انتخبت دولة قطر رئيسا للمؤتمر الـ111 لمنظمة العمل الدولية والذي يمتد بين الخامس والسادس عشر من يونيو الجاري في مدينة جنيف السويسرية.
وجرى انتخاب وزير العمل علي بن صميخ المري، أمس الاثنين، بإجماع الحاضرين من ممثلي الحكومات وأعضاء المنظمة.
وهذه هي المرة الأولى التي تنتخب فيها رئيسا للمؤتمر منذ تأسيس منظمة العمل الدولية سنة 1919. ويعكس الانتخاب أهمية الإصلاحات التي أقرتها الدوحة بشأن العمال خلال السنوات الماضية.
ويعكس الانتخاب أيضا الثقة التي حازتها قطر لدى المجتمع الدولي فيما يتعلق بتحسين أوضاع العمال وبيئة العمل.
اعتراف بإنجازات قطر
وقال المري إن اختيار قطر لرئاسة الدورة الحالية من المؤتمر تعتبر مصدر فخر لها ولقارة آسيا والمحيط الهادئ عموما.
ولفت وزير العمل القطري إلى أن المؤتمر يتزامن مع أزمات عالمية متعددة تجعل من الدورة الحالية توقيتا مناسبا لمناقشة القضايا ذات الصلة بالعمال وأصحاب العمل والحكومات في جميع أنحاء العالم.
وقال إن انتخابه رئيسا يمثل تتويجا لإنجازات قطر الرائدة في قطاع العمل واعترافا من المجتمع الدولي بمصداقيتها.
كما اعتبر المري انتخابه انعكاسا لثقة دول آسيا والمحيط الهادئ في قطر من خلال ترشيحهم لها لتولي هذا المنصب المهم.
وأعرب المري عن شكره لمن انتخبوه لهذا المنصب ووعد ببذل قصارى جهده لضمان نجاح المؤتمر، ولفت إلى أن البنود المدرجة على جدول الأعمال ترتبط ارتباطا وثيقا باستراتيجية قطر الوطنية.
وأكد حرص قطر على الشراكة الفعالة مع المنظمات والهيئات الدولية للارتقاء ببيئة العمل وتحسين الظروف.
وقال إن هذه الشراكة، ساهمت في ترسيخ دور بلاده الفاعل في المحافل الدولية المرتبطة بقطاع العمل.
وتنعقد الدورة الحالية لمؤتمر العمل الدولي في ظل التحديات الصعبة التي تواجهها سوق العمل بسبب ارتفاع نسب التضخم وزيادة أسعار الفائدة.
وتأمل قطر في أن تتمكن الدورة الحالية للمؤتمر بتوصيات تعزز التوافق بين أطراف العمل الثلاثة وتدعم قدرتهم على تجاوز الأمات الراهنة، بحسب المري.
من جهتها، قالت نائبة رئيس مجلس إدارة منظمة العمل الدولية عن مجموعة العمال، كاتلين باشير، إن قطر أحدثت مجموعة من التحسينات في بيئة العمل بالتعاون مع المنظمة.
وأشار باشير بحرص الدوحة على تكثيف مشاركتها مع منظمة العمل الدولية والاتحادات النقابية الدولية، والتعبير عن التزامها الكامل بالمبادئ والحقوق والقيم الأساسية لمنظمة العمل.
وأكد دعم ممثلي مجموعة العمال ترشيح دولة قطر لرئاسة الدورة الحالية للمؤتمر.
جدول أعمال المؤتمر
يتضمن جدول أعمال المؤتمر للعام الجاري مناقشة تقرير المدير العام بشأن النهوض بالعدالة الاجتماعية، وتقرير أوضاع عمال الأراضي العربية المحتلة.
كما يتضمن الجدول أيضا مناقشة تقارير عن التلمذة الصناعية والمساواة بين الجنسين، والحماية الاجتماعية للعمال، وسبل تحقيق انتقال عادل نحو اقتصادات ومجتمعات مستدامة بيئيا للجميع.
ويشارك في المؤتمر سنويا رؤساء الدول والحكومات للدول الأعضاء، وتحضره المنظمات الدولية والحكومية وغيرها بصفة مراقب.
ويتألف وفد كل دولة عضو في المؤتمر من مندوبين من الحكومة، ومندوب عن أصحاب العمل، ومندوب عن العمال، بالإضافة إلى مستشاريهم.
ويتم اختيار مندوبي أصحاب العمل والعمال بالاتفاق مع المنظمات الوطنية الأكثر تمثيلا لأصحاب العمل والعمال.
ويحضر الدورة الحالية لمؤتمر العمل الدولي أكثر من 5 آلاف مشارك من رؤساء الدول والحكومات والوزراء المعنيين بالدول الأعضاء، وممثلي أصحاب العمل والعمال والمنظمات الدولية والحكومية والعمالية.
ويعقد مؤتمر العمل الدولي، أو ما يعرف باسم البرلمان الدولي للعمل، في جنيف سنويا لوضع السياسات العامة لمنظمة العمل الدولية.
ويقوم المؤتمر بوضع الاتفاقيات والتوصيات، ويتخذ قرارات بشأن السياسة العامة لمنظمة العمل الدولية وبرنامج العمل والميزانية وينتخب أيضا أعضاء مجلس الإدارة.
ويعتبر مؤتمر العمل الدولي أعلى سلطة اتخاذ قرار في منظمة العمل الدولية، ويوفر منصة فاعلة تستطيع من خلالها الحكومات ومنظمات أصحاب العمل والعمال في الدول الأعضاء عقد مناقشات ثلاثية حول القضايا الاجتماعية وقضايا العمل.