أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، “نموذج نادر للقيادة في عالم اليوم؛ فهو لا يكتفي بالحكم، بل يشعر، ويكرّس كل جهده وروحه لكل واجب؛ من تلبية احتياجات مواطنيه، إلى دعم السلام الإقليمي والدولي”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس الوزراء في حفل أُقيم بأيرلندا، بمناسبة تسلمه جائزة تيبيراري الدولية للسلام، أول من أمسٍ، الثلاثاء.
وأشار الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إلى أن سمو الأمير “يرى شعوب المنطقة والأبرياء حول العالم، ويحزن على كل روح تُزهق، ويؤمن بأن السلام إرث يجب صيانته”.
وأعرب عن فخره الكبير بقيادة سمو الأمير، مشيرا إلى أن “كلمات الشكر تعجز عن التعبير عن مدى اعتزازه بخدمة الوطن تحت راية سموه لأكثر من عقد من الزمن”.
قطر.. صوت ثابت للسلام
وشدد رئيس مجلس الوزراء في كلمته، على أن الجائزة لا تعد تكريما شخصيا، بل هي اعتراف دولي بما أصبحت عليه دولة قطر من صوت ثابت للسلام، ومدافع عن الحوار، وأمة لا تلين في وجه التحديات.
وأضاف: “أقبل هذه الجائزة باسم دولة قطر، وشعبها، ومبادئها، وقيادتها”. وأضاف: “نؤمن إيمانا راسخا أن السلام لا يُمنح بل يبنى، وما نقوم به في قطر سواء في غزة أو أفغانستان أو لبنان أوكرانيا ليس نابعا من مصالح ضيقة، بل هو انعكاس لهوية وطنية متجذرة في الثقافة والدستور والقيم الدينية”.
لحظة حكمة لا انتقام
وتناول في كلمته الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له دولة قطر مؤخرا، موضحا “أن التعامل معه جاء بحكمة وضبط نفس، لا من موقع ضعف، بل من موقع قوة. وأشار إلى أن الدفاعات الجوية أدت دورها، فيما عملت الدبلوماسية القطرية بلا توقف لتأمين وقف فوري لإطلاق النار.
وقال: “اخترنا التهدئة حفاظا على استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها، بعيدا عن الانجرار خلف استعراضات القوة والخطابات النارية”.
غزة.. جرح مفتوح
وحول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية: “حذرنا مرارا من مخاطر امتداد الصراع الإقليمي، ومن أن سلوك إسرائيل المتهور قد يؤدي إلى تفاقم النزاع إلى مستويات لا تُحتمل. وثمن تجاهل هذه التحذيرات لا يُدفع في غزة وحدها، بل في جميع أنحاء المنطقة. لا مكان تتجلى فيه هذه المأساة أكثر من غزة. الصور القادمة من هناك لا تحتمل، والخسائر فوق الوصف”.
وتابع: “مع ذلك، ظل سمو الأمير ثابتا في التزامه تجاه شعب غزة عبر المساعدات المستمرة، والسعي الجاد لتحقيق السلام، والدفاع عن كرامتهم في المحافل الدولية. معاناتهم تثقل ضمائرنا، لكنها أيضا تقوّي عزيمتنا. حتى عند الاستفزاز، وحتى عند الهجوم، نظل ملتزمين بالسلام _ ليس شعارا نردده، بل واجبا نؤديه”.
وأردف: “قواتنا المسلحة تحمي سيادتنا بشجاعة، ودبلوماسيونا يبنون الجسور بصمت، وفي خضم كل ذلك، يظل شعبنا واقفا، موحدا. وكما قال نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ إصلاح ذات البين)”.
السلام أقوى من الحرب
ووجه رئيس الوزراء وزير الخارجية في ختام كلمته رسالة إلى الأجيال القادمة مفادها أن السلام ليس ضعفا أو سذاجة، بل مسؤولية تتطلب شجاعة أكبر من خوض الحروب. وقال “السلام يستحق كل جهد، وهو أعلى صوتا من العنف، وأقوى من السخرية”.
كما شكر مؤتمر تيبيراري للسلام باسم شعب قطر على منحه هذه الجائزة، وأضاف ” باسمهم أقبلها بتواضع مؤكدا التزام دولة قطر المستمر بأن تكون صوتا للهدوء، وشريكا في السلام، وصديقا لكل من يؤمن بأن الحوار يجب أن ينتصر على الدمار”.
جائزة تيبيراري
وجائزة تيبيراري الدولية للسلام هي جائزة تمنحها منظمة “تيبيراري للسلام (Tipperary Peace)وهي منظمة غير ربحية مقرها في مقاطعة تيبيراري في أيرلندا.
وتهدف الجائزة إلى تكريم الأفراد أو المنظمات الذين قدموا مساهمات بارزة في تحقيق السلام وتعزيز التعاون الدولي.
وتأسست الجائزة في عام 2001، وهي جزء من مبادرة أوسع لتعزيز السلام في تيبيراري وخارجها.
من بين الحاصلين على الجائزة في السنوات السابقة:
- الأب مايكل لوفي
ناشط سلام أيرلندي اشتهر بدوره في تعزيز المصالحة بين الطوائف في أيرلندا الشمالية.
- مبادرة المصالحة بين الأديان في أيرلندا الشمالية
وهي منظمة تعمل على تعزيز التفاهم والتعاون بين المجتمعات الدينية المختلفة.
- الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء):
مُنحوا الجائزة عام 2016 تقديرا لدورهم في إنقاذ المدنيين في سوريا خلال الحرب الأهلية.
ويتم اختيار الفائزين بالجائزة من قبل لجنة تحكيم مستقلة تتألف من خبراء في مجال السلام وحقوق الإنسان.