قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء إن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على اقتراح صفقة تبادل الأسرى الأخير يبدو “مبالغا فيه قليلا”، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن الرد يفتح باب التفاوض.
ونقل موقع “أكسيوس” عن بايدن قوله “بينما هناك بعض التحرك في مفاوضات صفقة الأسرى، فإن رد حماس يبدو مبالغا فيه قليلا”، مضيفا “لسنا متأكدين إلى أين ستتجه الأمور ونحن مستمرون في التفاوض”.
وتضغط إدارة بايدن من أجل التوصل إلى صفقة تبادل مع توقف طويل للقتال في قطاع غزة، مما قد يسمح لمنظمات الإغاثة بمعالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع وكسب الوقت لمبادرة دبلوماسية إقليمية تنهي الحرب.
عرض هذا المنشور على Instagram
رد إيجابي من حماس
بدوره، أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن تفاؤل دولة قطر بالرد الإيجابي الذي قدمته حماس، والذي قال إنه وصل إلى إسرائيل.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن الحركة لديها بعض التحفظات على الإطار العام للاتفاق، مضيفا “نحن متفائلون وسلمنا الرد لإسرائيل ونأمل أن نتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن”.
وقالت حماس إنها تعاملت مع الاقتراح “بروح إيجابية”، مؤكدة أن الرد جاء بعد انتهاء كافة المشاورات داخل الحركة.
وأكدت الحركة انها لا تزال تطالب بأن يتضمن أي اتفاق بشأن الأسرى وقفا شاملا لإطلاق النار ينهي الحرب في غزة ويؤدي إلى جهود إعادة الإعمار ورفع الحصار.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تل أبيب “لن تلتزم بإنهاء الحرب كجزء من أي صفقة”، وأكد أنه سيواصل العمل من أجل القضاء على حماس.
وأصدر مكتب نتنياهو بيانا منسوبا إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، أكد فيه أنه تلقى رد حماس وأنه يدرسه “بدقة”.
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس” إن رد حماس يحمل بعض الجوانب الإيجابية وبعض الجوانب السلبية، لكن إسرائيل تعتبره موقفا مفتوحا للمفاوضات.
وقال المصدر المطلع على التفاصيل لـ”أكسيوس” إن رد حماس كان مفصلا للغاية مع تعليقات محددة لكل بند في الاقتراح.
عرض هذا المنشور على Instagram
الاتفاق ممكن
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي من الدوحة إن إدارة بايدن تعتقد أن التوصل إلى اتفاق “ممكن وضروري”، وشدد على أن “أفضل طريق للمضي قدما نحو الهدوء هو من خلال صفقة الرهائن (الأسرى)”.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة تريد استغلال أي توقف في القتال لوضع خطط لليوم التالي للحرب، خاصة عندما يتعلق الأمر “بطريقة دبلوماسية للمضي قدما من أجل السلام في المنطقة”.
ويمكن أن يشمل ذلك “اتفاق تطبيع تاريخي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية مقابل مسار لإقامة دولة فلسطينية”، وفق بلينكن الذي قال إن مثل هذا الطريق للمضي قدما “يجب أن يشمل مسارا لا رجعة فيه لقيام دولة فلسطينية”.و
وقال بلينكن إنه ناقش هذا الأمر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض يوم الاثنين ومع القادة المصريين والقطريين يوم الثلاثاء.
وأضاف أنه سيناقش هذا الأمر أيضا مع نتنياهو في إسرائيل يوم الأربعاء، مؤكدا أن “السعوديين يريدون مواصلة التطبيع لكن هذا سيتطلب إنهاء الصراع في غزة وإيجاد طريق لقيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف”.
وقدم الوسطاء القطريون والمصريون لحماس إطار عمل للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق من ثلاث مراحل أواخر الشهر الماضي.
وبموجب هذا الإطار، ستشمل المرحلة الأولى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع والإفراج عن عدد محدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح ما بين 35 إلى 40 أسيرا إسرائيليا.
وستكون الأولوية للنساء والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما وأولئك الذين يعانون من حالات طبية خطيرة. بحسب مسؤولين إسرائيليين وقطريين.
ولم يتم الاتفاق على شروط المرحلتين التاليتين، لكن من المتوقع أن تشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين والمدنيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما من الأسر في غزة، وفقا لمسؤول إسرائيلي كبير.
وأضاف المسؤول أن المرحلة الثالثة ستشمل إعادة جثث الأسرى الموجودة لدى حماس.
وتقول إسرائيل إنها تعتقد أن العشرات من بين أكثر من 130 أسيرا ما زالوا محتجزين في غزة إما ماتوا في 7 أكتوبر الماضي أو في الأسابيع التي تلت ذلك.