بيرنز في الدوحة لإنقاذ مفاوضات حماس وإسرائيل من الانهيار

بيرنز وصل الدوحة أمس الأحد قادما من القاهرة

مدد مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز زيارته للدوحة يوما آخر في محاولة لإنقاذ مفاوضات تبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل من الانهيار، بينما بدأت إسرائيل إجراءات لغزو مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

ووصل بيرنز إلى الدوحة أمس الأحد قادما من القاهرة بعد مفاوضات معقدة لم تتمكن من التوصل لاتفاق بشأن مقترح جديد للهدنة وتبادل الأسرى؛ تقول الولايات المتحدة إنه أقصى ما يمكن تقديمه حاليا، وترى حركة المقاومة الإسلامية حماس أنه لا يلتزم بالمطلب الأساسي المتمثل في وقف الحرب بشكل نهائي.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع أن بيرنز سيجري مشاروات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بشأن مفاوضات إطلاق سراح الأسرى والهدنة المؤقتة.

‏وقال المصدر إن بيرنز سيحاول ممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات التي أكد أنها تقترب من الانهيار.

‏وأمس الأحد، قالت حركة حماس إن وفدها سيغادر القاهرة متوجها إلى الدوحة لإجراء مزيد من المشاورات حول موقف الحركة من الاتفاق.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من تأكيد دولة قطر أنها ستقوم بإعادة تقييم دقيقة لوساطتها وموقف الأطراف منها، وذلك بسبب إساء البعض استخدام هذه الوساطة لتحقيق مصالح سياسية.

وكانت دولة قطر في مركز المفاوضات منذ اللحظة الأولى، وشاركت في إطلاق سراح العديد من الأسرى الذين كانوا لدى المقاومة لأسباب إنسانية، وقادت الجهود التي توصلت للهدنة الأولى التي أفرج بموجبها عن نحو 120 أسيرا.

والشهر الماضي، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن: “إن الدوحة دخلت هذه المفاوضات منذ اللحظة الأولى للحرب بدوافع إنسانية ووطنية وقومية، مشيرا إلى أنها حاولت مرارا إطلاق سراح الأسرى من الجانبين ووقف الحرب وتخفيف الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة”.

وقبل يومين، نقل موقع الجزيرة عن مصادر أن الدوحة أكدت عدم قبولها بالتحول لأداة ضغط على أي من أطراق الصراع، وأنها ملتزمة بدورها كوسيط نزيه بين حماس وإسرائيل.

وقالت المصادر إن دولة قطر لا تفرض نفسها على أي مفاوضات، وأنها لا تدخل أي وساطة إلا بطلب من أطراف النزاع، مؤكدة أن الأمر نفسه ينطبق على الوساطة الحالية بين حماس وإسرائيل.

وأكدت المصادر الدبلوماسية أن الدوحة لا تسمح بأي إملاءات من أي طرف يؤثر في نزاهة دورها، مشيرة إلى أن الوساطة القطرية “أزعجت بعض الأطراف التي سعت لتحويل الوساطة إلى أداة ضغط على طرف دون آخر”.

والأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالا بسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، طلب خلاله مزيدا من التدخل لدى حماس من أجل إقناعها بقبول الاتفاق.

 

لحظة حاسمة

وتتزامن مفاوضات الدوحة مع دعوة جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين المتواجدين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة إلى البدء بإخلاء أجزاء من شرق المدينة تمهيدا لما يقول إنها عملية عسكرية برية محدودة.

وغداة إقرار مجلس الحرب خطة اجتياح المدينة التي تمثل ملاذا أخيرا للسكان الذين نزحوا من بيوتهم، بدأ جيش الاحتلال إرسال رسائل نصية ومنشورات تطالب 100 ألف من سكان المدينة بالتوجه نحو المواصي وخان يونس.

وأعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها العميق بشأن احتمال حدوث غزو عسكري إسرائيلي في المدينة التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني، لكنها لم تتخذ خطوات فعلية لوقف العملية.

وخلال الأيام الماضية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من تصريح نيته غزو رفح سواء تم التوصل لاتفاق تبادل أسرى مع المقاومة أم لا.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال نداف شوشاني، في إفادة صحفية عبر الإنترنت إن القوات الإسرائيلية “بدأت صباح اليوم الاثنين عملية محدودة النطاق لإجلاء نحو 100 ألف شخص من شرقي رفح”.

وقال جيش الاحتلال في تغريدة على منصة “إكس” إن قواته وسعت المنطقة التي تصفها بـ الآمنة في المواصي جنوب غزة، مشيرا إلى أن الخطوة تهدف “لاستيعاب المستويات المتزايدة من المساعدات المتدفقة إلى غزة”.

تمهيد بالنار

وكان 26 فلسطينيا -بينهم أطفال- قد استُشهِدوا بسبب غارات مكثفة شنها جيش الاحتلال على 11 منزلا شرقي رفح الليلة الماضية.

وتمثل رفح الواقعة على الحدود المصرية الملاذ الأخير لمئات آلاف المدنيين الذين فروا من القصف الإسرائيلي الذي دمَّر غالبية مدن القطاع، وهي أيضا نقطة التماس المباشرة بين غزة والأراضي المصرية.

وبعد فشله في تحقيق أهدافه التي أعلنها قبل 7 أشهر، يقول بنيامين نتنياهو إن تحقيق الانتصار المطلق في المعركة يتوقف على دخول رفح والقضاء على الكتائب الأربع المتبقية من الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وسبق أن ردد نتنياهو نفس الدعاية عندما أرسل قواته إلى مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث جرت معارك دامية على مدار أربعة أشهر قبل أن تنسحب قوات الاحتلال دون العثور على أي من قادة حماس أو أي من الأسرى.

وتبدو العملية جزءا من عملية الضغط التي تمارسها إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة لإجبار المقاومة على قبول اتفاق لا يضمن وقف الحرب بشكل كامل.

وكان الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قد أكد في كلمة له قبل أيام أن قوات الاحتلال ستواجه في رفح مقاومة لا تقل عن التي واجهتها في بقية مدن القطاع.

ومطلع الشهر الجاري، جددت دولة قطر إدانتها بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح، وأكدت رفضها القاطع شن أي عملية عسكرية في المدينة، محذرة من كارثة إنسانية فيها.

وقال بعض السكان إنهم تلقوا رسائل نصية واتصالات هاتفية ومنشورات تم إسقاطها بالتوجه إلى المواصي وخان يونس.

وقال جيش الاحتلال في بيان إن وزيره يوآف غالانت أبلغ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال اتصال هاتفي أن عملية رفح تأتي ردا على جمود الجهود الدبلوماسية بشأن تبادل الأسرى.

في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن قيادي كبير في حركة المقاومة الإسلامية حماس أن مطالبة السكان بإخلاء شرقي رفح “تطور خطير” وستكون له تداعياته.

وحمّل القيادي الحمساوي الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية “هذا الإرهاب”.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2ey

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *