سي إن إن: قطر “المفاوض الوحيد” القادر على الحل

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب) / أرشيف
رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الأميركي

أحدثت تصريحات رئيس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني،  الأربعاء، عن إعادة تقييم دور قطر في ملف الحرب على غزة، ردود فعل عالمية، تزامنا مع تصريحات غربية أكدت أن الدوحة “المفاوض الوحيد” القادر على الحل، وفق شبكة سي إن إن.

وقال رئيس الوزراء إن المفاوضات بشأن تبادل الأسرى وصلت إلى مرحلة حساسة ومتعثرة.

وتحدث عن رفض الدوحة إساءة استخدام الوساطة القطرية لتحقيق مصالح سياسية خاصة.

رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني

التطور اللافت في الموقف القطري جاء بعد دعوة عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطي، عن ولاية مريلاند، ستيني هوير، لإعادة تقييم العلاقات مع قطر في حال لم تضغط على حركة حماس من أجل القبول بصفقة التبادل، وهي تصريحات وصفتها سفارة الدوحة في واشنطن بأنها “مخيبة للآمال وغير بنّاءة”.

وأشار مشرعون أميركيون على مدى الأسابيع الماضية إلى أن قطر تدعم حماس، وهو اتهام تنفيه الدوحة، بحسب تقرير لرويترز.

عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطي، عن ولاية مريلاند، ستيني هوير

وأكد رئيس الوزراء أن الوسيط لا يمكنه فرض حلول على طرفي الصراع الأساسيين وأن دوره ينحصر في تقديم مقترحات وحلول لتفكيك الخلافات والمضي نحو اتفاق.

وفي أول تعليق لها قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن “قطر من وجهة نظرنا وسيط لا غنى عنه عندما يتعلق الأمر بالصراع الحالي في غزة”.

امتنان أمريكي

وسبق لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن قال: “قطر بالنسبة للولايات المتحدة شريك أساسي وممتنون لهذه الشراكة”

من جهتها نقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، الخميس، عن محللين سياسيين قولهم إن “دولة قطر هي المفاوض الوحيد القادر على التوصل لاتفاق بسبب علاقاتها مع حماس وتحالفها مع الولايات المتحدة”.

ألون بنكاس، الكاتب في عبرية هآرتس

وعلق الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، ألون بنكاس، الكاتب في عبرية هآرتس على الأمر قائلا: “قطر جزء من الحل لحرب غزة وليست المشكلة”.
وأضاف في تحليل موسع: “في ما يبدو أنه جهد منسق، ألقت ثلاث هجمات منفصلة شنها مشرعون أمريكيون باللوم على قطر في عدم إحراز تقدم في محادثات الرهائن ووقف مؤقت لإطلاق النار في غزة. لكن هذا تقييم غير عادل بشكل صارخ، حتى لو كان مناسبا لبنيامين نتنياهو”.

ونقلت “سي إن إ” عن آنا جاكوبس، المحللة السياسية في شؤون الخليج بمجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل، قولها  إن الدوحة “ستحاول التوسط وتقديم المساعدة وفق الفرص الممكنة.. ولكنها قلقة من انتقادات موجهة من مشرعين أميركيين”.

وخلصت الشبكة الأمريكية أنه “من غير المرجح أن تنهي قطر دور الوساطة الذي تقوم به”.

سمو الأمير ووزير الخارجية الأمريكي

نتنياهو يعرقل

وجاء الموقف القطري الجديد، بعد شهور من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض وزراء حكومته المتطرفين، عرقلة المفاوضات بتوجيه اتهامات لقطر، ومطالبتها بالضغط على حركة حماس من أجل القبول بشروط تل أبيب في صفقة التبادل المتعثرة.

موقف نتنياهو من صفقة التبادل كان واضحا، وتحدثت عنه وسائل إعلام عبرية وعالمية، وأكدته حماس في أكثر من بيان متهمة إياه بمحاولة إطالة أمد الحرب تحت مظلة المفاوضات.

ففي أواخر يناير الماضي، قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إن نتنياهو يحاول تحميل دولة قطر مسؤولية ما يجب أن يتحمله هو، وإنه تعمد تسريب بعض الأمور لعرقلة صفقة تبادل الأسرى المحتملة.

وسبق أن حذر رئيس جهاز الموساد السابق يوسي كوهين من هذه الطريقة في التعامل مع الوساطة القطرية وقال إن الدوحة هي البلد الوحيد في العالم القادر على التوصل لاتفاق مع حماس في الوقت الراهن.

ومع ذلك، واصل نتنياهو عرقلة المفاوضات، كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، وقالت في 19 مارس أنه قلّص صلاحيات وفد التفاوض الإسرائيلي بما لا يمنحه أي قدرة على التوصل لاتفاق.

وبالفعل، هدد عضو فريق التفاوض الجنرال نيتسان ألون بعدم السفر إلى مفاوضات باريس بسبب التغييرات التي أجراها نتنياهو على صلاحيات الفريق، وقال إن المباحثات لن تكون ذات جدوى.

ومع وصول مفاوضات تبادل الأسرى لمرحلة حساسة ومعقدة ومواصلة بعض الأطراف إساءة استخدام الوساطة القطرية لعمل دعاية انتخابية، قررت قطر إعادة تقييم وساطتها ومواقف الأطراف منها، حسب رئيس الوزراء.

وقال رئيس الوزراء إن المنطقة تعيش وضعا معقدا، وأكد أن قطر لم تعد تعرف أي الأطراف يريد احتواء خطر الحرب الشاملة وأيها يحاول احتواءه، مؤكدا أن الدوحة ستتخذ القرار الصحيح بشأن وساطتها وفي التوقيت الصحيح.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2a9