دخلت المعارك الدائرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال مرحلة تشي باحتمال اندلاع حرب أوسع في المنطقة بعدما دخل حزب الله اللبناني على خط القتال.
وبعد يومين من عملية طوفان الأقصى التي باغتت بها المقاومة الجانب الإسرائيلي، أعلن جيش الاحتلال (9 أكتوبر) استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط، وقرر فرض حصار كامل على غزة.
ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على تعبئة عشرات الآلاف من جنود الاحتياط. وقطعت إسرائيل الكهرباء عن غزة وقالت إنها ستتوقف عن إمدادها بالوقود والسلع.
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن “إسرائيل ستحول جميع مخابئ حماس إلى أنقاض”، مضيفا “سنعمل في كل مكان وبكل قوتنا. هذه الحرب ستستغرق وقتا وستكون صعبة لكننا سننتصر”.
في المقابل، قال خالد القدومي، المتحدث باسم حماس، لقناة الجزيرة إن الحركة تريد من “المجتمع الدولي أن يوقف الأعمال الوحشية في غزة ضد الشعب الفلسطيني، والأماكن المقدسة لدينا مثل الأقصى”.
وأضاف القدومي “كل هذه الأمور هي السبب وراء بدء هذه المعركة”.
View this post on Instagram
حصار كامل على غزة
مع استمرار المعارك، أمر وزير الجيش الإسرائيلي يوآف جالانت، بفرض “حصار كامل” على قطاع غزة، ووجه بقطع إمدادات الكهرباء والطعام والوقود.
وأعلن وزير البنية التحتية في إسرائيل، إسرائيل كاتس، (الاثنين 9 أكتوبر 2023)، أمرا بقطع إمدادات المياه إلى قطاع غزة على الفور.
وكتب كاتس في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: “ما كان في الماضي، لن يكون في المستقبل”.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أعلن الأحد، توجيه حركة حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال أوستن أن التعزيز العسكري الأمريكي في المنطقة يشمل سفنا وبوارج بحرية، ورفع عدد المقاتلات الأمريكية من طراز F-35، وF-15، وF-16، بالإضافة إلى طائرات A-10 في المنطقة.
ولا تزال مستمرة في 7 إلى 8 نقاط خارج قطاع غزة، بعد 48 ساعة من أكبر هجوم تتعرض له إسرائيل منذ عقود.
وقال الليفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت، في مؤتمر صحفي، الاثنين، أن “الأمر يستغرق وقتا أطول مما توقعنا لإعادة الأمور فيما يتعلق بالوضع الدفاعي والأمني”.
View this post on Instagram
استدعاء مئات آلاف الجنود
في السياق، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي قوله، إنه يجري استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط، في ظل اشتباكات متواصلة.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط فيما طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة “قنابل دقيقة التوجيه وصواريخ اعتراضية”.
ونقلت شبكة CNN عن مسؤول عسكري إسرائيلي ومسؤول دفاعي أمريكي، وذلك في ظل استمرار تبادل الهجمات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وقالت الشبكة إن الطلب جاء في أعقاب تعهد أوستن، بأن بلاده ستقدم مساعدات عسكرية إلى إسرائيل “في أقرب وقت”.
وقال المسؤول الإسرائيلي، إن مطلب بلاده من واشنطن يتضمن “ذخائر الهجوم المباشر المشترك” (JDAMs)، وهي معدات تعمل على تحويل القنابل غير الموجهة إلى أسلحة “ذكية” موجهة بدقة.
وأوضح المسؤول أن الجيش الإسرائيلي قد يطلب “المزيد من القدرات والأسلحة، وفقاً لسير الحملة الإسرائيلية ضد حماس”.
وأشارت CNN إلى أن إسرائيل استخدمت قنابل دقيقة التوجيه لضرب أهداف في غزة من الجو.
كما طلبت إسرائيل “المزيد من الصواريخ الاعتراضية” لضمها إلى منظومة “القبة الحديدية”، وهي منظومة دفاعية جوية قصيرة المدى اعترضت الكثير من الصواريخ التي أُطلقت من غزة.
لكن بعض الصواريخ اجتازت هذه القبة، وضربت أهدافا داخل إسرائيل. وقدمت الولايات المتحدة ملايين الدولارات لتمويل القبة.
وأفاد البيت الأبيض في بيان، بأن الرئيس جو بايدن تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد، وأكد له أن المساعدات العسكرية الأمريكية الإضافية في طريقها إلى تل أبيب وأن هناك “المزيد من المساعدات” التي سيتم إرسالها خلال الأيام المقبلة.
وشدد بايدن على دعم بلاده الكامل لإسرائيل، مشيرا إلى الجهود الدبلوماسية الأميركية خلال الساعات الـ24 الماضية من أجل هذا الدعم. كما ناقشا مسألة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تخطط لنشر سفن حربية ومقاتلات بالقرب من إسرائيل، بهدف إظهار الدعم الأمريكي، مع إمكانية إجلاء أمريكيين.
وقال مسؤولان أمريكيان مطلعان على هذه الخطط، لوكالة بلومبيرغ إن التحرك الأمريكي يمكن أن يبدأ فورا، لكن هذه السفن والمقاتلات لن تكون في مواقعها قبل أيام من الآن.
وقالت المصادر إن السلطات الأمريكية تعمل أيضا على خطط لإجلاء محتمل لمواطنين أمريكيين من إسرائيل، مشيرة إلى أنه “لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن”.
لكن المسؤولين الأمريكيين يعملون على الكل الخيارات، بما في ذلك إجلاء أمريكيين عبر السفن البحرية لإيصالهم إلى بر الأمان.
View this post on Instagram
المقاومة مستعد لتفكيك إسرائيل
في المقابل، قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، محمد الهندي، إن الحركة تدربت وتجهزت مسبقا لعمليات خطف جنود إسرائيليين كتلك التي جرت يوم السبت.
وأضاف الهندي لوكالة أنباء العالم العربي: “القتال يجري داخل إسرائيل ومستقبل هذه الحرب ما زال طويلا، وقد تنتهي بتفكيك كيان دولة إسرائيل”، مؤكدا “لدينا الإرادة والاستعداد الكامل للاستمرار في هذه الحرب، ونحن ندافع عن أرضنا ومقدساتنا”.
وتوقع الهندي أن “إسرائيل ستضطر في وقت لاحق إلى عقد صفقة تبادل أسرى، وستكون مشرّفة وتفضي إلى إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.
وتقول إسرائيل إن المقاومة نجحت في أسر ما يزيد عن 100 إسرائيلي، في حين أعلنت حركة الجهاد، في وقت وحدها، احتجاز 30 إسرائيليا. وتحدثت نيويورك تايمز عن مئات الأسرى.
وقرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأحد، تعيين العميد احتياط، جال هيرش، مسؤولا عن ملف المفقودين والمختطفين، عقب عملية “طوفان الأقصى” التي تشنها الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل.
View this post on Instagram
حزب الله يقصف الجولان
من جهته، أعلن “حزب الله” اللبناني، يوم الأحد، مسؤوليته عن قصف مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا جنوب لبنان، فيما ردت تل أبيب بقصف بنى تحتية تابعة للحزب في منطقة حدودية.
وقال الحزب في بيان، الأحد، إن قصف المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا، “جاء تضامنا مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن “مجموعات عماد مغنية” في الحزب، هاجمت 3 مواقع إسرائيلية هي: “الرادار” و”زبدين” و”رويسات العلم”، وذلك عبر إطلاق أعداد كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة”، لافتا إلى “إصابة المواقع إصابات مباشرة”.
وأعلن الجيش اللبناني، انتشاره، منذ السبت، في المناطق الحدودية وينفذ دوريات، كما يتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي “الجيش الإسرائيلي على استعداد لمواجهة جميع السيناريوهات، وسيواصل حماية أمن سكانه”.
وأعلن الناطق الرسمي باسم قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل”، أندريا تيننتي، رصد جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل إطلاق عدة صواريخ من جنوب شرق لبنان باتجاه الأراضي التي تحتلها إسرائيل في منطقة كفر شوبا، وإطلاق نار مدفعي من إسرائيل على لبنان ردا على ذلك.
وتعمل قوات الأمم المتحدة بحسب المتحدث على التواصل مع السلطات على جانبي الخط الأزرق، على جميع المستويات، لاحتواء الوضع وتجنب تصعيد أكثر خطورة.
ويوم الاثنين، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 12 صاروخا أطلق من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى وجبل الشيخ.
وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن صفارات الإنذار أطلقت في يفتاح وراموت نفتالي في الجليل.
كما أفادت صحيفة جيروزاليم بوست بأن سكان موشاف نيتوعا شمال إسرائيل أُمروا بإغلاق أبوابهم بسبب خرق أمني محتمل.
أضف تعليقا