وقف إطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ

بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
فرحة كبيرة في غزة مع بدء سريات وقف إطلاق النار

أعلنت الخارجية القطرية بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد تسليم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسماء الأسيرات الثلاث اللاتي سيتم الإفراج عنهن اليوم الأحد، وسط آمال بتوقف القصف الإسرائيلي والمجازر الدامية التي ترتكبها قوات الاحتلال منذ 470 يوما ضد سكان القطاع الفلسطيني المحاصر.

تسليم الأسماء

وقبل ساعات أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان صحفي مقتضب، تسليم أسماء الأسيرات الثلاث اللاتي سيتم الإفراج عنهن اليوم.

كما قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة “حماس”: “في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج اليوم الأحد الموافق 19-1-2025 عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم”.

وأوضح القسام أن الأسيرات التي سيتم الإفراج عنهن هنّ “رومي جونين (24 عاما)، وإميلي دماري (28 عاما)، ودورون شطنبر خير (31 عاما)”.

من جانبه قال مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة يبدأ الساعة 11:15 بتوقيت القدس المحتلة.

تأخر التسليم

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أن اتفاق وقف إطلاق النار في  لن يدخل حيز التنفيذ بسبب عدم تسليم حركة حماس قائمة المحتجزات المتوقع الإفراج عنهن اليوم الأحد.

في حين أوضحت حماس أن تأخر تسليم الأسماء يعود لأسباب فنية ميدانية، مؤكدةً التزامها ببنود الاتفاق.

بدوره أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة أن القصف الإسرائيلي منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في القطاع، خلف 10 شهداء و25 مصابا.

إعلان الاتفاق

والأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقامة الفلسطينية، بعد مفاوضات مكثفة شهدتها العاصمة القطرية الدوحة.

وتعليقا على الاتفاق، قال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن الدور الدبلوماسي لدولة قطر في الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو واجب الدولة الإنساني قبل السياسي.

وأضاف سموه عبر حسابه في منصة “إكس” عقب الإعلان عن توقيع الاتفاق، “نأمل أن يُسهم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبدء مرحلة جديدة لا يتم فيها تهميش هذه القضية العادلة، والعمل الجاد على حلها حلا عادلا وفق قرارات الشرعية الدولية”.

ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل متتابعة، تبدأ بوقف العمليات العسكرية وتبادل الأسرى، تليها عودة الهدوء المستدام وانسحاب الاحتلال، وتنتهي بإعادة إعمار القطاع بالكامل وفتح المعابر بشكل دائم. يتم تنفيذ هذه الإجراءات تحت إشراف دولي لضمان التزام الطرفين وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

حرب إبادة جماعية

وشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، استخدم خلالها الأحزمة النارية والقصف العشوائي، إضافة لارتكاب مجازر يومية بحق المدنيين، وتدمير المستشفيات والمدارس ومراكز إيواء النازحين.

وخلفت المجازر الإسرائيلية أكثر من 155 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

تفاصيل الاتفاق

ونشرت وسائل إعلام عربية ودولية شروط وبنود اتفاق وقف إطلاق النار المزمع تنفيذه بداية من التاسع عشر من يناير الجاري والتي تشمل 3 مراحل وفقا للتالي:

المرحلة الأولى

مدتها 42 يوما، وتشمل الإجراءات التالية:

  • وقف العمليات العسكرية المتبادلة مؤقتا، مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مسافة 700 متر من الحدود شرق القطاع وبعيد عن المناطق السكنية، بناء على خرائط ما قبل 7 أكتوبر 2023.
  • تعليق النشاط الجوي الإسرائيلي للأغراض العسكرية والاستطلاع بشكل مؤقت لمدة 10 ساعات يوميا، و12 ساعة خلال الأيام التي يتم فيها إطلاق سراح الأسرى.
  • خفض تدريجي لقوات الاحتلال في منطقة محور فيلادلفيا، حسب خرائط الاتفاق بين الجانبين.
  • إطلاق سراح نحو ألفي أسير فلسطيني، بينهم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى نحو ألف من المعتقلين الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.
  • عودة النازحين إلى مناطق سكنهم مع انسحاب قوات الاحتلال من منطقة وادي غزة وفقا للآتي:
  • في اليوم السابع من الاتفاق، بعد إطلاق سراح 7 محتجزين إسرائيليين، تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل من شارع الرشيد شرقا حتى شارع صلاح الدين، وتبدأ عمليات تفكيك المواقع العسكرية في هذه المنطقة.
  • كما تبدأ عمليات عودة النازحين إلى مناطق سكنهم، ويسمح بحرية تنقل السكان في كافة مناطق القطاع، بالإضافة إلى دخول المساعدات الإنسانية عبر شارع الرشيد من أول يوم ودون معيقات.
  • في اليوم 22 من تنفيذ الاتفاق، تنسحب القوات الإسرائيلية من “محور نتساريم” و”دوار الكويت” إلى مناطق قريبة من الحدود، مع تفكيك المنشآت العسكرية، واستمرار عودة النازحين.
  • فتح معبر رفح بعد 7 أيام من بدء المرحلة الأولى، ودخول مساعدات إنسانية ومواد إغاثة، بما في ذلك الوقود عبر 600 شاحنة يوميا، 50 منها للوقود و300 شاحنة ستتوجه إلى شمال القطاع.
  • وفي اليوم السابع من سريان الاتفاق، يسمح بعودة المركبات إلى شمال محور نتساريم بعد فحصها من قبل شركة خاصة يحددها الوسطاء مع الجانب الإسرائيلي وفق آلية متفق عليها.

تبادل المحتجزين والأسرى

تتم عمليات تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين وفقا لما يلي:

  1. إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا “أحياء أو موتى” من قبل حركة حماس، بما في ذلك نساء، مجندات، أطفال تحت سن 19 عاما، وكبار السن فوق 50 عاما، إضافة إلى المدنيين الجرحى والمرضى.
    في المقابل، تطلق إسرائيل سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون والمعتقلات الإسرائيلية على النحو التالي: مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاقه، تفرج إسرائيل عن 30 طفلا وامرأة فلسطينية من سجون الاحتلال.
  2. مقابل إطلاق سراح 30 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية من كبار السن والمرضى، تطلق حركة حماس سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء من كبار السن، المرضى، والجرحى المدنيين.
  3. تطلق إسرائيل سراح 50 أسيرا فلسطينيا مقابل كل مجندة إسرائيلية محتجزة من قبل حركة حماس.

جدول عمليات التبادل

وفيما يتعلق بجدول عمليات تبادل المحتجزين والأسرى في المرحلة الأولى جاء وفقا للآتي:

  • تطلق حركة حماس في اليوم الأول من الاتفاق سراح 3 محتجزين إسرائيليين من المدنيين، وتطلق في اليوم السابع حماس سراح 4 محتجزين آخرين.
    بعد ذلك، تطلق حركة حماس سراح 3 محتجزين إسرائيليين كل 7 أيام، على أن يتم الإفراج عن جميع المحتجزين الأحياء قبل إعادة جثث المحتجزين.
  • في الأسبوع السادس من الاتفاق تطلق إسرائيل سراح 47 من أسرى “صفقة شاليط” الذين أعيد سجنهم بعد إطلاق سراحهم عام 2011.
  • تطلق حركة حماس سراح الجنديين الإسرائيليين أباراهام منغستو وهشام السيد، وهم جنديين إسرائيليين تم الإعلان عن احتجازهما من قبل حماس في بداية عام 2016، مقابل إطلاق الاحتلال الإسرائيلي سراح 30 أسيرا فلسطينيا.
  • إذا لم يصل عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين تم إطلاق سراحهم إلى 33، يتم استكمال العدد المتبقي من خلال إعادة جثث المحتجزين، بالمقابل تطلق إسرائيل في الأسبوع السادس سراح جميع النساء والأطفال الذين تم اعتقالهم من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023.
  • تتوقف عمليات التبادل على الالتزام بكافة بنود الاتفاق، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية من الجانبين، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
  • بعد إطلاق سراح آخر محتجز إسرائيلي في المرحلة الأولى، في اليوم الـ42 من بدء سريان الاتفاق، تبدأ قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحابها من مناطق القطاع، على أن يكتمل الانسحاب في موعد أقصاه اليوم الـ50 من بدء سريان الاتفاق.
  • يمنع إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم بناء على التهم نفسها التي اعتقلوا بسببها سابقا، ولن يُطلب منهم قضاء ما تبقى من محكومياتهم، ولن يطلب من الأسرى الفلسطينيين التوقيع على أي وثيقة كشرط للإفراج عنهم.
  • عدم استخدام المعايير الموضوعة لتبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين في المرحلة الأولى، كأساس لتبادل المحتجزين في المرحلة الثانية من الاتفاق.
  • تبدأ المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق في موعد أقصاه اليوم الـ16 من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، مع ضرورة التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.
  • تواصل الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية تقديم الخدمات الإنسانية في جميع مناطق قطاع غزة خلال كافة مراحل الاتفاق.
  • تبدأ عمليات إعادة تأهيل البنية التحتية في جميع مناطق القطاع، بما في ذلك إدخال المعدات اللازمة لفرق الدفاع المدني، وإزالة الركام والأنقاض.
  • يسمح بإدخال مستلزمات إنشاء مراكز إيواء للنازحين، بما يشمل بناء 60 ألف وحدة سكنية مؤقتة و200 ألف خيمة.
  • يسمح بعبور 50 عسكريا جريحا يوميا عبر معبر رفح لتلقي العلاج الطبي، برفقة 3 أفراد يتطلب حصولهم على موافقة من إسرائيل ومصر، وزيادة عدد الأفراد الذين يسمح لهم بالمرورعبر المعبر، كمايتم إزالة القيود على حركة المسافرين والبضائع عبر المعبر.
    وتشغل معبر رفح بناء على مشاورات مع مصر في أغسطس 2024.
  • تبدأ الترتيبات اللازمة لإعادة إعمار المنازل والبنية التحتية المدنية التي دمرت نتيجة الحرب، تحت إشراف عدة دول ومنظمات، بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.
  • استمرار تنفيذ اجراءات جميع المرحلة الأولى في المرحلة الثانية طالما استمرت المفاوضات حول الشروط مع بذل الضامنين للاتفاق أقصى الجهود لضمان استمرار المفاوضات غير المباشرة ليتمكن الجانبان من الوصول إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية.

المرحلة الثانية

وتمتد ل 42 يوما تطبق وفقا للاتفاق حسب ما يلي:

  • يعلن عن عودة الهدوء المستدام، ويشمل ذلك الوقف الدائم للعمليات العسكرية والأنشطة العدائية بين الطرفين، وتستأنف عمليات تبادل الأسرى والمحتجزين، بما في ذلك جميع الرجال الإسرائيليين الأحياء المتبقين، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
  • تنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل خارج قطاع غزة.

المرحلة الثالثة

ومدتها 42 يوم ويطبق فيها ما يلي:

  • يتم تبادل جثامين ورفات الموتى بين الطرفين بعد التعرف عليها والوصول إليها.
  • تبدأ خطة إعادة إعمار قطاع غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، وتشمل بناء المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية، بالإضافة إلى تعويض المتضررين، بإشراف الدول والمنظمات الدولية الراعية للاتفاق.
  • يفتح جميع المعابر ويسمح بحرية حركة الأشخاص والبضائع عبرها.

ويأتي هذا الاتفاق بعد مفاوضات شاقة بذلتها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وهو خطوة مهمة نحو تخفيف حدة الصراع في قطاع غزة لرفع معاناة السكان المدنيين

الرابط المختصر: https://msheireb.co/4pw