رئيس وزراء الصومال: قطر شريك استراتيجي وصديق موثوق

قال رئيس الوزراء الصومالي حمزة بري إن بلاده تقدر مواقف دولة قطر الداعمة لها في مختلف الظروف، ووصف الدوحة بالحليف الاستراتيجي والصديق الموثوق لمقديشو.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن بري يوم السبت أن الدوحة لم تتوان يوما عن مساعدة بلاده ودعمها في كل القضايا وعلى مختلف الأصعدة وجميع المستويات وفي كافة المحافل الدولية والإقليمية.

وقال رئيس الوزراء الصومالي إن التاريخ سيسطر دور قطر البارز والريادي في تنمية وتطوير الصومال والذي يتجلى في دعم أمنه واستقراره ونموه الاقتصادي.

ولفت بري إلى برنامج الإعفاء من الديون ودعم مشروعات التنمية والبنية التحتية وإعادة تأهيل المرافق الحكومية.

وأضاف “لا ننظر إلى قطر على أنها مجرد شريك وإنما كونها حليف استراتيجي وصديق موثوق به، ونتطلع إلى مزيد من التعاون والتكامل في مختلف المجالات من أجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما”.

ووفقا لبري، فإن الصومال يعمل على توطيد التعاون مع قطر ويتطلع لمزيد من التعاون في التجارة والاستثمار بمختلف قطاعاته.

وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، يتطلع الصومال إلى التنسيق والمشاورات السياسية في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بحسب بري.

وأكد رئيس الوزراء الصومالي على التزام بلاده العميق بتعميق الشراكة السياسية والعمل على مواجهة التهديدات بشكل مشترك بما في ذلك تحديات المناخ.

وقال إن بلاده قطعت شوطا طويلا وإنها توشك على الخروج من دائرة النكبات المتكررة وعوائق انعدام الأمن والاستقرار.

وأضاف “نحن على وشك تجاوز ثلاثة تحديات، هي: التغلب على عناصر حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة وقمع وجودهم في البلاد، وتنفيذ خطة خروج قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام من البلاد واستعادة السيادة، إلى جانب الاستمرار في مسيرة الإصلاحات المالية والاقتصادية واستكمال مسيرة إعفاء الديون”.

ووصل بري، الاثنين الماضي، إلى قطر في زيارة رسمية، وبحث مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سبل تعزيز التعاون بين البلدين على جميع الأصعدة لا سيما في المشاريع التنموية.

حليف قوي

ويعاني الصومال من حرب أهلية وتمرد وصراع بين العشائر، مع عدم وجود حكومة مركزية قوية منذ الإطاحة بالحاكم محمد سياد بري في عام 1991، وسط أزمة غذائية واسعة في البلاد.

ويعتبر الصومال أحد الشركاء الأفارقة المهمين للدوحة التي تعمل بشكل مستمر على دعم استقرار البلد الأفريقي الذي يعاني أزمات سياسية وأمنية منذ سنوات.

وفي يونيو الماضي، استضافت قطر اليوم الاجتماع الثالث للمجموعة الخماسية الخاصة بالصومال، والذي عقد بمشاركة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة وتركيا والمملكة المتحدة.

وتناول الاجتماع الأوضاع الراهنة في الصومال وخصوصا الأمنية والسياسة والإنسانية، وسبل تحقيق الاستقرار وتعزيز التنسيق المشترك.

واستعرض الحاضرون المقترحات الرامية لتعزيز بناء الثقة ولاستقرار في الصومال وأفضل الطرق لمعالجة الأزمة التي تعيشها البلاد.

وجددت قطر تأكيدها على الوقوف إلى جانب الصومال ومواصلة تقديم الدعم لإرساء دعائم الأمن والتنمية والاستقرار، وبناء دولة المؤسسات وحكم القانون، بما يوفر للصوماليين التمتع بكافة حقوقهم مع ضمان احترام سيادة واستقلال ووحدة الصومال وسلامة أراضيه.

وكان الاجتماع استكمالا لاجتماعين عقدا بالعاصمة البريطانية لندن في نوفمبر 2022 ، والعاصمة الأمريكية واشنطن في مارس 2023.

وفي السابع عشر من مايو الماضي، استقبل سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، في الدوحة وبحث معه تعزيز العلاقات وتطورات الوضع في الصومال.

ودانت قطر الهجمات التي وقعت في الصومال خلال الأسابيع الفترة الماضية وأكدت دعمها جهود إعادة الاستقرار وتثبيت دولة القانون في البلاد.

دعم قطري متواصل

وكانت الدوحة قد دعت خلال مؤتمر عقدته الأمم المتحدة أواخر مايو الماضي إلى دعم دول القرن الأفريقي، وقالت إن على المتجمع الدولي أن يتعلم من تجاربه السابقة.

ومؤخرا، أطلق صندوق قطر للتنمية استجابة لمساعدة المتضررين من الجفاف في الصومال تنفيذا لهذا التعهد.

ويمول الصندوق حاليا المرحلة الثانية من مشروع “بناء مجتمعات مرنة في الصومال” (BRCIS) بالتعاون مع وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث (FCDO) والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في الصومال.

ويهدف المشروع إلى تعزيز وصول المساعدات الإنسانية للمجتمعات الريفية في الصومال، وتحديدا الأكثر عرضة للكوارث.

ويضع صندوق قطر للتنمية أيضا اللمسات الأخيرة على مشروع مشترك مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) واليونيسف في الصومال.

وتبلغ القيمة الإجمالية للمشروع 12 مليون دولار، حيث ساهم كل من صندوق قطر للتنمية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمبلغ 6 ملايين دولار منها، بحسب المندوبة القطرية الدائمة في الأمم المتحدة.

ويهدف هذا الجهد المشترك إلى تلبية الاحتياجات العاجلة الناشئة عن تفشي مرض الحصبة والكوليرا في الصومال، وسد الثغرات في قطاعات الصحة والمياه والصرف الصحي والأمن.

ويعمل الهلال الأحمر القطري على تنفيذ مزيد من المشاريع الإنسانية لإغاثة المتضررين من الجفاف في الصومال، وقد وزع الشهر الماضي عددا من السلال الغذائية بالتعاون مع نظيره الكويتي.

وتجاوزت تكلفة المشروع 713 ألف ريال قطري، حيث جرى توزيع سِلال غذائية متكاملة على ألفين و84 أسرة، تضم 14 ألفاً و588 شخصا من المحتاجين إلى الغذاء الطارئ.

وتم توزيع السلال في مخيمات النازحين والقرى المتأثرة بالجفاف في أطراف مدينة دوسمريب، التابعة لولاية غلمدغ، بالتنسيق مع هيئة إدارة الكوارث الصومالية.

وفي أبريل الماضي، أطلق الهلال الأحمر القطري مشروعا لتوزيع سلال غذائية على المتضررين من الجفاف في الصومال، بإجمالي 6.700 سلّة، ممولة من إدارة شؤون الزكاة التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر.

وبلغت قيمة المشروع حينها مليوني ريال قطري، ويلبي الاحتياجات الغذائية لقرابة 47 ألف مستفيد في محافظتي بنادر وباي جنوب الصومال.

وفي العام 2021، نجحت وساطة قطرية بين الصومال وكينيا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، المقطوعة حينها لأكثر من عام؛ بسبب اتهامات مقديشو لنيروبي بالتدخل في شؤونها الداخلية.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/ig