قالت وكالة بلومبرغ أمس السبت إن الولايات المتحدة تأمل أن يؤدي اتفاق تبادل الأسرى المحتمل بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل إلى محادثات إقليمية لتحقيق اتفاق سلام إقليمي أوسع وأكثر استدامة.
ومن المقرر أن يجري رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع مدراء الاستخبارات الأمريكية والمصرية والإسرائيلية في أوروبا هذا الأسبوع لبحث الصفقة المحتملة.
كما سيزور الشيخ محمد واشنطن لبحث مزيد من التفاصيل مع مسؤولي إدارة جو بايدن الذي هاتف سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الجمعة لبحث تطورات الوساطة التي تجريها الدوحة.
وزار كبير مستشاري البيت الأبيض بريت ماكغروك الدوحة الأسبوع الماضي لبحث إطلاق سراح كافة الأسرى المتواجدين لدى المقاومة، في وقت يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو وضع العراقيل أمام أي تقدم.
عرض هذا المنشور على Instagram
حماس تحذر من نفاد الوقت
وأمس السبت، حذرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- من احتمال مقتل كافة الأسرى المتواجدين لديها بغارات الاحتلال التي تستهدف كل مكان في غزة.
وتتصاعد الضغوط الداخلية على نتنياهو لإبرام صفقة مع حماس لإطلاق سراح بقية الأسرى، ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصدر مطلع أن الطرفين توصلا إلى تفاهمات حول معظم بنود الاتفاق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الخلاف يدور فقط بشأن وقف إطلاق النار في نهاية التهدئة التي ستستمر لـ35 يوما، وستشمل الإفراج عن كافة الأسرى الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة أن حماس اشترطت إطلاق 100 أسير فلسطيني مقابل كل أسير إسرائيلي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة.
وتضمنت شروط حماس أيضا تهدئة ما بين 10-14 يوما قبل الإفراج عن أي أسير إسرائيلي، وتهدئة لمدة شهرين بين كل مرحلة وأخرى من مراحل الصفقة.
ويوجد ما بين 130 إلى 140 أسيرا في يد المقاومة بعدما تمكنت قطر من التوسط لتبادل نحو 100 مدني مقابل أكثر من 200 امرأة وطفل فلسطيني خلال اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه أواخر نوفمبر.
عرض هذا المنشور على Instagram
محادثات سلام أوسع
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية لبلومبرغ أمس السبت إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث مؤخرا مع ماكغورك ومدير وكالة الاستخبارات المركزي وليام بيرنز بشأن المحادثات.
وأضاف المسؤول أن النتيجة المثالية لهذه المباحثات ستكون هي وقف إطلاق النار لفتح المجال لإجراء محادثات حول القضايا التي أثارها بلينكن خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط.
وتشمل الخطة التي تطرحها واشنطن إجراء محادثات تطبيع بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، وتحديدا المملكة العربية السعودية، مقابل سحب القوات الإسرائيلية من غزة وإعادة الإعمار كجزء من مسار ينتهي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
عرض هذا المنشور على Instagram
خداع سياسي
وأكد نتنياهو رفضه إقامة دولة مستقلة للفلسطينيين وقال إن إسرائيل ستحتفظ بعد الحرب بالسيطرة الأمنية على غزة وكافة الأراضي الموجودة غربي نهر الأردن (الضفة الغربية).
كما وصفت حركة حماس حديث الولايات المتحدة عن حل الدولتين بالخداع السياسي، وقالت إنها محاولة لطرح “أوسلو جديدة“، تأخذ بها إسرائيل مزيدا من المكاسب دون تقديم شيء للفلسطينيين.
وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان في مؤتمر صحفي قبل أسبوع إن بايدن يمكنه وقف الحرب ومنع تزويد إسرائيل بالعتاد والذخائر التي تقتل سكان غزة، وأن يوضح حدود الدولتين اللتين يتحدث عنهما إذا كان جادا.
وترى الحركة أن واشنطن لا تستهدف فقط إنقاذ إسرائيل من هزيمة محققة في غزة وإنما أيضا تحاول دمجها بشكل أكبر في المنطقة عبر إقناع بعض الدول بأن التطبيع سيكون بداية لوقف الحرب.
وطرح المفاوضون بين إسرائيل وحماس اقتراحا مفصلا لكلا الجانبين لوقف دائم لإطلاق النار، رغم وجود كثير من العقبات وفق ما نقلته “بلومبرغ” عن شخصين مطلعين على المحادثات.
وتم إرسال الاقتراح إلى حماس وإسرائيل عبر قطر، التي تتوسط بين الجانبين بدعم من الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، يوم الجمعة، إن ماكغورك سيعود من المنطقة بعد “مجموعة جيدة من المناقشات” مع نظرائه الإقليميين.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال منتدى دافوس إن المملكة قد تطبع العلاقات مع إسرائيل في حال أقيمت دولة فلسطينية مستقلة.
ورفضت دولة قطر مرارا أي حديث عن تهجير الفلسطينيين وقالت إن الضفة الغربية وغزة لا بد وأن يظلا تحت حكم فلسطيني يحدده الفلسطينيون أنفسهم.
وأكد سمو الأمير ورئيس الوزراء في أكثر من حديث أن وقف العدوان ورفع الحصار هما المقدمة الفعلية لتبادل الأسرى، والبدء في محادثات سلام أوسع وأشمل وصولا إلى حل نهائي عادل ودائم للصراع.
واستنكرت الخارجية القطرية الأسبوع الماضي تصريحات أدلى بها نتنياهو ووزير ماليته المنطرف بتسئيل سموتريتش، بشأن الوساطة القطرية ومستقل غزة بعد الحرب.
وقالت الدوحة إنها لن توقف وساطتها من أجل خلافات مع أفراد يعرقلون جهود إنقاذ مزيد من المدنيين الأبرياء، مؤكدة أن التفاوض يجري على المدنيين وليس السياسيين من الجانبين.
وانتقد رئيس الموساد السابق يوسي كوهين تصريحات نتنياهو الأخيرة التي قال فيها إن الوساطة القطرية تمثل إشكالية بالنسبة له.
وقال كوهين “أحذر من أننا إذا وصلنا إلى أزمة كبيرة مع قطر فقد تترك طاولة المفاوضات وسنصبح بدون وساطة فعالة”.
وأكد البيت الأبيض أن الدوحة تستضيف مباحثات مكثفة ومهمة من أجل إطلاق سراح الأسرى، ووصفها بالشريك المهم في هذه المسألة.