رفض دولي واسع لخطة ترامب لتهجير سكان غزة

رفض دولي واسع لخطة ترامب لتهجير سكان غزة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

عبّرت العديد من دول العالم رفضها القاطع لما جاء في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول خطته للسيطرة الأمريكية على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين وإعادة توطينهم في دول أخرى.

وكان ترامب قد قال خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء في البيت الأبيض، إنه يجب نقل جميع الفلسطينيين البالغ عددهم أكثر مليوني فلسطيني من غزة إلى دول مثل مصر والأردن، متحججا بالدمار الكبير في القطاع الذي تسبب به عدوان الاحتلال على قطاع غزة لمدة أكثر من 15 شهرا.

وأضاف ترامب: “ستستولي الولايات المتحدة على قطاع غزة، سوف نمتلك القطاع وسنكون مسؤولين عن التخلص من الذخائر غير المنفجرة، وإعادة بناء غزة لتصبح قبلة للوظائف والسياحة”.

ألمانيا

وردا على التصريحات، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن غزة مثلها مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية ملك للفلسطينيين، وإن طردهم سيكون غير مقبول ومخالفا للقانون الدولي.

وأضافت بيربوك في بيان: “سيؤدي ذلك أيضا إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة.. لا ينبغي أن يكون هناك حل يتجاهل الفلسطينيين”.

بريطانيا

من جهته، طالب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بضمان مستقبل للفلسطينيين في وطنهم، وأضاف في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى كييف: “كنا دائما واضحين في اعتقادنا بأننا يجب أن نشهد وجود دولتين”.

وتابع لامي: “يجب أن نرى الفلسطينيين يعيشون ويزدهرون في وطنهم في غزة والضفة الغربية”.

فرنسا

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن التهجير القسري لسكان غزة “سيمثل هجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين ويزعزع أمن المنطقة وسيكون انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وعقبة رئيسية أمام حل الدولتين”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في بيان صحفي،  إن مستقبل غزة يجب ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة بل في إطار دولة فلسطينية مستقبلية.

إسبانيا

كما عبّر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عن رفض اقتراح الرئيس الأميركي، وقال للصحفيين “أريد أن أكون واضحا للغاية في هذا الشأن، غزة هي أرض الفلسطينيين سكان غزة ويجب أن يبقوا فيها”.

وأضاف: “غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب عليها التعايش بما يضمن ازدهار دولة إسرائيل وأمنها”.

تركيا

وفي السياق شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على أن تهجير الغزيين أمر لا تقبله تركيا ولا دول المنطقة، معتبرا المقترح “عبثيا والخوض فيه لا طائل منه”.

وأضاف أن أي خطط تجعل الفلسطينيين “خارج المعادلة” ستؤدي إلى المزيد من الصراع.

الصين

كما أعلنت الصين معارضتها التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وأكدت دعمها حكم الفلسطينيين لفلسطين.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان في مؤتمر صحفي، إن بكين تأمل أن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع، فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادا إلى حل الدولتين.

روسيا

من جانبه، أفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين، وأضاف “سمعنا كلام ترامب بشأن إعادة توطين سكان غزة، لكننا ننطلق من حقيقة أن الدول العربية لا تقبل هذه الفكرة”.

أسكتلندا

انتقد رئيس الوزراء الأسكتلندي جون سويني خطة ترامب، وقال في منشور على منصة إكس “بعد أشهر من العقاب الجماعي في غزة ومقتل أكثر من 40 ألف شخص، فإن أي مقترح لتهجير الفلسطينيين من منازلهم أمر غير مقبول وخطير”.

وأكد سويني أنه يعارض التطهير العرقي، وأن حل الدولتين فقط هو الذي سيحقق السلام الدائم.

البرازيل

من جهته قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إن تعهد ترامب بالسيطرة على قطاع غزة “غير منطقي”.

وأضاف دا سيلفا في حديث إذاعي: “أين سيعيش الفلسطينيون؟ هذا شيء لا يمكن لأي إنسان أن يفهمه.. الفلسطينيون هم من يتعين عليهم التكفل بغزة”.

مبعوث الاتحاد الأوروبي

قال المبعوث الأوروبي الخاص للشرق الأوسط سفين كوبمانز إن هناك حلا واحدا فقط وهو دولتان إسرائيلية وفلسطينية آمنتان تتمتعان بالسيادة.

وشدد على أن الأمن الحقيقي لا يأتي إلا من خلال السلام الحقيقي.

العفو الدولية

وصفت منظمة العفو الدولية مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة بـ”العبثية”، وشددت على أنها ليست أخلاقية ولا شرعية.

ورفضت المنظمة عدم إنسانية مقترح ترامب والاستيلاء على الأراضي وسخريته من حق الشعوب في تقرير المصير.

انقلاب دراماتيكي

وفي تقرير حول تصريحات ترامب قالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن فكرة استيلاء الولايات المتحدة على أراضٍ في الشرق الأوسط تمثل انقلابا دراماتيكيا في سياسات ترامب، الذي تعهد في عام 2016 بإخراج أمريكا من المنطقة بعد حرب العراق.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن ترامب لم يستشهد بأي سلطة قانونية تمنحه الحق في الاستيلاء على الإقليم، ولم يتطرق إلى حقيقة أن الإبعاد القسري للسكان ينتهك القانون الدولي، وعقود من إجماع السياسة الخارجية الأمريكية في كلا الحزبين.

ونوّهت الصحيفة إلى أن تصريحات ترامب جاءت في الوقت الذي قدم تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تأمين المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي تهدف إلى “تحرير الرهائن” المتبقين في غزة ووضع حد دائم للقتال.

ترامب يعلن نيته تهجير جميع الفلسطينيين من قطاع غزة
المؤتمر الصحفي لترامب ونتنياهو

في 19 يناير الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع. ويقضي الاتفاق -الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية أميركية- ببدء مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم الـ16، على أن يتم إنجاز الاتفاق قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.

ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل متتابعة، تبدأ بوقف العمليات العسكرية وتبادل الأسرى، تليها عودة الهدوء المستدام وانسحاب الاحتلال، وتنتهي بإعادة إعمار القطاع بالكامل وفتح المعابر بشكل دائم. يتم تنفيذ هذه الإجراءات تحت إشراف دولي لضمان التزام الطرفين وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وبدعم أميركي، ارتكبت تل أبيب بين السابع من أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/4vp