انطلقت أمس الأحد فعاليات مهرجان وجائزة كتارا لفن النهمة – نهام الخليج 2025، الذي يقام على الواجهة الجنوبية للحي الثقافي كتارا، بحضور العديد من المهتمين بالتراث البحري والفنون الشعبية الخليجية.
وتستمر فعاليات المهرجان لمدة ثلاثة أيام، وتشمل مجموعة من الندوات الثقافية والعروض التراثية التي تسلط الضوء على فنون الخليج العريقة.
وشهد اليوم الأول من الفعاليات، أجواء احتفالية تعكس الروابط العميقة بين شعوب الخليج وموروثها البحري الأصيل.
وقال المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، خالد بن إبراهيم السليطي، إن المهرجان يعكس التزام كتارا بالحفاظ على التراث الفني الخليجي الأصيل وإحيائه بالشكل الذي يليق بمكانته في ذاكرة الشعوب الخليجية.
وأوضح السليطي، أن “فن النهمة” يتجاوز كونه مجرد غناء مرتبط بالبحر ورحلات الأجداد، بل هو تعبير عن مشاعر الإنسان الخليجي الذي عاش على البحر وارتبط به بشكل عميق، محولا معاناته إلى ألحان تعكس الأمل والألم في آن واحد.
ولفت السليطي، إلى أن المهرجان يشكل منصة حيوية للتوثيق والتفاعل مع التراث، وتجديد لهذا الفن العريق ليظل حاضرا في الذاكرة الثقافية للأجيال المقبلة.
🔸انطلاق فعاليات مهرجان وجائزة كتارا لفن النهمة – نهام الخليج 2025، في الجهة الجنوبية لشاطئ كتارا، وذلك بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالتراث البحري والفنون الشعبية، ووسط أجواء احتفالية مميزة تعكس عمق ارتباط أهل الخليج بموروثهم البحري الأصيل.
🔸وأكد المدير العام للمؤسسة… pic.twitter.com/L4nSWn9Fzk
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) April 13, 2025
جائزة كتارا
من جانبها، ثمنت خبيرة التراث في كتارا، سلمى النعيمي، الدور البارز الذي تلعبه جائزة كتارا لفن النهمة في إعادة إحياء التراث الغنائي البحري الخليجي، مشيرة إلى أن الجائزة ساهمت في إحياء هذا الفن الذي كان مهددا بالاندثار.
وأضافت النعيمي أن التراث البحري القطري يشترك بشكل كبير مع تراث دول الخليج الأخرى، حيث كانت الحياة الاجتماعية والبحرية متشابهة، ما جعل الغناء البحري جزءا أساسيا من تلك الحياة.
كما لفتت إلى أن الجائزة ساهمت في إيجاد جيل جديد من النهامين الذين يمارسون هذا الفن بكفاءة، وتقوم بتدريب الأطفال على هذا التراث منذ سن مبكرة.
تحفيز الجيل الشاب
في هذا السياق، أكد عضو لجنة تحكيم جائزة كتارا لفن النهمة، فيصل إبراهيم التميمي، أن المسابقة تمثل فرصة هامة لتحفيز الأجيال الشابة على التعلق بهذا الفن التراثي.
وقال التميمي، إلى أن كل المشاركين في المسابقة هم فائزون لأنهم يسهمون في الحفاظ على موروث شفاهي كان قريبا من الاندثار.
وأشار إلى أن فن النهمة يواجه تحديات في التقييم بسبب تعدد المعايير المختلفة بين الجمهور والفنان واللجنة، منوها إلى أن الهدف الأسمى للمسابقة هو تكريم هذا الفن.
حفل الافتتاح
وشهد حفل الافتتاح عرضا فنيا لفرقة أطفال البحرين، تلاه التعريف بلجنة التحكيم والدول المشاركة، ثم انطلاق الجولة الأولى من المنافسات التي يشارك فيها 17 نهاما من مختلف دول الخليج.
ويتم تقييم المشاركين في المسابقة من خلال عدة معايير، أبرزها أسلوب الغناء والإحساس باللحن وضبط المقامات.
وفي اليوم الثاني من المهرجان، تقام ندوة “الفنون الإيقاعية بين دول الخليج العربي – فنون الحدادي”، التي سيقدمها الباحث عبد الحميد الصقر من الكويت، تليها ندوة “فنون العمل بين البحر واليال” التي سيقدمها الفنان يوسف آدم من البحرين، إلى جانب الجولة الثانية من منافسات الجائزة.
أما في اليوم الثالث، سيكون هناك لقاء بعنوان “وظيفة النهام ودوره على المحمل”، من تقديم الباحث القطري عبد الحميد اليوسف، تليه الجولة الثالثة والأخيرة من المسابقة، بالإضافة إلى العرض الختامي لفرقة القلايل، ثم إعلان أسماء الفائزين وتكريمهم في ختام المهرجان.
فعاليات متنوعة
وإلى جانب المنافسات الفنية، يرافق المهرجان العديد من الفعاليات التراثية مثل مسابقة الرسم الحي، معارض للفنون التشكيلية، مسابقة للتصوير الفوتوغرافي، ومعرض بحري يعرض تاريخ الغوص والصيد التقليدي.
وتضمن المهرجان عروضا حية للحرف اليدوية المتعلقة بالبحر مثل صناعة السفن والشباك، بالإضافة إلى سوق الأكلات الشعبية والأنشطة الثقافية المتنوعة.
ويؤكد مهرجان وجائزة كتارا لفن النهمة 2025 من خلال هذه الفعالية على مكانة الحي الثقافي كتارا كوجهة ثقافية رائدة في قطر، ويجسد جهود المؤسسة المستمرة في الحفاظ على الفنون الشعبية الخليجية وتعريف الأجيال الجديدة بها، مما يعزز الفخر بالتراث الثقافي ويحفز على استمراره في المستقبل.
كما يعكس المهرجان التزام كتارا بإحياء الفنون الشعبية البحرية وتعميق الوعي الثقافي لدى الأجيال الجديدة، حيث يشكل المهرجان مناسبة مميزة للالتقاء بين الماضي والحاضر من خلال تقديم تجارب فنية تشد الأنظار وتثير الإعجاب.