نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأنباء التي نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بشأن تهديد الحكومة القطرية كبار مسؤولي الحركة بطردهم من الدوحة ما لم يقبلوا بصفقة تبادل الأسرى.
ونقلت الصحيفة الأمريكية أمس الأحد عن عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران أن ما يثار بشأن الضغط على قادة الحركة المتواجدين في الدوحة من إقناع القادة العسكريين المتواجدين في غزة بقبول الصفقة غير صحيح.
وسبق أن قال رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الدوحة لا تستغل وجود مكاتب سياسية أو شخصيات تابعة لحركات مثل حماس أو طالبان من أجل اضغط عليها.
وحذر القيادي في حماس من أن تصعيد الإسرائيليين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس المحتلة سيتفاقم ما لم يتم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، مؤكدا أن الحركة مستعدة لمواصلة المفاوضات.
وقال بدران إن الحركة لم تعلن توقف المفاوضات وإنها الأكثر حرصا على وقف الحرب شريطة أن يعود النازحون لمناطقهم وأن يتم إدخال مزيد من المساعدات ووضع خطة لإعادة إعمار القطاع وانسحاب قوات الاحتلال منه.
وأكد أن الحركة لا يمكنها حصر الأحياء من الأسرى الإسرائيليين لأن بعضهم متواجد لدى فصائل أخرى، قائلا إن إسرائيل لم تقدم طلبا رسميا للحصول على هذه القائمة.
عرض هذا المنشور على Instagram
حماس لا تثق بواشنطن
وأضاف أن الحركة “لا تثق بالولايات المتحدة وقدرتها على العمل كوسيط عادل، نظرا إلى دعمها القوي لإسرائيل”، وأنها “تثق أكثر بوساطة الدول الأوروبية بما فيها فرنسا”.
وتأتي تصريحات بدران بعد أيام من الإعلان عن انتهاء المفاوضات التي استضافتها القاهرة الأسبوع الماضي دون التوصل لاتفاق.
وقالت حماس إنها لن تقبل بصفقة لا تتضمن وقفا شاملا ونهائيا للعدوان وسحب قوات الاحتلال المتواجدة داخل القطاع.
وتراجع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حديثه بشأن التوصل إلى صفقة قبل حلول شهر رمضان، وقال إن الأمر يبدو صعبا، وأكد أنه سيواصل دعم إسرائيل ولن يوقف تزويدها بالسلاح.
واتهمت حماس إسرائيل بالمراوغة وإفشال المفاوضات من أجل كسب مزيد من الوقت لمواصلة الإبادة التي ترتكبها بحق السكان في القطاع، فيما قال القيادي في الحركة أسامة حمدان إن المفاوضات لن تظل دون سقف زمني.
في غضون ذلك، قال موقع “أكسيوس” الأمريكي أمس السبت إن الوسطاء يكثفون جهودهم للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، وسط مخاوف متزايدة من تصعيد عنيف في الضفة الغربية المحتلة والقدس خلال شهر رمضان المبارك.
وتتزايد المخاوف من أن تضيف الحرب المستعرة والأزمة الإنسانية الشديدة في غزة إلى خلفية المواجهات العنيفة بين شرطة الاحتلال والفلسطينيين في السنوات الأخيرة خلال شهر رمضان، الذي من المتوقع أن يبدأ يوم الاثنين.
وتتركز التوترات حول المسجد الأقصى في القدس المحتلة، والذي غالبا ما تفرض قوات الاحتلال قيودا على وصول المسلمين إليه.
عرض هذا المنشور على Instagram
مواصلة المفاوضات
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز التقى سرا مع مدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع في الأردن يوم الجمعة لمناقشة جهود التوصل لصفقة المأمولة.
وأطلع بيرنز نظيره الإسرائيلي في اجتماعهما على المحادثات التي أجراها في مصر وقطر في وقت سابق من هذا الأسبوع، حسبما قال مسؤول إسرائيلي.
وقال مسؤول أميركي إن بيرنز وصل إلى مصر يوم الأربعاء لإجراء محادثات مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل بشأن صفقة الأسرى ثم توجه إلى الدوحة يوم الخميس لإجراء محادثات مماثلة مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقد تؤدي الصفقة التي يجري التفاوض بشأنها إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة، وتشمل إطلاق سراح حوالي 40 أسيرا إسرائيليا مقابل إطلاق سراح حوالي 400 أسير فلسطيني، بينهم عشرات المقاومين.
وتمثل عودة المدنيين الفلسطينيين إلى شمال غزة أولوية قصوى بالنسبة لحماس في المفاوضات وواحدة من النقاط الشائكة الرئيسية في المحادثات، وفقا لما نقله “أكسيوس” عن مصادر مطلعة بشكل مباشر.
على الجانب الآخر، دعا المتحدث العسكري لكتائب القسام، أبو عبيدة، يوم الجمعة، إلى أن يكون شهر رمضان تصعيدا لـ”طوفان الأقصى”، وحثّ الجماهير على “المواجهة والتظاهر على كافة الجبهات داخل فلسطين وخارجها”.
كما دعا الفلسطينيين إلى “الاحتشاد نحو المسجد الأقصى” خلال شهر رمضان، وقال إن المجموعة تتواصل بشكل بناء مع الوسطاء بشأن صفقة التبادل، وشدد على مطالبة حماس بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وقال صرح مسؤول أمريكي لـ”أكسيوس” إن إدارة بايدن تواصل جهودها لتحقيق انفراجة في المفاوضات، لكنه قال إن الولايات المتحدة لم تحدد موعدًا نهائيًا للمحادثات.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، لعائلات الأسرى الأمريكيين الذين تحتجزهم حماس خلال اجتماع في البيت الأبيض يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق حتى بعد بداية شهر رمضان.
كما أخبر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عندما التقيا في واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع أن قطر ستواصل الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق خلال شهر رمضان.
وقال مسؤول أمريكي لأكسيوس إن السفير الإسرائيلي في تل أبيب أجرى محادثات مستمرة في الأيام الأخيرة مع مسؤولين إسرائيليين كبار ونقل مخاوف الإدارة بشأن الصلاة في المسجد خلال شهر رمضان.