زارت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سمو الشيخة موزا بنت ناصر اليوم الخميس، أكاديمية وارف، المدرسة الحكومية الأولى من نوعها في دولة قطر التي توفر فرصا تعليمية شاملة وخدمات تأهيلية باللغة العربية للطلبة ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة الذين لم تتح لهم فرصة الالتحاق بالتعليم.
ورافق سمو الشيخة موزا في هذه الزيارة، نائبة رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، إلى جانب مجموعة من الخبراء والمختصين في مجال التربية الخاصة.
وتجولت الشيخة موزا خلال الزيارة في مختلف مرافق الأكاديمية، التي تم تدشينها كشراكة استراتيجية بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومؤسسة قطر، لدعم الطلاب ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة.
والتقت سموها بالطلبة، واطلعت على أساليب التدريس والتأهيل المتبعة لتلبية احتياجاتهم المتنوعة، كما اطلعت على الجهود المشتركة بين مؤسسة قطر ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الصحة العامة في تطوير الأكاديمية، وتوفير برامج أكاديمية متخصصة ونهج شامل للتدخلات العلاجية، مما ينشئ بيئة تعليمية تُمكّن الطلبة من تحقيق أقصى إمكانياتهم وتعزز تطورهم ونموهم.
وعلقت سمو الشيخة بهذه المناسبة قائلة: “إن الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة مسؤولية أخلاقية واجتماعية توجب علينا النظر في مثل هذه الحالات واستحداث أو ابتكار الآليات الكفيلة بالتعاطي معها.
وأضافت: “أغتنم هذه الفرصة لأشكر وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الصحة على إسهامهما المقدر في إنشاء كيان تعليمي متخصص برعاية الأطفال من ذوي الإعاقات النمائية والمعرفية المصاحبة لإعاقات جسدية وصحية. وسيكون دور أكاديمية وارف مكملا ومعززا لجهود دولة قطر في هذا القطاع الذي يعنى برعاية ذوي الإعاقة”.
إنّ الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة مسؤولية أخلاقية واجتماعية توجب علينا النظر في مثل هذه الحالات واستحداث أو ابتكار الآليات الكفيلة بالتعاطي معها.
وأغتنمُ هذه الفرصة لأشكر وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الصحة على إسهامهما المقدّر في إنشاء كيان… pic.twitter.com/LVfX2h2fCA— موزا بنت ناصر Moza bint Nasser (@mozabintnasser) March 20, 2025
ومن جانبه، قال مدير أكاديمية وارف نائل محمد، إن الأكاديمية تهدف إلى توفير فرص تعليمية متكافئة للطلبة الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم سابقا، عبر برامج تعليمية وعلاجية شاملة تهدف إلى تأهيلهم للاندماج المجتمعي وتحقيق تطلعاتهم.
وقال محمد: “ما نشهده ليس مجرد تطورات فردية، بل هو تقدم شامل لدى معظم الطلبة، بفضل تلقيهم العلاج الشامل والمتكامل الذي توفره الأكاديمية”.
وتابع: “نحن لا نقدم خدمات تربوية فقط كما في المدارس التقليدية، بل نوفر أيضا برامج علاجية متخصصة في مجالات علاج اللغة، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، والتكنولوجيا المساندة.
وشدد مدير الأكاديمية على الدور الحيوي الذي تلعبه التكنولوجيا المساندة في إحداث نقلة نوعية في حياة العديد من الطلبة، سواء من حيث تحسين قدراتهم على التواصل أو تعزيز جودة حياتهم.
وأوضح أن أحد الطلبة الذين كانوا بحاجة دائمة إلى المساعدة في التنقل، تمكن من التحرك بشكل مستقل تماما بعد بضعة أسابيع فقط من التحاقه بالأكاديمية، مما يؤكد أهمية الأكاديمية في تنمية مهارة الاستقلالية لدى هؤلاء الطلبة وتعزيز قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم.
وأردف: “بدأنا هذا العام بالتحضير لإجراءات قبول الطلبة للعام الدراسي القادم، ومع استمرار توسع الأكاديمية، سنضيف 30 طالبًا سنويًا، ليصل العدد الإجمالي إلى 150 طالبًا خلال السنوات الخمس الأولى”.
وأشار إلى أن قبول الطلبة يعتمد على تقييم دقيق وشامل من فريق متعدد التخصصات بهدف ضمان تلبية احتياجاتهم الفردية وفق أعلى المعايير.
أكاديمية وارف
تُوفر الأكاديمية منهجا تعليميا يستند إلى خبرات تربوية طموحة، وفرصٍ تعليمية عالية الجودة يُقدمها فريق عمل متعدد التخصصات ذو مؤهلات وخبرات واسعة، ومدعوم بشراكات استراتيجية على المستويين المحلي والدولي.
ويعمل فريق الأكاديمية بشكل تعاوني لتوفير منهج وبيئة تعليمية تُحفّز الطلبة وتمكّنهم من تطوير مهارات الاستقلالية والتواصل، والمهارات التعليمية، فضلا عن تعزيز انتمائهم ومشاركتهم الفاعلة في مجتمعهم بما يتماشى مع ركائز وأهدف رؤية قطر الوطنية 2030 في مجالات التنمية الاجتماعية والبشرية والاقتصادية.
ويتم تطوير الأكاديمية على خمس مراحل تدريجية، حيث تضمنت المرحلة الأولى، التي بدأت في يناير الماضي، خمسة صفوف دراسية مخصصة للفئة العمرية من 3 إلى 14 عاما. وسيتم توسيع نطاقها سنويا لتشمل الفئات العمرية حتى 21 عاما، ليصل العدد الإجمالي إلى 25 صفا دراسيا، بطاقة استيعابية تبلغ 150 طالبا وطالبة بحلول العام الأكاديمي 2028 – 2029.