أكد حزب الله اللبناني مقتل آكبر قادته العسكريين فؤاد شكر في الغارة التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية.
وأمس الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية نفذها على حي مكتظ بالسكان في ضاحية بيروت الجنوبية، وهو ما لم يؤكده الحزب في حينه.
ووقعت الغارة -التي هددت بتصعيد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله- حوالي الساعة 7:45 مساءً بالتوقيت المحلي في حارة حريك، وأدى لمقتل امرأة وطفلين وإصابة نحو 90 آخرين.
وقال جيش الاحتلال في بيان إن الغارة قتلت فؤاد شكر، الذي وصفه بأنه “أكبر قائد عسكري” في حزب الله. وزعم أن شكر كان “مستشار التخطيط والتوجيه” لزعيم الحزب حسن نصر الله.
وأضاف البيان أن شكر “كان يوجه هجمات الحزب ضد إسرائيل منذ بداية المواجهات قبل 10 أشهر”، مشيرا إلى أن العملية جاءت ردا على الهجوم الذي وقع في مدينة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتل في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
واتهمت إسرائيل حزب الله بشن الهجوم على مجدل شمس، وهو ما نفاه الحزب رسميا.
عرض هذا المنشور على Instagram
أنباء متضاربة
وكانت الأنباء قد تضاربت بشأن مصير شكر حيث أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري مقتله بينما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أنه نجا من محاولة الاغتيال، وهو ما أكدته وكالة تسنيم الإيرانية.
ومع تصاعد التوترات، واصل الدبلوماسيون السباق لدرء الحرب، فقد أعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الثلاثاء عن أمله في إمكانية نزع فتيل الصراع دبلوماسيا، لكنه أكد أيضا أن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم من قبل حزب الله.
وقال أوستن للصحفيين بعد اجتماعات في مانيلا مع كبار المسؤولين الفلبينيين إلى جانب وزير الخارجية أنتوني بلينكن: “لا أعتقد أن القتال أمر لا مفر منه.. نود أن نرى الأمور تحل بطريقة دبلوماسية”.
وأضاف “لكن إذا تعرضت إسرائيل لهجوم، فنعم، سنساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها.. لقد كنا واضحين بشأن ذلك منذ البداية”.
وسمح مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي برد عسكري على هجوم مجدل شمس، لكن الطبيعة المحددة لتلك الضربة المضادة ظلت غير واضحة، حتى في الوقت الذي كان فيه المدنيون على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية -والمنطقة ككل- يستعدون له.
وقال نتنياهو، يوم الاثنين، إن إسرائيل “لن تتجاهل ذلك، ولا يمكننا أن نتجاهله”، قبل أن يتوعد بالرد: “ردنا سيأتي، وسيكون شديدا”.
ولكن على الرغم من التهديدات، أعرب مسؤولون من لبنان والولايات المتحدة وحتى إسرائيل عن شعورهم مؤخرا بأن رد إسرائيل، على الرغم من أنه مضمون، قد يكون محسوبا لمنع اندلاع حريق أكبر في المنطقة.
وفي مقابلة أجريت معه في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إنه يتوقع أن يكون الرد محدودا.
وأضاف لصحيفة واشنطن بوست إن لبنان “سمع من الكثير من الدول الصديقة التي تتعامل مع إسرائيل أنه سيكون هناك رد، وهذا الرد لن يؤدي إلى حرب”. وقال بو حبيب: “الصدمة تحدث في العاصمة وليس الفعل نفسه”.
وأكد أن المعلومات تم تقديمها على أساس أنها سيتم نقلها إلى حزب الله، على أمل أن رد الجماعة “لا ينبغي أن يؤدي أيضا إلى الحرب”.
لكنه قال في وقت لاحق من يوم الثلاثاء إنه لم يتوقع وقوع ضربة على بيروت، مؤكدا أن لبنان سيتوجه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليطلب إدانة هذا الهجوم.
عرض هذا المنشور على Instagram
انتظار رد الحزب
وقال مسؤول أمريكي كبير، تحدث يوم الثلاثاء قبل الضربة في بيروت، إن إدارة جو بايدن كانت تضغط على الإسرائيليين من أجل “أقصى قدر من الهدوء”.
وقالت واشنطن بوست إن المسؤول كان متفائلا بأن الإسرائيليين سوف يستمعون، مؤكدا أن الولايات المتحدة تعتقد أن الإسرائيليين غير مهتمين بالتصعيد، لكنه أكد بأن لديهم الحق في الانتقام بطريقة ما.
وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أنهم يعتزمون أن يكون هجوم بيروت يوم الثلاثاء بمثابة ردهم على هجوم السبت.
وقال مسؤول دبلوماسي إقليمي مطلع على الجهود التي بذلت خلال اليومين الماضيين لإقناع إسرائيل بضبط النفس: “إن إسرائيل توضح لأصدقائها أنهم يريدون أن يكون هذا ردا على هجوم مجدل شمس دون أن يؤدي إلى حرب إقليمية”، وإن الأمل “هو أن يرد حزب الله بنفس الطريقة”.
كما قال مسؤول إسرائيلي للقناة 12 الإسرائيلية: “لقد انتهينا من ردنا، وليس لدينا أي نية لبدء حرب إقليمية”.
وحثت الخارجية الأمريكية مواطنيها على مغادرة لبنان قبل بدء الأزمة، في حين نصحت بريطانيا مواطنيها “بعدم السفر إلى لبنان”. وأصدرت السويد وأيرلندا وفرنسا بيانات مماثلة.
وأوقفت شركات الطيران الوطنية الألمانية واليونانية رحلاتها إلى بيروت مؤقتا حتى نهاية هذا الأسبوع.