العدوان على غزة.. أسوأ المآسي في التاريخ الحديث

حرب غزة.. أسوأ المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث
دمار كبير في قطاع غزة

مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتكشف حجم المأساة التي استمرت على مدار 470 يوما من الدمار والقصف والجوع والتهجير.

ومرّ قطاع غزة خلال 15 شهرا بأكبر كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، إذ خلف العدوان الذي بدأ في أكتوبر 2023 عددا هائلا من الشهداء والمصابين، إضافة إلى دمار شامل في كافة مجالات الحياة.

وبحسب آخر الإحصائيات، فقد ارتقى 46,725 شهيدا، وأصيب 110,725 آخرين، بينما ما يزال 11,000 شخصا من بين المفقودين.

كما سجلت البيانات الفلسطينية الرسمية استشهاد 1,410 عائلة، حيث مسحت بالكامل من السجل المدني، بينما أجبر نحو 1.9 مليون شخص من سكان القطاع على النزوح نتيجة القصف المستمر.

 

 

دمار شامل

وتضررت البنية التحتية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، حيث تم تدمير 160,500 وحدة سكنية بالكامل، وأصبحت 83,000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن.

كما تعرضت 193,000 وحدة سكنية لدمار جزئي، بالإضافة إلى تدمير 211 مرفقا حكوميا، و819 مسجدا، وثلاث كنائس، و206 مواقع أثرية، ما يعكس حجم الدمار الكبير في كافة نواحي الحياة في القطاع.

كما فقدت شركة توزيع الكهرباء نحو 80% من معداتها الأساسية، مما أدى إلى خسائر أولية تقدر بحوالي 450 مليون دولار أميركي.

ويتطلب التدمير الواسع الذي طال القطاع جهودا دولية ضخمة لإعادة إعمار القطاع، والتي يقدرها الخبراء بنحو 40 مليار دولار أميركي.

أزمة صحية

وفقا للأمم المتحدة، أصبحت غزة أرضا مهيأة للموت، حيث يعاني السكان من أوضاع إنسانية وصحية كارثية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن إصابة نحو 350,000 شخص في غزة بأمراض مزمنة مثل السرطان والتهاب الكبد الوبائي، بالإضافة إلى إصابة عشرات الآلاف من الأطفال بأمراض مختلفة.

وبحسب تقديرات علماء الأوبئة، قد تؤدي هذه الأمراض إلى وفاة أكثر من 85,000 فلسطيني خلال الأشهر الستة المقبلة، وذلك بسبب نقص الأدوية والعلاجات الأساسية.

تدمير كبير

وشهد القطاع تدميرا كبيرا في القطاعين الصحي والتعليم، حيث استهدفت قوات الاحتلال المستشفيات والمدارس بشكل ممنهج.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم تدمير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، الذي كان من بين القلائل الذين لا يزالون يقدمون الخدمات الصحية في المنطقة. وعليه، أصبح النظام الصحي في غزة منهارا، حيث أن 50% فقط من المستشفيات تعمل جزئيا، مع قدرة استيعابية تصل إلى 1,800 سرير فقط.

أما في القطاع التعليمي، فقد تضررت 88% من مدارس غزة، حيث دمرت 496 مدرسة من أصل 564 مدرسة مسجلة.

كما استخدمت العديد من المدارس كمراكز لإيواء النازحين، مما فاقم من معاناة الأطفال والطلاب في غزة.

استهداف الأراضي

وتأثرت الأراضي الزراعية في غزة بشكل كبير نتيجة القصف المستمر، حيث تضرر نحو 68% من المساحات الزراعية في القطاع، بما يعادل 103 كيلومترات مربعة.

وفي بعض المناطق، مثل محافظة شمال غزة، بلغت نسبة الأضرار 79%، بينما وصلت النسبة في محافظة رفح إلى 57%.

ويقدر الخبراء أن الدمار الذي لحق بالأصول الزراعية، بما في ذلك أنظمة الري والمزارع، يتراوح بين 80% و96% في بعض المناطق.

شبكة الطرق

كما تضررت شبكة الطرق في غزة بشكل كبير، حيث دمر ما يعادل 68% من إجمالي طرق القطاع، وهو ما يقدر بحوالي 1,190 كيلومترا.

وتقدر الأمم المتحدة أن كمية الأنقاض في القطاع تصل إلى نحو 37 مليون طن، مما يجعل عملية إعادة الإعمار أكثر تعقيدا.

منذ اندلاع الحرب، تعيش غزة واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في العصر الحديث، حيث دمرت المدينة بشكل شبه كامل، وتعرض سكانها لقتل جماعي وتشريد واسع.

وفي الوقت نفسه، لا يزال سكان غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، وسط حصار خانق وعزلة دولية.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/4q3