بعد 500 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية.. لم ينتصر أحد

أكلمت الحرب الروسية الأوكرانية، يوم الأحد، يومها الـ500 دون أن يتمكن طرف من حسمها على حساب الآخر رغم الدعم العسكري الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة ودول الغرب لكييف.

وبدأت موسكو الحرب في 24 فبراير 2022، وقالت إنها تهدف لحماية أمنها القومي بسبب محاولة أوكرانيا الانضمام إلى حلف شمال الاطلسي (الناتو).

وبدأ الدعم الغربي لأوكرانيا بالأسلحة على استحياء في بداية الحرب، متزامنا مع تصريحات سياسية قوية للقادة الغربيين برفض الحرب وضرورة وقفها تحت طائلة العقوبات.

لكن موسكو تجاهلت تهديدات الغرب ومضت في خطتها الرامية إلى السيطرة على مناطق محاذية لروسيا من جهة الغرب.

شبكة “يورو نيوز” اعتبرت يوم الأحد أن الحرب ضد أوكرانيا لم تبدأ فعليا في 2022، بل عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم لها من جانب واحد عام 2014، وأتبعتها بانتزاع منطقتي دونيتسك ولوهانسك من السيادة الأوكرانية.

 

مساعدات عسكرية غربية لأوكرانيا

تعتبر الولايات المتحدة الشريك العسكري الأقوى لكييف وهي التي زودتها بأسلحة وذخائر تفوق مساعدات بقية الدول الأخرى مجتمعة.

وتظهر أرقام الخارجية الأمريكية، الصادرة حديثا، أن إجمالي المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، تجاوز 42 مليار دولار.

وساعدت واشنطن القوات الأوكرانية بكميات كبيرة من الأسلحة والآليات  والذخيرة وأنظمة الدفاع، بينها نحو ألفي نظام “ستينغر” المضاد للطائرات.

كما حصلت أوكرانيا من الولايات المتحدة على نحو 10 آلاف نظام جافلين المضاد للدروع، علاوة على ما يزيد عن 70 ألف نظام وذخائرها المضادة للدروع.

وقدمت واشنطن 270 مدفع “هاوتزر”، و8 أنظمة “ناسامز” للدفاع الجوي، و20 مروحية من طراز “إم آي- 17” (Mi-17)، و31 دبابة “أبرامز”،  186 مركبة عسكرية من طراز “برادلي”، وبطارية دفاع جوي “باتريوت”، إضافة لأنظمة “هوك” و”أفنجر” اللدفاع الجزي.

وقبل يومين أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية (محرمة دوليا)، لمساعدتها على صد قوات موسكو، وهي خطوة قوبلت بانتقادات من جانب أمريكا.

 

الدعم الأوروبي

قدَّم الاتحاد الأوروبي 15 مليار يورو على شكل مساعدات عسكرية من موازنة الاتحاد، واعتمدت المفوضية الأوروبية قانونا لدعم إنتاج الصواريخ (ASAP) لتزويد أوكرانيا بها..

وقدمت بريطانيا دعما عسكريا لأوكرانيا بقيمة 8.2 مليارات دولار. وأفاد تقرير لمجلس العموم البريطاني (البرلمان)، أواخر مايو الماضي، أن لندن زودت أوكرانيا بأسلحة فائقة الجودة.

وحصلت كييف بحسب التقرير على الصواريخ المضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي ومركبات قتالية وأنظمة إطلاق صواريخ طويلة المدى من نوع “إم 270” (M270).

كما قدمت لندن 14 دبابة من فئة “تشالنجر 2″، وعدد من صواريخ “ستورم شادو” ومسيّرات هجومية، وأطلقت برنامجا لتدريب 30 ألف جندي أوكراني يستمر حتى نهاية 2023.

ورغم كل هذا الدعم العسكري غير المسبوق إلا أن الحرب لم تضع أوزارها ولا يبدو أن وقف اطلاق النار سيكون قريبا، فيما تواصل موسكو تجاهل العقوبات الغربية عليها.

ويبدو أن العقوبات لم تؤت أكلها في ظل صمود الروبل الروسي واستمرار تدفق سلاسل الإمداد لا سيما النفطية والتي تعزز موازنة الحرب الروسية، بحسب “يورو نيوز.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورغم كل الاجراءات الغربية ضده، ما زال يواصل قرار الحرب، ويسعى للتصعيد في أوكرانيا، هذا ما فهمته صحيفة “تايمز” البريطانية من خطابه أواخر يونيو الماضي.

واعتبرت الصحيفة أن بوتين “محاصر بين صراع داخلي على السلطة (تمرد فاغنر) وحرب غير ناجحة خارجيا (أوكرانيا)”.

وحذرت تايمز أوروبا من أن حجم الوحشية في الحرب المستعرة في أوكرانيا ستزيد في ظل عدم حسم بوتين المعركتين الداخلية والخارجية لصالحه، على اعتبار أن تمرد ميليشيا فاغنر لن يمر مرور الكرام.

أزمة الغذاء العالمية

أثرت الحرب على إمدادات الحبوب الأوكرانية، وتسببت بارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية العالمية، وأسفرت جهود الأمم المتحدة وتركيا في انجاز اتفاق تاريخي ينظم حركة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

وفي ظل عدم حسم الحرب لصالح أي طرف، بعد مرور 500 يوم، تلمح إدارة بوتين إلى أنها قد تلجأ لخيار وقف تمديد العمل باتفاقية الحبوب كنوع من الضغط لتخفيف حدة العقوبات المفروضة على موسكو، وفق تصريحات كبار المسؤولين الروس في عدة مناسبات مؤخرا.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *