قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت إن قواته بدأت مرحلة جديدة من الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن “إسرائيل تقاتل محورا وليس عدوا واحدا”، وهو ما وصفته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنه فشل وبيع للوهم.
وأضاف غالانت لصحيفة “وول ستريت جورنال”، اليوم الثلاثاء، أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي” “صدم بشدة إحساس الإسرائيليين بالأمن، وغير بشكل عميق الطريقة التي ينظرون بها إلى العالم من حولهم”.
وقال غالانت إن “إسرائيل لا تستهدف تدمير حماس فقط وإنما التصرف بقوة كافية لردع خصوم محتملين آخرين متحالفين مع طهران، بما في ذلك (حزب الله) في لبنان”.
واعتبرت الصحيفة تصريحات غالانت دليلا على صراع طويل الأمد وقالت إنها تعكس تحولا دائما في موقف إسرائيل الدفاعي.
وقال غالانت: “وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محورا، وليس عدوا واحدا. إيران تبني قوتها العسكرية حول إسرائيل من أجل استخدامها”.
View this post on Instagram
مرحلة جديدة من الحرب
وقال غالانت إن القوات الإسرائيلية ستتحول إلى ما سماه “مرحلة المناورة المكثفة في الحرب”، نحو “أنواع مختلفة من العمليات الخاصة”.
وحذر من أن الفصل التالي من الصراع “سيستمر لفترة أطول”، مشددا على أن إسرائيل لن تتخلى عن أهدافها المتمثلة في تدمير حماس، “كقوة مقاتلة، وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة، وتحرير الرهائن (الأسرى) المتبقين”.
وحدد مكتب غالانت رؤية ما بعد الحرب لحكم ذاتي فلسطيني، إلى جانب حرية الجيش الإسرائيلي في “التصرف ضد التهديدات الأمنية”.
ويتركز القتال حاليا في خانيونس جنوبي القطاع، ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن “التحوّل إلى عمليات أقل كثافة سيكون تدريجيا، وسيحدث في أوقات مختلفة في أجزاء مختلفة من غزة”.
قال ضباط إسرائيليون، إن “المرحلة الأكثر حساسية” من القتال ستكون على الأرجح حول رفح، وهي مدينة في غزة تقع على حدود القطاع مع إسرائيل، تكتظ الآن بالنازحين بسبب القتال في أماكن أخرى.
View this post on Instagram
فشل وبيه للوهم
في المقابل، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن عملية طوفان الأقصى جاءت بعد محاولة تهميش القضية الفلسطينية.
وأضاف هنية -في كلمة له بمؤتمر للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- “يجب أن يكون دور الأمة وعلمائها كبيرا على محور دعم المقاومة، في حين نرى أن دول العالم تصب السلاح إلى الاحتلال عبر جسور جوية وحاملات طائرات.
وأكد أنه “آن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح، لأن هذه معركة الأقصى، وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده”.
وشدد هنية على أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع مطلقا استرداد المحتجزين لدى المقاومة إلا بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
كما علّق القيادي في الحركة، يوسف حمدان، على حديث غالانت عن الانتقال إلى مرحلة ثالثة من الحرب، بأنه “محاولة لبيع الوهم للمجتمع الإسرائيلي”.
وقال لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن “جالانت يتحدث وكأن المرحلة الثانية أو حتى الأولى حققت أهدافها”، واصفا تصريحاته بأنها “تأتي في سياق سلسلة من التصريحات التي تعكس حجم التخبط الذي يعانيه جيش الاحتلال”.
وأكد استعداد غزة لاحتمال مرحلة طويلة من الحرب “المقاومة أكدت في كل مرة أنها مستعدة لمواجهة العدو الصهيوني لفترات طويلة.. وهي تجيد هذه المعركة من حرب الشوارع ولديها القدرة على استنزاف العدو لفترات طويلة”.
وقتلت إسرائيل خلال الشهور الثلاثة الماضية أكثر من 23 ألف مدني، لكنها لم تتمكن من القضاء على المقاومة ولا السيطرة على القطاع ولا استعادة أي من أسراها، كما تعهد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.