بدد الهجوم البري الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة يوم الجمعة آمال الوسطاء في التوصل لاتفاق كان وشيكا لتبادل كافة المحتجزين المدنيين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإسرائيل، وفق ما نقلته صحيفة فاينينشال تايمز اليوم الاثنين.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر أن الوسيط القطري كان على وشك التوصل لاتفاق يقضي بإطلاق سراح كافة المدنيين.
في المقابل، كانت إسرائيل ستوقف قصفها لمدة خمسة أيام وتسهل دخول الوقود المساعدات إلى القطاع.
وقالت المصادر إلى المفاوضات ما تزال جارية وهناك أحاديث واستماع لكن التوغل البري جعل الأمور أكثر تعقيدا.
وكانت قطر الميسر الرئيسي للمفاوضات لأنها حليف للولايات المتحدة وتستضيف المكتب السياسي لحركة حماس.
ونقلت فاينينشال عن مصدر مطلع أن وتيرة التفاوض لم تعد كما كانت قبل بدء الهجوم البري على غزة، مؤكدا أنه “لم يعد هناك أمل في انفراجة وشيكة”.
وشنت إسرائيل يوم الجمعة قصفا جويا هو الأعنف منذ بدء القتال قبل ثلاثة أسابيع من أجل الضغط على حماس لإطلاق سراح الأسرى، لكنه أدى -حسب المصادر- إلى زيادة المخاوف بين عائلات الأسرى بشأن مصير أقاربهم.
وأسرت حماس أكثر من 230 مدنيا وجنديا خلال هجومها في 7 أكتوبر، لقي خمسون منهم حتفهم في القصف الإسرائيلي على القطاع.
ومن بين الأسرى أشخاص يحملون الجنسيات الإسرائيلية والأمريكية والفرنسية والألمانية والتايلاندية.
وأطلقت الحركة سراح أمريكيتين وإسرائيليتين من جانب واحد خلال الأيام العشرة الماضية.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم الأحد إن الهدنة الإنسانية “ستكون أمرا جيدا لإخراج الرهائن، لكن حماس ستحاول استغلال ذلك الوقت لصالحها”.
وأضاف “هذه هي الأسئلة الصعبة التي نحاول طرحها على إسرائيل وهي تعمل على مواصلة حملة ضد حماس”.
وكانت إدارة جو بايدن ترفض أي هدنة إنسانية واستخدمت حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار برازيلي يدعو لوقف إنساني للقتال أمام مجلس الأمن.
لكن اللغة الأمريكية تغيرت خلال اليومين الماضيين ليس فقط بسبب زيادة الضغوط الشعبية في العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة ولكن أيضا بسبب عدم قدرة جيش الاحتلال على تحقيق نجاح ملموس في تقدمه البري الذي قال إنه سيقضي من خلاله على المقاومة تماما.
View this post on Instagram
اتفاق كان وشيكا
وقال دبلوماسي غربي لفاينينشال تايمز “كانت هناك توقعات كبيرة للتوصل إلى اتفاق نهاية الأسبوع الماضي”.
وأضاف “كانت المعايير موجودة لكن الشيطان كان يكمن في التفاصيل لأنه لا توجد ثقة بين حماس وإسرائيل” مؤكدا أن الأمر “سيكون أكثر صعوبة مع بدء هجوم بري”.
وعرضت حماس إطلاق سراح تدريجي للأسرى حسبما قال مسؤول كبير من الحركة لصحيفة فايننشال تايمز الأسبوع الماضي.
وأكد المسؤول “كان سيتم تبادل الأجانب مقابل وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام بالإضافة إلى تسليم الغذاء والوقود والأدوية تحت إشراف الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، ولكن ستكون هناك شروط إضافية لتحرير المدنيين الإسرائيليين”.
وقال مسؤول حماس إن الاتفاق كان “يشمل السماح للجرحى إلى مصر لتلقي العلاج عبر معبر رفح الحدودي”.
وأدى القصف الإسرائيلي لاستشهاد 8005 أشخاص منذ اندلاع الحرب وإصابة أكثر من 20 ألفا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وسيكون إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية شرطا أيضا، لإتمام الاتفاق بحسب مسؤول حماس.
لكن الجنود الإسرائيليين الأسرى سيتم الاحتفاظ بهم من أجل تبادل الأسرى في المستقبل، كما قال المسؤول الحمساوي.
وأثارت العملية البرية مخاوف ذوي الأسرى الإسرائيليين على مصير ذويهم ما دفعهم لتصعيد لهجتهم ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
والتقى ذوو الأسرى نتنياهو قبل يومين وأكدوا بعد اللقاء أنهم أبلغوه بضرورة الموافقة على تبادل كامل للأسرى من الطرفي.
وقال نتنياهو بعد اللقاء إنه تعهد “بممارسة واستنفاد كل الإمكانيات لإعادة الأسرى”.
وقالت مجموعة العائلات إنها أبلغت نتنياهو بأن “مطلبها الواضح هو أن يأخذ العمل العسكري في الاعتبار مصير الرهائن والمفقودين”.
وقالت ميراف ليشيم جونين، المتحدثة باسم المجموعة: “هذا أمر صعب للغاية بالنسبة لنا. لقد مرت ثلاثة أسابيع منذ أن عرفنا ما حدث لأحبائنا. لقد سمعنا جميعا عن دخول الدبابات ونحن جميعا قلقون”.