مشروعات ومبادرات واستدامة.. هكذا تحركت قطر لتحقيق أمنها الغذائي

الأمن الغذائي قطر
قطر تؤكد التزامها بالأمن الغذائي المستدام.

تحت شعار “الحق في الأغذية من أجل حياة ومستقبل أفضل” احتفلت دولة قطر بانجازاتها باليوم العالمي للغذاء، حيث استعرضت وزارة البلدية انجازها في تعزيز الأمن الغذائي عبر تنفيذ برامج تسويقية مبتكرة، لتحقيق مستويات متقدمة من الاكتفاء الذاتي.

وجاءت هذه الجهود للمساهمة في بناء نظام غذائي مستدام يلبي احتياجات المجتمع القطري ويدعم استقرار الأسواق، بما يتماشى مع رؤية قطر 2030.

وأشارت الوزارة إلى التطور الكبير في كميات الخضراوات المسوقة من خلال برامجها، حيث وصل إنتاج برنامج “محاصيل” في عام 2023 إلى 24,920 طن، مقارنة بـ 1,664 طن في 2019.

وفي برنامج الخضراوات القطرية المسوقة، بلغ الإنتاج 3,291 طن في 2023 مقارنة بـ 2,740 طن في 2019. أما برنامج “مزارع قطر”، فقد شهد تسويق 22,392 طن في 2023، مقارنة بـ 11,506 أطنان في 2019. وفي برنامج ساحات المزارعين، ارتفع التسويق إلى 13,485 طن مقارنة بـ 7,288 طن في نفس الفترة.

الاكتفاء الذاتي

أما السلع الاستراتيجية، فقد بلغت مستويات الاكتفاء الذاتي 39% في الخضراوات الأساسية، و96% في منتجات الألبان، و17% في اللحوم، و97% في الدواجن الطازجة، كما بلغ الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة 27%، ومن الأسماك الطازجة 64%، والأعلاف الخضراء (الجافة) 36%.

وتسعى الوزارة في خطتها الإستراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي لدولة قطر من خلال زيادة الإنتاج الزراعي واستثمار التكنولوجيا الزراعية الحديثة.

ويوم اللإثنين الماضي نظمت وزارة البلدية بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في دولة قطر منتدى بعنوان “بناء شراكات قطرية أوروبية لتحقيق الأمن الغذائي المستدام”، وقال مساعد مدير إدارة الأمن الغذائي بوزارة البلدية حمد الهاجري لقناة الريان الفضائية إن المؤتمر تناول موضوع الاستراتيجية الوطنية كما تم عقد جلستين نقاشيتين حول تكنولوجيا ‏الزراعة، خصوصا الزراعات المحمية، وجلسة أخرى تناولت موضوع الاستثمار في إنتاج الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي.

‏ونوه الهاجري إلى أن جميع النقشات ‏ركزت بشكل رئيسي على شعار المؤتمر وعلى موضوع الإستدامة،مشيرا “نحن في قطر قادرين على الإنتاج ولكن نرغب في الإنتاج المستمر المستدام للحفاظ على الموارد الطبيعية في البلاد”.

‏وأضاف الهاجري أن الوزارة حققت في السنوات الماضية قفزات في مجال الإنتاج المحلي من خلال البعثة الأتحاد الأوروبي من خلال استخدام تقنيات قادمة من أوروبا خصوصا في مجال إنتاج الخضروات والزراعة في البيوت المحمية.

كما أن المؤتمر شكل فرصة لتبادل الخبرات والنقاش ‏في مجال السياسات الخاصة لدعم الإستدامة، ضمن سلسلة من الفعاليات الاقتصادية المشتركة التي ينظمها الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وأوضح الهاجري أن المنتدى استهدف جمع ممثلين القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى جهات بحثية وشركات متخصصة ومنتجين، لبحث سبل تعزيز التعاون بين الطرفين، كما تمحور اللقاء حول تبادل الخبرات مع الشركات الأوروبية الرائدة في مجال التكنولوجيا، واستكشاف أحدث التطورات في التقنيات الزراعية بهدف دعم الإنتاج المحلي وتحسين جودته، خاصة في مواجهة التحديات المرتبطة بالمناخ والتربة وندرة المياه.

 

تحقيق الأمن الغذائي من خلال استراتيجيات زراعية مستدامة

وتستمر جهود وزارة البلدية في دعم التنمية الزراعية المستدامة، حيث يتم تحليل البيانات والبحوث العلمية لتقديم حلول فعالة لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي. وتسعى الوزارة من خلال إداراتها المختلفة إلى تمكين صناع القرار في القطاعين العام والخاص من تحديد أولويات التنمية الوطنية وصياغة استراتيجيات فعالة.

وتصمم دولة قطر في توسيع الرقعة الزراعية وترشيد استهلاك المياه وتحقيق مزيد من الاكتفاء الذاتي من خلال برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي بالإعتماد على ممارسات الزراعة العلمية وغير التقليدية في ظل الظروف المناخية الجافة.

وتستكمل دولة قطر جهودها، من خلال رؤية تمتد بين 2024 و2030، على توفير حلول أنظمة الزراعية المستدامة لتوسيع الرقعة الخضراء وتعزيز الأمن الغذائي، وفق ما أكده وزير البيئة عبد الله السبيعي في الدورة الـ43 لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة العالمي “الفاو” في روما.

قطر تحقق ارتفاعا ملحوظا في الإنتاج المحلي

ومنذ العام 2016، وضعت الدوحة تحقيق الاكتفاء الذاتي هدفا من خلال ضخ استثمارات ضخمة، وقد تصدرت مؤشر الأمن الغذائي العربي عام 2021، ولم تتأخر عن المرتبة الثانية في المؤشر خلال العاميين التاليين.

ووفقا لتقرير نشرته شركة “Mordor Intelligence” الأمريكية الرائدة في تحليل البيانات مطلع العام الجاري، فقد بلغ حجم الاستثمار في الزارعة خلال 2023 نحو 500 مليون دولار مع توقعات بوصوله إلى 622 مليونا خلال العام الجاري وإلى أكثر من 800 مليون بحلول 2029.

وسجلت دولة قطر ارتفاعا قياسيا بلغ 400% في إنتاج الغذاء المحلي بين عامي 2017 و2019، وحققت اكتفاء ذاتيا بنسبة 100% في إنتاج الدواجن و109% في إنتاج الألبان في 2019، مقارنة بعام 2017 الذي كانت الواردات فيه تمثل 72%.

وفي مطلع الشهر الجاري، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من حوار قطر الوطني حول تغير المناخ 2024 والتي أقيمت وللمرة الأولى ضمن فعاليات أسبوع قطر للاستدامة.

وقال السبيعي أنه لابد من تكثيف الجهود لمواجهة التحديات البيئية، مشددا على أن الحوار يمثل خطوة لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الحضور تنوع الخبرات يعكس التزام دولة قطر بتعزيز الجهود المناخية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وسعيها إلى التركيز على حلول التكيف مع التغير المناخي، والسياحة البيئية.

كما أشار  وزير البلدية عبدالله بن حمد العطية إلى أن تغير المناخ يشكل تهديدا عالميا يتطلب جهودا مشتركة لمواجهته، مشيرا إلى أن العالم شهد في 2024 “اليوم الأكثر سخونة”.

وتطرق إلى أهمية التحول المستدام للطاقة الذي تم الاتفاق عليه في “كوب 28″، مشيرا إلى أن المناقشات الجارية في الحوار الوطني حول تغير المناخ تشكل خطوة نحو تحقيق مستقبل مستدام.

التوجهات المستقبلية للطاقة والمياه في قطر

وفي اغسطس الماضي، قالت مؤسسة “العطية” إلى أن الاعتماد على حلول مرنة مثل تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام المياه، وتبني ممارسات زراعية ذكية، أصبح أمرا لازما لتفادي آثار الاحتباس الحراري في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشير التقارير إلى أن المناخ العالمي شهد تغيرات غير مسبوقة، حيث ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى 1.45 ± 0.12 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة في عام 2023.

وحققت قطر خطوات بارزة في مجال الطاقة المتجددة من خلال افتتاح مشروع الخرسعة للطاقة الشمسية الكهروضوئية المستقل، الذي من المتوقع أن يسهم في إنتاج 10% من الطلب على الكهرباء في البلاد ويقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 26 مليون طن.

ويعتبر تحسين الأمن المائي عن طريق زيادة كفاءة الاستخدام وتبني تقنيات جديدة مثل تحلية المياه أمرا ضروريا لمواجهة التحديات، كما يجب معالجة الأمن الغذائي عبر تحسين إدارة الأراضي وتقليل الفاقد بعد الحصاد.

والجدير بالذكر، أن مؤسسة العطية هي منظمة غير ربحية متخصصة في مجال الطاقة، تهتم بالقضايا الإنسانية الحيوية مثل تغير المناخ والتنمية المستدامة، من خلال تعزيز التعاون والابتكار في هذه المجالات.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/3vx