المقاومة تتوعد إسرائيل: أهلا بكم في الجحيم

قال الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامية أبو حمزة في كلمة مسجلة اليوم الأحد إن المقاومة ما تزال تخوض المعارك بكل ثبات ولم ينل من عزيمتها ما تقوم به إسرائيل، مؤكدا أنها أعدت جحيما لجنود الاحتلال الذين يتجهزون لاقتحام قطاع غزة.

وأكد المتحدث أبو حمزة أن المقاومة ما تزال تمطر قوات إسرائيل ومدنها بكثافة نارية عالية ومديات واسعة، قائلا إن هذا “هو ما دفع حكومة الاحتلال لمحاولات تهجير شعبنا الشجاع المقدام”.

ووجه أبو حمزة التحية لشعب فلسطين الذي قال إنه أعلن ثباته على أرضه في مواجهة محاولات تهجيره قسرا، وقدم الكثير من الدماء والجراح والصبر والاحتساب على طريق الحرية.

وأضاف “يا جماهير شعبنا العربي ويا أمتنا الإسلامية إن العدو الصهيوني قد بلغ ذروة الحقد والانتقام في قصفه لبيوتنا ومساجدنا ونسائنا وأطفالنا متجاوزا بذلك كل الأعراف الدينية والقانونية والإنسانية لكنه لم ينل من عزيمتنا شيئا وكان الرد عليه في القدس وجنين وجنوب لبنان”.

وأكد المتحدث أن مقاتلي المقاومة يسطرون يوميا أروع معاني الصمود والالتحام مع جيش الاحتلال، وقال “إن المقاومة ثابتة على موقفها أمام جرائم العدو وغطرسته، إذ ليس أمامها فيها سوى النصر”.

وتابع أبو حمزة “أما وقد هزمناكم في عقر كيانكم فما بالكم بنا وقد أتيتم إلينا بأقدامكم، فقد أعددنا لكم رجالا يحبون القتل في سبيل الله كما تحبون أنتم الحياة، فأهلا وسهلا بكم في رحاب الجحيم”.

وختم أبو حمزة كلمته بتحية الشعب الفلسطيني “الصابر الصامد المحتسب، والمقاومة الثابتة الباسلة الرابضة على الثغور وفي مرابض الصواريخ والدروع والمدفعية التي لا تزال تدك الحشود العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة”.

 

حماس تجهز لنا مصيدة استراتيجية

في غضون ذلك، قال رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق الجنرال احتياط داني يتوم إنه يجب تدمير مستشفى الشفاء في قطاع غزة، لأنه درع بشري لمواقع قيادة المقاومة الفلسطينية.

وأضاف يتوم خلال مقابلة على القناة الـ13 الإسرائيلية إن على إسرائيل تدمير المستشفى ومواصلة الحفر لأسفل بالقنابل.

وقال يتوم “لو كانت معلومات تل أبيب الاستخبارية صحيحة فإن ذلك سيمنحها القدرة على سحق قيادة المقاومة التي تقف وراء الحملة الرهيبة التي تشن حاليا، في إشارة لعملية طوفان الأقصى التي بدأتها فصائل المقاومة قبل نحو عشرة أيام”.

وتابع “يجب علينا النظر دائما باتجاه الشمال وأن نضع في الاعتبار أنهم جهزوا لنا مصيدة استراتيجية وليس مجرد مصائد تكتيكية.. عندما ندخل إلى غزة سيسحبوننا إلى هناك مع سبق الإصرار وعندها يمكنهم إصابة قوية جدا.. يجب التعامل مع هذا الأمر بالتخطيط السليم”.

وفي السياق، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن إجلاء من تبقوا داخل مستوطنة سديروت والبالغ عددهم نحو 7 آلاف إلى مناطق داخل إسرائيل سيتواصل اليوم، ونشرت وسائل الإعلام العبرية صور اشتعال النيران في منزل بالمستوطنة أصابه أحد صواريخ المقاومة.

كما نشر عضو الكنيست الإسرائيلي داني دانون مقطعا يعود للحظة سقوط صاروخ على سديروت خلال زيارته لها، حيث ظهر وهو يفر هاربا مع بدء التحذير من سقوط الصاروخ الذي كان يحلق فوق مكان تواجده.

 

حماس ليست قطة في قفص

ومع تزايد الحديث عن بدء عملية برية، أكد رئيس جهاز الموساد السابق يوسي كوهين، فقال للقناة الـ12 الإسرائيلية إنه لا يمكنه أبدا القول إن حماس مجرد “قطة صغيرة محبوسة في قفص” كما كان بعضهم يتصور من خلال تعامل الحكومة معها.

وأضاف كوهين “لم أقل أبدا إنها قطة صغيرة، وإنما هي منظمة إرهابية ومشبعة بمحفزات إسلامية متطرفة وقدرات أصبحنا نراها الآن بوضوح”، حسب وصفه.

كما قالت مايا شيؤون مديرة برنامج إسرائيل أوروبا بمعهد “ميتوفيم” للقناة الـ12 الإسرائيلية إن لدى إسرائيل حاليا اتجاها سياسيا يبدو معروفا، في حين لم يسمع أحد كلمة واحدة من الحكومة عن تحرير الأسرى.

وفي السياق، أكد ألموغ بوكير مراسل القناة الـ13 الإسرائيلية، في القطاع الجنوبي، أن هناك تقديرات بوجود عشرات المخربين (في إشارة إلى مقاتلي المقاومة) داخل إسرائيل (مستوطنات غلاف غزة) رغم مرور 8 أيام على الحملة التي يشنها جيش الاحتلال.

وبسؤاله عما إذا كان هؤلاء المقاتلون ما زالوا داخل المستوطنات منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، أم أنهم نجحوا في التسلل مجددا، قال إنه يعرف بوقوع علميتي تسلل وقعتا خلال العمليات، وكانتا في مستوطنة أشكلون، حيث تسلل المقاتلون غالبا عن طريق البحر.

وبحسب بوكير، فإن غالبية المقاتلين موجودون في المنطقة، وإنهم ربما بنوا معسكرات داخل الغلاف، مضيفا “ربما يخططون لعملياتهم القادمة؛ لأنك تراهم كل مرة في مكان مختلف سواء في جنوب الغلاف أو وسطه أو داخل القرى، كما يحدث تحديدا في زيكيم وأشكلون.

إلى جانب ذلك، فإن حماس -من وجهة نظر المراسل الإسرائيلي- قادرة على قصف منطقة المركز بمئات الصواريخ يوميا، وقد فعلت هذا بالفعل خلال اليوم واليوميين السابقين وهو ما شوهد في الرشقات الثقيلة التي خرجت من غزة.

أما يوسي يهوشوع، المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، قال إن مخطط حماس يقوم منذ البداية على إدارة السلاح كما هو الحال في كل مواجهة، وهذا ما فعلوه مدة 51 يوما خلال عملية الرصاص المصبوب.

ويعتقد يهوشوع أن لدى حماس اليوم ذخيرة أكثر ولمسافات أطول، وأنه لم يتفاجأ إذا قصفوا شمال إسرائيل بالصواريخ، مثل الجليل مثلا، لكنه قال إن هذه صواريخ ستكون طويلة المدى، وهذا يجعلها سهلة الاعتراض.

ورغم أنه دعا لعدم القلق من مثل هذه الصواريخ، فإنه أكد تخطيط المقاومة لعمليات الإطلاق وتنظيمها بحيث تستمر لفترة طويلة، مضيفا “إذا كانت حماس والجهاد الإسلامي قد بدأتا القتال بـ15 ألف صاروخ مثلا، فهذا يعني أنهما لا تملكان كثيرا من الصواريخ بعيدة المدى؛ وبالتالي سيتعاملون معها باقتصاد”.

وفيما يتعلق بأسرى إسرائيل المتواجدين في قبضة المقاومة، قالت ميراف غونين، وهي والدة إحدى المفقودات تدعى رومي، للقناة الـ13 الإسرائيلية “في كل مرة يتحدثون فيها عن تسوية غزة بالأرض وأنا أقول: جيد، لكن أين رومي؟ أين أوفير؟ أين الأولاد الآخرون؟ عندما تدكون غزة فماذا سيحدث هناك؟”.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/sf