جددت دولة قطر التأكيد على قلقها البالغ من التطورات الخطيرة للوضع في قطاع غزة، ودعت كافة الأطراف لخفض التصعيد وصولا إلى وقف كامل للقتال.
ودعت الدوحة في بيان ألقته المندوبة القطرية الدائمة لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء آل ثاني، خلال جلسة للمنظمة، بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى وخصوصا المدنيين.
كما دعا البيان إلى فتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل.
وأدنت الدوحة مجددا استهداف المدنيين بكافة أشكاله وخصوصا النساء والأطفال، كما جددت رفضها القاطع للحصار الشامل الذي تفرضه الاحتلال على غزة.
وقالت الشيخة علياء آل ثاني إن الحصار يحرم 2,3 مليون إنسان، نصفهم من الأطفال، من احتياجاتهم الأساسية، بما فيها الماء والغذاء والدواء والكهرباء.
وأشارت إلى أن القصف الإسرائيلي أودى بحياة أكثر من خمسة آلاف مدني في غزة غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأكدت المندوبة القطرية رفض بلادها سياسة العقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال على القطاع بذريعة المواجهات الدائرة بينه وبين فصائل المقاومة.
وقالت إن جيش الاحتلال يمارس تهجيرا قسريا ضد الفلسطينيين ويجبرهم على النزوح أو اللجوء إلى دول الجوار في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وحذر البيان القطري بأن استهداف إسرائيل للمنشآت المدنية والصحية ينذر بعواقب وخيمة على أمن المنطقة واستقرارها، وينتهك قرارات مجلس الأمن الدولية بشكل صارخ.
View this post on Instagram
تصعيد خطير ينذر باتساع الحرب
وعزا البيان القطري التصعيد الحاصل حاليا في الأراضي الفلسطينية إلى الممارسات التصعيدية التي تبنتها حكومة الاحتلال خلال الفترة الماضية بما في ذلك محاولة المساس بالوضع الديني والتاريخي للمقدسات.
وقالت الدوحة إنها حذرت وأعلنت مرارا رفضها تكرار اقتحامات الاحتلال للمسجد وتوسيع بناء المستوطنات وضم الأراضي وهدم منازل الفلسطينيين.
وأكدت قطر ضرورة التعاون من أجل تطويق العنف وتجنب خطر الانزلاق إلى دائرة أوسع ستدفع شعوب المنطقة ثمنها، معربة عن رفضها محاولات الاحتلال تسييس المساعدات التي تقدمها لسكان غزة.
كما أكدت رفضها محاولات إسرائيل ترويج صورة مخالفة للواقع عن جهود الوساطة التي تقوم بها قطر والتي تلقى إشادة دولية وأممية.
وقالت الشيخة علياء آل ثاني إن دولة قطر بادرت على مدى الأسبوعين الماضيين، بإجراء اتصالات وجهود دبلوماسية حثيثة، على أعلى المستويات، مع عدد من كبار القادة والمسؤولين في المنطقة والعواصم المؤثرة، والجهات الفاعلة دوليا وإقليميا.
وعبرت عن أسف دولة قطر لعدم تمكن مجلس الأمن من اعتماد قرار متوافق عليه لوضع حد لهذه الأزمة، وتابعت: “لا زلنا نأمل بأن يضطلع المجلس في هذا الصدد بالمسؤولية المنوطة به وفق الميثاق تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين”.
وأشارت إلى أن مجلس الأمن استمع طوال الفترة الماضية إلى أصوات عديدة تشدد على أن الحلول الجزئية وفرض الأمر الواقع تجعل الوضع الراهن غير مستدام ودائرة العنف مستمرة.
وأضافت “الضمانة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام في المنطقة هي الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقا للمبادرة العربية وحل الدولتين، الذي يضمن إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وختمت بالقول إن دولة قطر تؤمن أن السلام لا زال ممكنا حتى في ظل أحلك وأخطر الظروف، وتدعو الأطراف المعنية والمجتمع الدولي إلى أن تعمل على تحويل المأساة الفادحة التي نشهدها إلى حافز لتجديد العمل الدؤوب من أجل التسوية الشاملة والعادلة والدائمة.
وكان سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أكد في خطاب أمام مجلس الشورى أمس الثلاثاء ضرورة وقف الدعم الدولي للجرائم التي ترتكبها إسرائيل، وقال إنه من غير المقبول أن تخصل على ضوء أخضر بالقتل.