أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن مواصلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يعقد جهود قطر لإطلاق سراح الأسرى.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الشيخ محمد بن عبد الرحمن من بلينكن مساء أمس السبت وفق ما أعلنته وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).
وتناول الاتصال الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي وسبل التوصل لوقف سريع لإطلاق النار.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن خلال الاتصال أن الدوحة تواصل جهودها لإطلاق سراح الأسرى والمدنيين المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة.
لكنه أكد أيضا أن مواصلة الهجوم الإسرائيلي يزيد الكارثة الإنسانية في القطاع ويعرقل الجهود القطرية.
وشدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن خلال الاتصال مع بلينكن على ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف القتال بشكل فوري وفتح معبر رفح البري بشكل دائم يضمن تدفق المساعدات للمحاصرين في غزة.
رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، يتلقى اتصالا هاتفيا، من وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، جرى خلال الاتصال بحث تدهور الأوضاع في قطاع غزة.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة تضافر الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية للوصول… pic.twitter.com/GxhqDTrx8k— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) November 11, 2023
وساطة قطرية من أجل صفقة تبادل
وتقود قطر وساطة من أجل التوصل لاتفاق يوقف الحرب ويضمن إعادة عشرات المدنيين المحتجزين لدى المقاومة.
ونجحت هذه الوساطة في إطلاق سراح 4 سيدات الشهر الماضي (إسرائيليتان وأمريكيتان)، وكانت على وشك إطلاق سراح ما بين 10 إلى 15 آخرين من النساء والأطفال.
لكن التصعيد الإسرائيلي حال دون ذلك، وفق ما نقله موقع أكسيوس الأمريكي ووكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات، أكدوا أن الجهود متواصلة من أجل الوصول لهذا الهدف لكن بوتيرة أصعب.
وكان أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد أكد قبل أيام أن جيش الاحتلال حال دون إطلاق هؤلاء الأسرى.
وقال أبو عبيدة في وقت سابق إنه لا حل لقضية الأسرى والمحتجزين إلا بصفقة تبادل كلية أو جزئية تضمن إخراج كافة الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال (قرابة 7 آلاف).
وأكد حركة حماس مرارا أنها لن تستخدم المدنيين المتواجدين لديها كورقة ضغط لكنها لا تستطيع إطلاق سراحهم ما تتوفر الظروف المناسبة على الأرض.
ويواجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ضغوطا متزايدة في الداخل بسبب فشله في استعادة المحتجزين والأسرى عبر العملية العسكرية التي تواجه فشلا كبيرا على الأرض.
كما يواجه نتنياهو ضغوطا من الولايات المتحدة التي دعمت وما تزال حربه المدمرة على قطاع غزة، لكنها في الوقت نفسه تسعى لإخراج حاملي الجوازات الأمريكية من المحتجزين.
وشهدت الساعات الماضية جهدا قطريا أمريكيا مكثفا من أجل التوصل لهدنة مؤقتة بين جيش الاحتلال والمقاومة، وفق ما نقلته هيئة البث العبرية مساء السبت.
ونقلت القناة الـ13 العبرية عن مصادر مطلعة على الملف أن الصفقة -في حال إتمامها- ستشمل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين الأمنيين مقابل أسرى عسكريين إسرائيليين.
وستسمح الصفقة أيضا بدخول كميات من الوقود إلى قطاع غزة مع وقف مؤقت للقتال.
وتتحفظ فصائل المقاومة على ما يصل إلى 250 أسيرا ومحتجزا إسرائيليا، وقد أكدت مرارا أنها لن تتراجع عن صفقة تضمن تبييض سجون الاحتلال.
وخلال اليومين الماضيين، تناقلت وسائل إعلام عبرية أن حكومة نتنياهو تدرس صفقة تقوم على أساس الجميع مقابل الجميع.
View this post on Instagram
مقدمة لوقف الحرب
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن في حوار مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية يوم الخميس إن بلاده تواصل جهودها لإطلاق سراح الأسرى والمدنيين بشكل موضوعي.
وأكد أن تحقيق نجاح في هذا الملف قد يكون مقدمة لوقف الحرب والتوصل لحل مستدام لأسباب الصراع.
وأمس السبت، قال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن المجتمع الدولي فشل في تحميل مسؤوليته الأخلاقية ووضع حد لآلة الحرب الإسرائيلية.
وأكد سموه أمام القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض أن دولة قطر تواصل التعاون مع المجتمع الدولي من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين رغم التعنت الإسرائيلي.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة منذ 38 يوما ما أدى لاستشهاد أكثر من 11 ألفا و200 نصفهم تقريبا من الأطفال، فضلا عن تدمير المنشآت الصحية والمرافق الأساسية.
وقالت منظمة الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة إن سكان القطاع يعيشون وضع مجاعة حقيقية بسبب نفاد الطعام والمياه النظيفة والوقود.
ويوم الجمعة، قالت مسنة إسرائيلية تدعى حنا كتسير في مقطع فيديو إن نتنياهو يقتل النساء والأطفال في غزة لكي يغطي على فشله في كل شيء.
وقالت كتسير -التي أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عزمها إطلاق سراحها لدواع إنسانية- إن نتنياهو هو سبب الفوضى التي تحدث في العالم كله وإنه يعذب النساء والأطفال في غزة.
كما قال طفل يدعى يجيل يعقوب -أعلنت الجهاد أيضا عزمها إطلاق سراحه لأنه قاصر- إن نتنياهو يقتل النساء والأطفال والأسرى والمحتجزين في غزة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قد أكد نهاية الأسبوع الماضي أن عدد الضحايا المدنيين في غزة يؤكد وجود خطأ في العمليات العسكرية الإسرائيلية.
