نقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن مصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع قيودا على المقترح الذي طرحته الولايات المتحدة لسد الفجوات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
في حين نقلت وكالة رويتزر عن قيادي في حماس أنها رفضت الشروط التي وضعتها تل أبيب من أجل الهدنة.
ووفقا للشبكة الأمريكية، فقد رفض نتنياهو المقترح الذي وافق عليه أعضاء مجلس الحرب، وكذا عودة النازحين إلى مناطقهم في الشمال واشترط عودة النساء والأطفال دون الرجال إلى خيم إيواء بعد خضوهم لتفتيش أمني.
كما رفض نتنياهو حسب المصادر سحب القوات الإسرائيلية من وسط القطاع، مضيفا أنه حدد موعد اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، الذي ترفضه واشنطن.
وأكد “CNN” أن الرد الإسرائيلي على المقترح لم يجب على تساؤلات حماس بشأن عودة النازحين للشمال وسحب قواته من القطاع.
بدورها، قالت “يديعوت آحرونوت”، إن نتنياهو أكد على الوفد المفاوض بألا يقبل أي اتفاق دون الرجوع إليه، حيث أكدت الصحيفة أنه الوحيد الذي يرفض المقترح داخل مجلس الحرب.
والأحد، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش سحب كل قواته البرية من جنوب القطاع باستثناء كتيبة واحدة، في حين قالت وسائل إعلام عبرية أن الانسحاب جزء من الاستعدادات لعملية برية في رفح.
وأكدت صحيفة “معاريف” أن أحد ألوية الجيش الإسرائيلي ما زال موجودا داخل غزة لمنع عودة الفلسطينيين إلى شمالي القطاع.
وقال نتنياهو الاثنين إنه تلقى تقريرا مفصلا عن سير المحادثات في القاهرة، وإنه يعمل دون كلل من أجل تحقيق أهداف الحرب وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الرهائن وتحقيق النصر التام على حماس.
وأضاف “هذا النصر يتطلب الدخول إلى رفح والقضاء على كتائب الإرهاب هناك. سيحدث ذلك. جرى تحديد موعد”، لكنه لم يكشف عن هذا الموعد.
وتمثل رفح الملاذ الأخير لأكثر من مليون مدني الفلسطينيين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل الذي دمر أحياءهم السكنية. وتقول إسرائيل إن المدينة الملاصقة للأراضي المصرية هي آخر أهم معاقل حماس.
عرض هذا المنشور على Instagram
حماس ترفض عرض إسرائيل
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن القيادي في حماس علي بركة، أن المكتب السياسي للحركة اجتمع ورفض شروط إسرائيل.
وكان قيادي آخر في الحركة قال لرويترز إن مفاوضات القاهرة التي جرت يوم الأحد لم تحرز أي تقدم.
وأضاف القيادي، الذي لم تفصح عنه الوكالة “ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة… لا يوجد تقدم حتى اللحظة”.
وقدم مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز في القاهرة يوم الأحد اقتراحا جديدا لدفع الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
ونص المقترح على إطلاق سراح 40 محتجزا إسرائيليا من قطاع غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، حسبما نقل موقع أكسيوس عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين اليوم الاثنين.
وسيكون هذا أطول توقف للقتال في غزة منذ بدء الحرب وربما يدفع باتجاه وقف شامل ودائم للقتال الذي أودى بحياة أكثر من 33 ألف فلسطيني فضلا عن إصابة نحو 7 آلاف ومثلهم من المفقودين.
وستشمل الصفقة أيضا إطلاق سراح ما لا يقل عن 900 أسير فلسطيني، بينهم أكثر من 100 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد (ينتمون لفصائل المقاومة).
ولم يتضمن المقترح عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم خلال المرحلة الثانية من الصفقة كما لم يشمل وقفا دائما للقتال ولا انسحابات لقوات الاحتلال من القطاع.
والتقى مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز في القاهرة يوم الأحد مع رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، في محاولة لكسر الجمود في المفاوضات.
وكان وفد كبير من حماس موجودا في القاهرة في نفس الوقت وعقد اجتماعات منفصلة مع الوسطاء المصريين والقطريين.
ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية ماجد الأنصاري اللقاءات في القاهرة بأنها “مشجعة”، وأضاف “لقد كان الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة فعالا”.
وأضاف الأنصاري “لا أستطيع الخوض في تفاصيل الاقتراح ولكن يمكنني القول إنه يسد الفجوة بطريقة لم يتم القيام بها في الشهرين الماضيين”.
وتابع “نحن ننتظر الرد من الجانبين”. “إذا سألتني إذا كنت أكثر تفاؤلا اليوم مما كنت عليه قبل يومين، سأقول نعم”.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن بيرنز قدم اقتراحا يعتمد على الشروط التي تمت مناقشتها خلال المفاوضات السابقة في مارس الماضي، وقال مسؤول إسرائيلي لأكسيوس إن المقترح يطلب المزيد من التنازلات من كلا الطرفين.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة قد بلغ عدد الشهداء إلى نحو 33207 ألفا، فضلا عن آلاف الجرحى والمفقودين.