قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده مستعدة للعمل مع دولتي قطر وتركيا من أجل تطوير بنود صفقة “البحر الأسود” لتصدير الحبوب إلى الدول الأفريقية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي أمس الاثنين.
وأوضح بوتين أنه يدرس العمل مع الدوحة وأنقرة لتوريد مليون طن من الحبوب كبديل عن صفقة الحبوب التي أوقفت موسكو العمل بها مؤخرا لحل مشكلة الغذاء لدى الدول الأفريقية.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن بلاده وافقت على المشاركة في صفقة الحبوب وقبلت بتجديدها 3 مرات مقابل وعود غربية لم يتم الوفاء بها.
وأضاف: “الوعود الغربية لروسيا يجب أن تنفذ أولا، حصدنا 130 مليون طن من الحبوب، وسنخصص 60 مليونا منها للتصدير”.
وتقوم المبادرة القطرية – التركية على أن تغطي الدوحة ثمن كميات تصل إلى مليون طن من القمح تصل، عبر أنقرة، إلى البلدان الأكثر احتياجا.
View this post on Instagram
العمل مع قطر وتركيا
وقال بوتين إن تركيا شريك مهم، وإن موسكو مستعدة للعمل لتطوير صفقة البحر الأسود بالاشتراك معها ومع قطر لتصدير الحبوب إلى الدول الأفريقية.
وانسحبت روسيا، في يوليو الماضي، من الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل عام بوساطة من تركيا والأمم المتحدة، ومكَّن أوكرانيا من تصدير الحبوب عبر موانئها على البحر الأسود رغم الحرب.
وهاجمت روسيا منذ ذلك الحين الموانئ ومخازن الحبوب الأوكرانية مرارا؛ ما دفع أوكرانيا والغرب إلى اتهامها باستخدام الغذاء “سلاحاً في الحرب“.
وتقول روسيا إنها انسحبت من الاتفاق بسبب وصول القليل جدا من الحبوب إلى الدول الأكثر فقرا، واستمرار العقبات أمام تصدير الحبوب والأسمدة الروسية بفعل العقوبات الغربية التي تؤثر على المدفوعات والتأمين والقدرة على الوصول إلى الموانئ.
بدوره، اتفق الرئيس التركي مع حديث بوتين، وشدد على أن “مشاركة قطر في هذه العمليات تعتبر مهمة جدا“، مشيرا إلى أن الدول الثلاثة “بإمكانهم القيام بخطوات مؤثرة في هذه المبادرة“.
وقالت وزارة الخارجية الروسية نهاية أغسطس، إن الوزير سيرغي لافروف، ونظيره التركي هاكان فيدان سيناقشان مقترحا من موسكو يقدم بديلا لـ”اتفاق الحبوب“.
وتابعت: “نعتبر هذا المشروع البديل العملي الأمثل لاتفاق البحر الأسود”.
ويقضي المقترح وفق الوزارة بإرسال مليون طن من الحبوب إلى تركيا بسعر مخفض، بدعم مالي من قطر، لمعالجتها في تركيا وإرسالها إلى الدول الأكثر احتياجا.
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال خلال زيارته إلى أوكرانيا، إن الدوحة تسعى لإيجاد حل يسمح بوصول الحبوب عبر البحر الأسود بما يحول دون زيادة الأسعار.
وفي يوليو الماضي، أجرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن أول زيارة لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل عامين وعقد مباحثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، تناولت أزمات الطاقة والغذاء والأوضاع الإنسانية.
وخلال الزيارة نفسها دعا الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى “الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، وإلى الإبقاء على كافة قنوات الاتصال مفتوحة لحل الأزمة” مشيدا بـ“الجهود الأممية والدولية لتخفيف التصعيد“.
الرئيس الأوكراني أيضا قال إنه ناقش مع رئيس الوزراء القطري “خطوات ضمان أمن الغذاء العالمي واستمرار العمل الآمن لممر الحبوب“.
وقبل زيارة أوكرانيا، زار الشيخ محمد بن عبد الرحمن موسكو وأجرى مباحثات مع بوتين وسلمه رسالة من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وتعتبر روسيا وأوكرانيا من بين أكبر مصدري الحبوب في العالم، وتسببت الحرب التي نشبت بينهما منذ اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا في فبراير 2022 برفع أسعار الحبوب عالمياً.
وجاءت الجهود القطرية لضمان تدفق صادرات الحبوب الأوكرانية إلى العالم، إثر إعلان روسيا يوم 17 يوليو 2023، رفضها تمديد الاتفاق الخاص بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وعقد اتفاق الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، بهدف تخفيف وطأة أزمة الغذاء العالمية، بعد أن أغلقت روسيا موانئ على البحر الأسود.
ويكون تصدير الحبوب عبر ممر آمن في البحر الأسود، يمتد بين موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني/بيفديني الأوكرانية.
لكن موسكو قالت إن الاتفاقية لم تعد مجدية وإنها تقوم على أسس غير عادلة، وانتقدت عدم وصول كميات كافية من الحبوب إلى الدول الفقيرة.
وأكدت الحكومة الروسية مرارا أنها تسعى إلى حماية مصالحها الوطنية في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الحالية.
وردت الأمم المتحدة على الأحاديث الروسية بأن هذا الترتيب أفاد الدول الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 20% على مستوى العالم.
وبعد القرار الروسي، قفزت العقود الآجلة للقمح في مجلس شيكاغو للتجارة بنسبة 2.7% إلى 6.80 دولارات للبوشل (08 غالون)، وارتفعت العقود الآجلة للذرة بنسبة 0.94% لتصل إلى 5.11 دولارات للبوشل.
أضف تعليقا