خبراء: إسرائيل قد تواجه عقوبات دولية بعد قرار مجلس الأمن

يقول خبراء إن عدم امتثال إسرائيل لقرار من مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان قد يجعلها عرضة لعقوبات من بعض الدول.

وصدر القرار يوم الاثنين بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت أو استخدام حق النقض (الفيتو)، وهي المرة الأولى التي يصدر فيها المجلس قرارا بهذا الشأن منذ وقف الحرب.

وقالت إسرائيل إن القرار غير ملزم لها وهو الموقف نفسه الذي كرره المسؤولون الأمريكيون، في حين قالت الصين مثلا إن القرار ملزم لأطرافه.

وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إسرائيل لن توقف إطلاق النار، وقال إنها ستدمر حركة المقاومة الإسلامية حماس وستواصل الحرب حتى إعادة آخر أسير من يد المقاومة.

وكرر عضو المجلس الحرب بيني غانتس الموقف نفسه بتأكيده أن القرار ليس ملزما لإسرائيل، وقوله إن الالتزام الأخلاقي الوحيد لتل أبيب هو مواصلة الحرب وإعادة الأسرى.

وبعيدا عن جدلية إلزامية القرار، فقد أكد خبراء لصحيفة “هآرتس” العبرية أنه قد يدفع دولا إلى فرض عقوبات على إسرائيل وعزلها سياسيا واقتصاديا، حتى لو لم يفعل مجلس الأمن ذلك.

 

على غرار روسيا

ونقلت الصحيفة عن تمار أوستفسكي -من الكلية الأكاديمية (كريات أونو)، أن العديد من الدول فرضت عقوبات روسيا بعد صدور قرار من المجلس بوقف الحرب في أوكرانيا، في حين لم يفعل المجلس هذا بنفسه.

وشملت العقوبات التي فرضتها بعض الدول على روسيا قطع العلاقات الاقتصادية وقطع علاقات الطيران وفصلها عن المنظومة المصرفية، وهي إجراءات تقول أوستفسكي إن إسرائيل “ستجد صعوبة كبيرة في الصمود أمامها”.

كما حذرت الخبيرة الإسرائيلية من أن قرارات محكمة العدل الدولية الصادرة قبل شهر ونصف تقريبا والرأي الاستشاري الذي توشك المحكمة على إصداره بشأن التداعيات القانونية لما يحدث في الأراضي الفلسطينية ستظهر عدم احترام إسرائيل للقانون الدولي.

الرأي نفسه ذهب إليه إلياف ليبليخ -من جامعة تل أبيب- الذي قال لـ”هآرتس” إن عزلة إسرائيل ستزداد على المستوى الدولي ما لم تلتزم الحكومة بقرار مجلس الأمن.

وتوقع ليبليخ أن يؤدي عدم الامتثال أيضا إلى إقدام دول على بحث فرض عقوبات على إسرائيل، مثل التوقف عن تزويدها بالسلاح.

وفي خطوة مماثلة، أوقفت الحكومة الكندية تزويد إسرائيل بأي أسلحة امتثالا لقرار أصدره البرلمان.

وقال ليبليخ إن حديث وزير الخارجية الإسرائيلي عن عدم التزام إسرائيل بالقرار “يعكس الاستخفاف الكبير بالهيئة الأكثر اهمية في المجتمع الدولي”.

ولفت الخبير الإسرائيلي إلى أن تل أبيب تعتمد على مجلس الأمن في كل ما يتعلق بالوضع في لبنان، واصفا سلوكها بأنه “غير مقبول ويضعها خارج المجتمع الدولي”.

 

تغيّر أمريكي

بدروه، قال المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية وليام لورانس في مقابلة مع قناة الجزيرة إن امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق الفيتو ضد القرار قد يؤدي إلى محاسبة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

كما كتب ألون بينكاس، في “هآرتس” إن القرار يضع إسرائيل في مسار تصادمي مع مجلس الأمن عموما ومع الأمريكيين خصوصا، مشيرا إلى تجاهل حكومة بنيامين نتنياهو لكثير من التحذيرات التي صدرت قبل الوصول إلى هذه النقطة.

ونقلت مراسلة محررة الشؤون السياسية في القناة الـ13  العبرية موريا وولبيرغ عن مسؤول قريب من نتنياهو قوله إن شيئا ما تغير في الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة.

كما نقلت نيريا كراوس -مراسلة القناة الـ13  في واشنطن- عن مسؤولين أمريكيين أن امتناع واشنطن عن استخدام حق الفيتو ضد القرار الأخير في مجلس الأمن “يظهر خيبة الأمل الأمريكية بعد أن قدّم بايدن لنتنياهو كل ما يمكن تقديمه”.

ومع ذلك، وصف وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت قرار مجلس الأمن بـ”الفضيحة”، وقال -في تصريحات للصحفيين خلال زياته لواشنطن- إن إسرائيل ستواصل الدفاع عن مواطنيها بقوتها الذاتية (أي الحرب)

الرابط المختصر: https://msheireb.co/25q