بحث سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد تطورات الأوضاع في المنطقة والعالم، وذلك خلال اتصال جرى أمس الأحد.
ووفقا لوكالة الأنباء القطرية، فقد تناول الاتصال -الذي تلقاه سمو الأمير من الرئيس الإماراتي- العلاقات بين البلدين وسبل دعمها خلال الفترة المقبلة.
وأكد الزعيمان خلال الاتصال على أهمية خفض التصعيد بكافة أشكاله في المنطقة وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
كما أكدا أيضا أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وصولا لتحقيق حل دائم ونهائي للقضية الفلسطينية بما يحقق السلام الدائم والشامل في المنطقة.
عرض هذا المنشور على Instagram
تحول كبير وتحذيرات
وشهدت المنطقة تحولا كبيرا بعد الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل مساء يوم السبت ردا على قصف قنصليتها في دمشق.
وكان الهجوم هو الأول من نوعه الذي ينطلق من الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل مباشرة، وقد تدخلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لإسقاط الصواريخ والمسيرات قبل وصولها.
ومثّل الهجوم تحديا كبيرا لمحاولات منع اتساع رقعة الحرب في المنطقة حيث يهدد الإسرائيليون بالرد في العمق الإيراني.
وقال الحرس الثوري الإيراني إنه أنهى عمليته لكنه هدد برد حاسم على أي رد مضاد، ودعا الولايات المتحدة إلى عدم التورط في أي عمل عسكري ضد طهران، وطالبها بضبط إسرائيل.
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتوفير “دعم ثابت” لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني، لكنه حثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم الرد.
أعربت دولة قطر عن قلقها إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة، على خلفية الهجوم الإيراني على إسرائيل، ودعت قطر جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وحث بيان لوزارة الخارجية، اليوم الأحد، المجتمع الدولي على التحرك العاجل لخفض التصعيد في المنطقة، ونزع فتيل التوتر، وجدد التزام قطر بدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وزادت احتمالات اتساع رقعة الحرب مع الهجوم الإيراني غير المسبوق، وهو ما حذرت منه قطر مرارا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل ستة أشهر.
وسبق أن دعت قطر لوقف شامل وفوري للعدوان ورفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر أمام المساعدات، قبل أن تنزلق المنطقة كلها إلى الفوضى.
وتواصل قطر جهودها الدبلوماسية من أجل وقف الحرب وإطلاق الأسرى والمضي قدما نحو حل شامل وعادل للصراع، وفق ما أكده رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في أكثر من لقاء.
عرض هذا المنشور على Instagram
إسرائيل تهدد بالرد
في المقابل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري إن إسرائيل ستفعل كل ما يضمن أمنها، كما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين أن تل أبيب ستقوم برد جديد على الهجوم.
ومنحت الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وقائد جيشه يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس صلاحية اتخاذ القرار المناسب للرد على إيران.
ولم تكن الأهداف المحددة لإيران واضحة في البداية، لكن الجيش الإسرائيلي أمر الإسرائيليين بالبقاء بالقرب من الملاجئ في عدة مناطق منها الجولان المحتل وإيلات وديمونة.
وقال مسؤولان إسرائيليان كبيران لموقع أكسيوس، إن القوات الأمريكية اعترضت عشرات الطائرات الإيرانية بدون طيار فوق العراق والأردن قبل وصولها إلى المجال الجوي الإسرائيلي.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في بيان إن الهجمات مبررة بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تعترف بحق أي دولة في الدفاع عن النفس إذا تعرضت لهجوم من قبل دولة أخرى.
وجاء في البيان أن “العمل العسكري الإيراني جاء ردا على عدوان النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق”.
وقال البيان “يمكن اعتبار الأمر منتهيا. ومع ذلك، إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر شدة بكثير”، مؤكدا أن الصراع كان بين إيران وإسرائيل وأن الولايات المتحدة “يجب أن تبقى بعيدا”.
ونقلت هيئة البث العبرية عن مسؤولين أمنيين أن الجزء الأكبر من الهجوم الإيراني قد انتهى.
وطالب الحرس الولايات المتحدة بـ”ضبط عدادات إسرائيل”، وقال إن أي إسرائيلي في الأراضي الإيرانية فإنه سيرد بحسم وسيضرب أي منطقة يخرج منها الهجوم دون تردد.
أضف تعليقا