أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضها لخطة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف التي تقترح هدنة مؤقتة في غزة، خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الحركة إن اعتماد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقترحات أميركية لتمديد المرحلة الأولى خلافا للاتفاق يمثل محاولة مفضوحة للتنصل منه.
وأكد حماس أن قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية يعدُّ ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق، مطالبة الوسطاء والمجتمع الدولي بالتحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية بحق نحو مليوني إنسان بغزة.
وأشارت إلى أن نتنياهو يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه “الفاشي” في إرسائها على مدى 15 شهرا.
وشددت على أن مزاعم الاحتلال بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي “ادعاءات مضللة لا أساس لها”.
موافقة إسرائيلية
وكان نتنياهو قد أعلن في وقت سابق أن إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لهدنة اقترحها ويتكوف خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان)، وهي الخطة التي لم يعلن عنها من قبل من طرف ويتكوف.
وقال مكتب نتنياهو في بيان صادر عنه عقب اجتماع أمني ترأسه نتنياهو بمشاركة وزير الأمن وكبار القادة العسكريين وفريق التفاوض، إنه سيتم -بموجب مقترح ويتكوف- إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، أحياء وأمواتا، وذلك خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة.
وأضاف البيان أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح النصف الثاني من المحتجزين في غزة.
نتنياهو يعطل
من ناحية أخرى، طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين في القطاع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع نتنياهو من “تخريب” صفقة التبادل ووقف إطلاق النار “لاعتبارات سياسية”.
وقالوا -في بيان لهم- “يجب إعادة باقي المختطفين الـ59 من غزة دفعة واحدة ولن نسمح لنتنياهو بالتضحية بهم.. نتنياهو يفسد الصفقة لاعتبارات سياسية ولن نسمح له بذلك”.
وأشاروا إلى أن نتنياهو عمل على “إجهاض” الاتفاق هذا الأسبوع، واختار أن يدفن بقية المختطفين بالأنفاق، وهناك حاجة ملحة للذهاب إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار”، وفق نص البيان.
ترقب في غزة
وعلى الصعيد الغزّي، يسود الترقب في القطاع، في ظل الغموض الذي يكتنف مصير البدء في المرحلة الثانية من الاتفاق، وتخوف من عودة القتال.
وارتفعت حالة القلق والترقب مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مساء أمس السبت، والتصريحات الإسرائيلية الداعية إلى اتفاقات بعيدة عن بنود الصفقة التي تم التوقيع عليها.
وكان من المفترض البدء في مفاوضات المرحلة الثانية بها في الثالث من فبراير/شباط الماضي، وفق ما نص عليه الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025.
مراحل الاتفاق
وبدأت الهدنة في 19 يناير/كانون الثاني، وتمتد مرحلتها الأولى 42 يوما، وهي واحدة من 3 يتضمنها اتفاق وقف النار.
وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بينهم 8 متوفون. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح نحو 1700 فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان من المفترض الإفراج عنهم.
ويفترض إعادة الأسرى المتبقين خلال المرحلة الثانية التي تنص على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب. وأكدت حركة حماس استعدادها لإعادة كل الأسرى “دفعة واحدة” خلال هذه المرحلة.
“هذه الأرض تعرف أهلها”..
كتائب القسام تبث مشاهد من عملية تسليم أسرى صهاينة من الدفعة السابعة ضمن المرحلة الأولى من “صفقة طوفان الأقصى”.#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/rvjpSbqo7N
— رضوان الأخرس (@rdooan) February 22, 2025
أما الثالثة فتخصص لإعادة إعمار غزة وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
ومنذ يناير الماضي يروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.