قال السفير الإيطالي لدى الدوحة باولو توسكي لمنصة “مشيرب” إن الوساطة القطرية أصبحت مهمة جدا في حل نزاعات المنطقة، مؤكدا أهمية المضي قدما في هذا المسار.
وأضاف توسكي أن منتدى الأمن العالمي الذي تستضيفه الدوحة يمثل فرصة عظيمة للنظر في جهود الوساطة والحوار، مؤكدا أن روما والدوحة تعملان معا على تعزيز الدبلوماسية كوسيلة في حل النزاعات.
وأكد السفير الإيطالي الحاجة للمضي قدما في مسار الحوار وقال إن جهود قطر في هذا المضمار مهمة للغاية.
وأمس الاثنين، انطلقت فعاليات منتدى الأمن العالمي، تحت شعار “المنافسة الاستراتيجية: التعقيدات الناتجة عن الاعتماد المتبادل”.
وسيبحث المنتدى أبرز التحديات المرتبطة بالأمن العالمي وقضايا عديدة منها: تأثير المنافسة على الدول الصغيرة، وتداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
كما سيناقش المنتدى -الذي يرعاه رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قضايا الأمن القومي ومكافحة الإرهاب وتأثير الذكاء الاصطناعي على سباق التسلح المحتمل، وكيفية توحيد الجهود لمعالجة التحديات مما يساهم في تحقيق السلام العالمي.
وتزامن منتدى الأمن العالمي هذا العام مع ظروف جيوسياسية شديدة الصعوبة حيث تسيطر مخاوف اتساع الصراع في الشرق الأوسط على الجميع.
ويلعب المنتدى الذي يشهد مشاركة دولية واسعة دورا محوريا في معالجة التحديات المتنامية التي يواجهها العالم، وما يحدث من تحديات جيوسياسية متغيرة باستمرار، بحسب مدير قسم الأبحاث لدى مجموعة صوفان، كولين بي كلارك.
وخلال كلمته الافتتاحية، قال رئيس الوزراء إن سياسات الاحتلال والتهجير القسري والعقاب الجماعي لم تثمر يوما في إنهاء الصراع بل كانت وقودها باستمرار العنف واتساع رقعته.
وعلى هامش المنتدى، أكد وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد الخليفي، أن دولة قطر باتت تعرف منذ سنوات على أنها مركز ملائم للوساطة وحل الخلافات بين أطراف النزاع.
عرض هذا المنشور على Instagram
دبلوماسية هادئة في مشهد معقد
وأصبحت قطر محط أنظار العالم خلال السنوات الماضية بعد أن نجحت دبلوماسيتها الهادئة وطويلة النفس في التوصل لتفاهمات في عدد من قضايا المنطقة والعالم.
وتمثل الوساطة التي قادتها بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل منذ بدء العدوان على قطاع غزة قبل أكثر من 6 أشهر، مثالا على الدور الذي تلعبه الدوحة في تخفيف التوترات وحماية الأمن والسلم إقليميا ودوليا من خلال القنوات الدبلوماسية.
وحاولت قطر خلال الفترة القليلة الماضية إيجاد مساحات مشتركة للأطراف المتصارعة في عدد من النزاعات والخلافات بما في ذلك سعيها لتعزيز ما تسميها بالدبلوماسية الإنسانية.
ومن خلال هذه الدبلوماسية، تمكنت قطر من التوسط في اتفاق لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران خلال أغسطس الماضي، ثم تمكنت من التوصل لاتفاق مماثل بين الولايات المتحدة وفنزويلا قبل أقل من ثلاثة أشهر.
وأجرى المفاوضون القطريون جولات مكوكية لحل مجموعة من النزاعات بما في ذلك محاولات تقريب وجهات النظر بين حركة طالبان الأفغانية ودول الغرب من أجل تخفيف العزلة المفروضة على أفغانستان.
كما لعبت الدوحة دورا مهما في لم شمل عائلات وأطفال فرقتهم الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث، وقد أثنى مسؤولون دوليون ومنظمات على هذه الجهود.
ولعبت قطر دورا مهما في الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين المقاومة والفلسطينية وإسرائيل، كما توسطت خلال الشهور الماضية في اتفاقات لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وكل من إيران وفنزويلا.
وفي أبريل الماضي، قدمت دولة قطر 3 ملايين دولار لمكتب مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، لدعم عمله الأساسي في بلاده. كما استضافت وفودا من موسكو وكييف لبحث العمل على لم شمل العائلات.