حسام الأسطل.. من محكوم بالإعدام إلى قائد مليشيا في غزة

تصدر اسم “حسام الأسطل” محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد التقارير الإعلامية الغربية والعربية والعبرية، التي أفادت بأن الاحتلال الإسرائيلي قام بتشكيل مجموعات مرتزقة وميليشيات فلسطينية مسلحة جديدة داخل قطاع غزة بزعامة “الأسطل”، وذلك بهدف مواجهة فصائل المقاومة.

وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، بأن عنصر الأمن السابق في أجهزة السلطة الفلسطينية، حسام الأسطل، قام بتشكيل ميليشيا مسلحة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى أن الأسطل يروّج لنفسه بـ”المنقذ” مما أسماه “نار حماس”، داعيا السكان للجوء إلى منطقته.

وتتخذ المجموعة من منطقة قيزان النجار في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة مقرا لها، وهي منطقة قام الاحتلال الإسرائيلي بإجبار سكانها على الإخلاء والنزوح لمناطق أخرى، حيث تخضع المنطقة للسيطرة الكاملة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الأسطل إن هذه المنطقة تقع تحت مسؤوليته المباشرة، مشيرا إلى تنسيقه مع زعيم المليشيا الأخرى ياسر أبو شباب، الذي يسيطر على مناطق شرق رفح وأجزاء من شرق خان يونس، رغم أنه يعمل بشكل مستقل عن أبو شباب.

تاريخ مثير للجدل للأسطل

ووفقا لمصادر الإعلام الفلسطينية فإن الأسطل كان معتقلا في سجون حكومة حركة “حماس” بعد عملية استدراج  من خارج القطاع إلى داخله، بتهمة التعاون مع جهاز الشاباك الإسرائيلي.

وتعود خلفية اعتقاله إلى تحقيقات أجريت بشأن اغتيال المهندس فادي البطش في ماليزيا عام 2018، والذي اتُهم الأسطل بالمساهمة في التخطيط له.

وفي 13 أكتوبر 2022، أصدرت المحكمة العسكرية في غزة حكما بالإعدام على الأسطل، بعد إدانته في اغتيال البطش،  كما أدين بتورطه في إدخال مركبات مشبوهة والتخابر مع جهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك”.

وتكشف المصادر أن الأسطل، منذ هروبه من السجن في أعقاب الحرب على غزة ، تنقل عبر مناطق عدة، كما حاول الهرب باتجاه إسرائيل، غير أنه ومع ظهور مجموعة ياسر أبو شباب في رفح ، انضم له وقاتل في مجموعته ضد “حماس”، قبل أن يؤسس مجموعته، التي تضم مسلحين متهمين بالتخابر مع إسرائيل.

أنشطة أمنية واستخباراتية

ووفقا لهآرتس والقناة 12 العبرية، فإن هذه الميليشيات تعمل تحت إشراف جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، وتكلف بمهام استخباراتية، و”مراقبة  المناطق التي تم تفريغها من عناصر “حماس” والجهاد الإسلامي، وضبط الأمن في مناطق النازحين جنوب القطاع”.

وتؤكد التقارير أن عناصر هذه المليشيات لا يتسلحون بأسلحة إسرائيلية مباشرة، بل يتم تزويدهم بما صودر من أسلحة فصائل المقاومة أو ما تم تهريبه، لإضفاء طابع “الغنائم” على تجهيزاتهم.

وتحصل هذه العناصر على رواتب شهرية وتصاريح سلاح رسمية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعلهم أقرب إلى مرتزقة محليين يخدمون أهداف الاحتلال في إطار فلسطيني. وفقا للإعلام العبري.

ردود فعل غاضبة

وأثار ظهور الأسطل ومجموعته من “المرتزقة” موجة إدانات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر نشطاء ومغردون عن رفضهم القاطع لأي تشكيلات فلسطينية تعمل لصالح الاحتلال، واعتبروها أداة  لضرب الوحدة الداخلية وزعزعة النسيج المجتمعي، بعد فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه العسكرية في القطاع.

كما حذر كثيرون من تورط أجهزة استخبارات أجنبية، مثل الموساد، في توجيه هذه المجموعات ضمن لعبة أمنية معقدة تشوش على المواقف وتجعلها غير واضحة.

واتهم ناشطون هذه المجموعات بسرقة المساعدات الإنسانية والتورط في تهجير المدنيين، ما يفاقم معاناتهم، مؤكدين أن الهدف الأساسي من ظهور هذه التشكيلات هو سهولة الوصول إلى أفراد المقاومة.

شاهد أيضا