أكد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن خفض التصعيد بين المقاومة وجيش الاحتلال يمثل أولوية بالنسبة لدولة قطر من أجل حقن دماء المدنيين.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها سموه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأحد وتناولت تطورات الوضع في فلسطين وجهود التهدئة الجارية.
وقال الشيخ تميم بن حمد خلال الاتصال الذي تلقاه من الرئيس الفلسطيني إن حقن دماء المدنيين وتجنيبهم تداعيات النزاع وتخفيض التصعيد يمثل أولوية قطرية في الوقت الراهن.
وأضاف سموه “نبذل كافة مساعينا الدبلوماسية مع مختلف الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف”.
وجدد سموه دعوة قطر إلى التهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، كما أكد على موقف دولة قطر الثابت من القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
وقال الشيخ تميم بن حمد إن حق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ضمن حل الدولتين، يأتي في مقدمة الحقوق التي تدعمها الدوحة.
وجدد سمو الأمير إدانة قطر لكافة الانتهاكات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته التي تقوض الوصول إلى حل عادل للقضية.
View this post on Instagram
بدوره، شكر الرئيس الفلسطيني سمو الأمير على دعمه المستمر للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، وعلى جهود الدوحة ومواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية العادلة.
بدأت دولة قطر وساطة من أجل عملية تبادل عاجلة للأسيرات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، في تحرك دبلوماسي هو الأكثر تطورا منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
وشنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم السبت (7 أكتوبر 2023) عملية عسكرية مباغتة هي الأكبر منذ عقود، ما دفع “إسرائيل” لإعلان حالة الحرب لأول مرة منذ حرب السادس من أكتوبر 1973.
وتمكن مقاتلو المقاومة من أسر عشرات الجنود والمجندات الإسرائيليات إلى جانب ضباط كبار في جيش الاحتلال، ما مثل صدمة لتل أبيب.
ووفقا لوكالة أنباء “شينخوا” الصينية، فإن الحكومة القطرية تقود وساطة متقدمة لإجراء صفقة تبادل أسيرات عاجلة بين المقاومة وحكومة الاحتلال.
ونقلت الوكالة عن مصدر في حركة “حماس” أن الدوحة تسعى بدعم أمريكي إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن الإسرائيليات اللاتي تم أسرهن يوم السبت (7 أكتوبر 2023)، مقابل إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال.
وقال المصدر إن قياديا في الحركة أبلغ قطر عدم ممانعة المقاومة الفلسطينية إجراء الصفقة على أن تضمن الإفراج عن جميع الأسيرات الفلسطينيات البالغ عددهن 36 أسيرة.
وكان القيادي في حركة حماس الفلسطينية، موسى أبو مرزوق، قال في مداخلة مع قناة “الغد” يوم الأحد (8 أكتوبر 2023) إن لدى الحركة أكثر من 100 أسير إسرائيلي، بينهم ضباط كبار.
ولم يصدر أي بيان رسمي في قطر بشأن هذه المعلومات حتى الآن، فيما عيَّن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الجنرال احتياط غال هيرش مسؤولا عن قضية الأسرى والمفقودين.
وأظهرت مقاطع فيديو أسر جنود المقاومة لعدد من الإسرائيليات خلال العملية العسكرية.
View this post on Instagram
جهود قطرية
وأجرى رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مشاورات مع عدد من نظرائه لبحث التهدئة.
وأدانت قطر الممارسات الإسرائيلية وأعلنت دعمها الكامل للشعب الفلسطيني وحملت تل أبيب مسؤولية العنف بسبب استفزازاتها الأخيرة في المسجد الأقصى والقدس المحتلة والضفة.
وأكدت الخارجية ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي وحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية، والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
كما دعت الدوحة للحيلولة دون اتخاذ هذه الأحداث ذريعة لإشعال نار حرب جديدة غير متكافئة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري إن تصريحات مسؤولي الاحتلال تنذر بحرب غير إنسانية على الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويوم السبت، بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تطورات الوضع في فلسطين.
وقالت الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث في اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المعارك الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال.
واكد الخارجية في بيان أن الوزيرين اتفقا على التنسيق الوثيق بشأن الوضع في غزة وإسرائيل.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لوكالة رويترز إن الولايات المتحدة تعمل مع حكومات أخرى لضمان عدم انتشار الأزمة واحتوائها”، وإن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب.
أضف تعليقا