وصل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أوكرانيا في أول زيارة لمسؤول قطري منذ اندلاع الحرب قبل عامين.
وقال المتحدث باسم. وزارة الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري إن الزيارة تأتي في إطار الجهود التي تبذلها قطر للتهدئة ومعالجة التداعيات الإنسانية للأزمة الروسية الأوكرانية.
وسيجدد رئيس الوزراء خلال اجتماعاته في كييف موقف قطر الداعي إلى ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دوليا وفق الأنصاري.
كما سيجدد الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.
وسيجتمع الشيخ محمد بن عبد الرحمن في كييف أيضا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الأوكرانيين لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية.
وسيبحث الجانبان جهود قطر التنموية في أوكرانيا، وآفاق التعاون في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وقال الأنصاري إن زيارة رئيس الوزراء ستناقش أيضا دعم الجهود الرامية لتمديد اتفاق الحبوب لتعزيز الأمن الغذائي العالمي.
View this post on Instagram
توسع دبلوماسية قطر
وتأتي الزيارة بعد شهر من زيارة أجراها الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث أوصل رسالة من أمير البلاد إلى الرئيس فلاديمير بوتين، وبحث عددا من القضايا مع كبار المسؤولين الروس.
وتفاقمت المخاوف من احتمال نقص إمدادات الحبوب عالميا بعدما رفضت موسكو تمديد الاتفاق الذي رعته أنقرة لاكثر من عام.
وتعمل الدوحة على تعزيز مكانتها كوسيط دولي في العديد من الأزمات التي تؤثر على الأمن والسلم الدوليين.
وأعلنت قطر مرارا استعدادها للقيام بأي دور ينهي الحرب الروسية الأوكرانية عبر الحوار، كما دخلت بقوة على خط إحياء الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة.
ويعمل القطريون أيضا على تقريب وجهات النظر بين واشنطن وحركة طالبان للحد من أزمة أفغانستان الإنسانية.
واستضافت الدوحة هذا الأسبوع لقاء مباشرا بين الجانبين هو الأول منذ الانسحاب الأمريكي قبل عامين، وفق ما أعلنته الخارجية الأمريكية.
وتتمتع الدوحة بعلاقات واستثمارات جيدة جدا من الجانب الروسي لكنها أكدت مرارا رفضها أي تغيير لحدود أوكرانيا المعترف بها دوليا عبر القوة.
وفي 22 من الشهر الجاري، أكدت وزيرة الدولة للتعاون الدولي لولوة الخاطر خلال اتصال مع نائب وزير الخارجية الأوكراني ميكولا توتشيتسكي، على ضرورة مراعاة الجانب الإنساني في الأزمة، والعمل على استقرار الأمن الغذائي العالمي وإمدادات الحبوب.
وأطلع توتشيتسكي الوزيرة القطرية على تطورات الأوضاع في أوكرانيا وأبرز ما ورد في المبادرة التي أطلقها الرئيس فلودومير زيلينسكي من أجل الخروج من الأزمة.
وفي الـ18 من يوليو الجاري، بدأت روسيا قصف منشآت لتصدير الحبوب والمواد الغذائية الأوكرانية في أوديسا ومدن أوكرانية أخرى، وأجرت البحرية الروسية تدريبات على احتجاز سفن ومناورات صاروخية بالبحر الأسود.
وخلال الأسبوعين الماضيين، نشرت وزارة الطوارئ الأوكرانية صورا تظهر اندلاع حريق بين منشآت معدنية منهارة تبدو وكأنها مخازن.
وقالت موسكو إنها ستتعامل مع كل السفن المتجهة المياه الأوكرانية على أنها أهداف عسكرية لأنها ربما تحمل أسلحة.
واعتبرت الولايات المتحدة القرار الروسي “إشارة إلى أن موسكو قد تهاجم سفن شحن مدنية”.
في المقابل، قالت الحكومة الأوكرانية إنها ستعتبر السفن المتجهة إلى روسيا في البحر الأسود أهدافا عسكرية محتملة، ووصف الكرملين هذه التصريحات بأنها “خطيرة وتمثل تهديدا للملاحة في البحر الأسود”.
وقال الكرملين إنه يعمل على إعداد توصيات لتخفيض نسبة الخطر أمام سفنها في البحر الأسود عقب تهديدات كييف، وإنه سيبحث ما إذا كانت هذه السفن بحاجة فعلا إلى تغيير مساراتها.
وأبدت الأمم المتحدة أمس الجمعة خشيتها من وقوع تصعيد خطير في البحر الأسود بعد إعلان روسيا إجراء تدريبات عسكرية شملت إطلاق صواريخ.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو إن “التهديدات باستهداف السفن المدنية في البحر الأسود غير مقبولة”.
وأكدت أن “خطر اتساع النزاع ردا على حادث عسكري في البحر الأسود، أكان متعمدا أم عرضيا، يجب تفاديه بأي ثمن لأنه قد يؤدي إلى تبعات كارثية علينا جميعا”.