سوريا تثمن المبادرة القطرية لتزويدها بالكهرباء

سوريا تثمن مبادرة قطر لتزويدها بالكهرباء
سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس السوري أحمد الشرع

أعربت دولة سوريا عن تقديرها العميق لمبادرة دولة قطر المتمثلة في بدء تزويد سوريا بالكهرباء، مؤكدة أن هذه المبادرة تمثل خطوة محورية نحو تلبية احتياجات سوريا الملحة في مجال الطاقة. 

وتوجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان لها، بالشكر لجميع الأطراف المشاركة في هذا البرنامج الحيوي، بما في ذلك صندوق قطر للتنمية، ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. 

ولفتت إلى أن هذه الجهود المخلصة والالتزام بدعم الشعب السوري، يساهم في تخفيف معاناة الشعب وتحقيق الاستقرار وتخفيف الأعباء عن المواطنين. 

وأضافت أن البرنامج يهدف إلى توفير 400 ميغاواط من الكهرباء يوميا لمحطة دير على للطاقة في سوريا، مع خطط لزيادة تدريجية في الإنتاج، مما يسهم في توزيع الطاقة على المدن المختلفة في أنحاء البلاد. 

وأكدت الوزارة تطلعها إلى تعزيز التعاون المثمر مع جميع الشركاء لضمان استعادة السوريين لحياتهم وكرامتهم، بعد أكثر من عقد من الحرب والصراعات والمعاناة، معبرة عن التزامها القوي بإعادة بناء سوريا قوية ومستقلة من خلال التعاون والدعم المتبادل. 

عبر الأراضي الأردنية  

وفي نهاية الأسبوع الماضي، بدأت دولة قطر بتزويد سوريا بإمدادات غاز طبيعي عبر الأراضي الأردنية، وذلك في إطار مساعي تحسين إنتاج الكهرباء والتخفيف من النقص الحاد في الطاقة الذي يعاني منه البلد.  

وتمثل هذه المبادرة جزءا من اتفاقية بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي سيشرف على تنفيذ المشروع. 

أزمة قطاع الكهرباء 

وتعاني سوريا من نقص حاد في الكهرباء، حيث لا تتجاوز ساعات الإمداد اليومية في العديد من المناطق ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط، ورغم أن دمشق كانت تعتمد سوريا سابقا على إيران لتزويدها بالنفط اللازم لتوليد الكهرباء، فإن هذه الإمدادات توقفت منذ ديسمبر الماضي، مما دفع الحكومة السورية إلى البحث عن بدائل مثل استيراد الكهرباء من الأردن واستخدام محطات توليد كهرباء عائمة لم تصل بعد إلى البلاد. 

موقف داعم 

وتعتبر قطر من أوائل الدول التي بادرت بالتواصل مع الحكومة السورية الجديدة على أعلى المستويات. 

ففي مطلع فبراير الماضي، قام سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة تاريخية إلى سوريا، لتكون هذه الزيارة الأولى من نوعها لزعيم دولة عربية منذ سقوط النظام السابق في سوريا في ديسمبر 2024. 

وجاءت زيارة سمو الأمير لتؤكد عمق الروابط الأخوية بين قطر وسوريا، حيث ناقش سموه مع الرئيس السوري أحمد الشرع سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والتنمية والبنية التحتية. 

كما زار رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دمشق في يناير الماضي، حيث التقى القيادة السورية واستعرض معها آفاق التعاون بين البلدين. وأكد رئيس الوزراء القطري على موقف بلاده الثابت في دعم وحدة سوريا وحق الشعب السوري في بناء دولة مؤسساتية وقانونية. 

كما زار وفد سوري رفيع المستوى العاصمة القطرية في يناير الماضي، حيث عقد اجتماعات مع المسؤولين القطريين لمناقشة الوضع الراهن في سوريا واحتياجاتها الإنسانية والتنموية. 

وأكدت قطر على ضرورة تقديم الدعم الكامل لسوريا في هذه المرحلة الانتقالية الهامة، بما يشمل تعزيز التعاون في مجالات التنمية الإنسانية والبنية التحتية. 

وفي إطار دعمها الإنساني، تواصل قطر تسيير الجسر الجوي لإغاثة الشعب السوري، حيث نقلت نحو 13 طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية.

كما أطلق الهلال الأحمر القطري مشروعا لرعاية أسر الأيتام في ريف حلب الشمالي، مستهدفا 500 أسرة و3000 مستفيد.

وفي خطوة ملموسة لتعزيز استقرار الأسر السورية المتضررة من الأزمات، افتتحت وزيرة الدولة للتعاون الدولي مريم بنت علي المسند، مدينة “الأمل السكنية” في شمال سوريا، بالتعاون مع قطر الخيرية وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية.

وتضم المدينة  1400 منزل، والتي تستهدف إيواء المتضررين من النزاع، مزودة بالخدمات الأساسية مثل المدارس والمراكز الصحية.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/57r