تبحث الحكومة الإسرائيلية مجددا 3 خطط لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في مدينة القدس الشرقية المحتلة، مستغلة عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وتشمل الخطة الأكبر بناء نحو 9 آلاف وحدة سكنية لليهود في موقع مطار عطروت “القدس الدولي في قلنديا”، الذي يقع بالقرب من قرية كفر عقب الفلسطينية، حيث يقطن نحو 10 آلاف فلسطيني.
ويحذر خبراء فلسطينيون من أن إقامة هذه المستوطنة سيعزل القدس الشرقية بشكل كامل من جهتها الشمالية عن بقية أراضي الضفة الغربية المحتلة، ما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والجغرافي في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث يعيد الإسرائيليون تركيز أنشطتهم الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بعد أن أظهر الرئيس الأمريكي السابق دعما كبيرا لإسرائيل، خاصة خلال فترته الرئاسية الأولى 2017-2021.
وأعلن ترامب في فترة رئاسته الأولى عام 2017 ااعتراف واشنطن بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، ما منح إسرائيل مزيدا من الزخم لتنفيذ مشاريع استيطانية.
View this post on Instagram
تصعيد في الضفة
من جهة أخرى، تترافق هذه السياسات الاستيطانية مع تصعيد عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية، حيث بدأت إسرائيل، بعد يومين فقط من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حملة عسكرية جديدة في محافظة جنين، أطلق عليها الاحتلال “السور الحديدي”.
وتشارك في هذه العملية قوات من الجيش والشرطة وجهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، مدعومة بآليات مدرعة وجرافات وطائرات مسيرة.
وتركزت عملية الإحتلال في محافظة جنين شمالي الضفة، بالإضافة إلى مخيم جنين الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات المتوغلة ومقاومين، كما اقتحم الجيش الإسرائيلي بلدات قريبة بينها كبرقين وقباطية وعرابة وفحمة.
أهداف الحملة العسكرية
وتهدف العملية إلى القضاء على ما تسميه إسرائيل “التهديدات الإرهابية” في المنطقة، وقد أسفرت حتى الآن عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة أكثر من 50 آخرين، معظمهم في مخيم جنين.
واعتقلت قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين في مخيم جنين وأجبرت مئات على النزوح من منازلهم.
وبينما تواصل قوات الإحتلال الإسرائيلية تفتيت الوحدة الجغرافية للضفة الغربية عبر إقامة حواجز عسكرية جديدة، تستمر السياسة الاستيطانية في توسيع الاستيطان في القدس والمناطق المحاذية لها، مما يزيد من عزل القدس عن بقية الضفة الغربية.
توقيت حساس
كما تأتي العملية العسكرية في جنين في وقت حساس أيضا بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطا من اليمين المتطرف، خاصة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
هذه الضغوط دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى توجيه الأنظار نحو الضفة الغربية، وهو ما أكدته صحيفة وول ستريت جورنال التي ربطت توقيت العملية العسكرية في جنين بإحباط المسؤولين الإسرائيليين من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.
وأشار نتنياهو إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية هي جزء من التصدي لما وصفه بـ “محور إيران وأذرعه” في غزة وسوريا ولبنان، بينما صرح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن الحملة العسكرية في جنين تعد خطوة أولى نحو تنفيذ حملة طويلة الأمد لحماية المستوطنات الإسرائيلية.
من جانبه، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش الإسرائيلي يطبق الدروس التي تعلمها في غزة في الضفة الغربية، مستهدفا مخيم جنين وتفكيك ما وصفه بـ “جبهة الإرهاب” ضد إسرائيل.
وترافق هذه العمليات مع إجراءات استيطانية، تتمثل في المزيد من المستوطنات في المناطق الفلسطينية، لخلق واقع جديد يعزز السيطرة الإسرائيلية ويعزل المدن الفلسطينية.
موقف السلطة
ونددت الخارجية الفلسطينية بما وصفته بالعدوان على جنين، وحذرت من مخططات إسرائيلية لضم الضفة.
وعلى الأرض، سحبت السلطة الفلسطينية قواتها الأمنية من مخيم جنين تجنبا للصدام مع قوات الإحتلال، رغم أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية استمرت في استهداف المقاومين واعتقالهم داخل المخيم وخارجه.