطراف دور أكبر وإعادة تنشيط المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة لجعلها أكثر شفافية وفعالية وديمقراطية.

وأكد أن الموقف الثابت والقوي لهذه الحركة تجاه قضية فلسطين ينطلق من رفض الاحتلال الأجنبي، والانتهاكات السافرة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ورفض سياسات الكيل بمكيالين.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن جيش الإحتلال عدوانا مدمرا على قطاع غزة، خلف حتى صباح الثلاثاء 25 ألفا و490 شهيدا و63 ألفا و354 مصابا معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/1jm