قالت مديرة برنامج الغذاء العالمي، سيندي ماكين، إن شمال قطاع غزة يشهد “مجاعة شاملة“، مؤكدة أن هذه المجاعة تتجه نحو الجنوب.
وأكدت ماكين في مقتطفات من مقابلة ستذاع اليوم الأحد من مقابلة مع برنامج “Meet the Press”، أن المجاعة تنتشر في أنحاء القطاع بعد سبعة أشهر من الحرب.
وماكين هي ثاني شخصية أمريكية رفيعة المستوى تقود جهود المساعدات وتقول إن هناك مجاعة في شمال غزة.
وقالت ماكين: “هناك مجاعة، مجاعة كاملة في الشمال، وهي تتجه نحو الجنوب”، مؤكدة أن ما تقوله هو الواقع.
وكانت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور أول مسؤول أمريكي يقول إن هناك مجاعة في غزة خلال هذه الحرب.
وتم تعيين ماكين سفيرة للولايات المتحدة لدى وكالات الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في عام 2021 وأصبحت رئيسة لبرنامج الأغذية العالمي_ وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة_ العام الماضي.
ولم توضح ماكين سبب عدم صدور إعلان رسمي عن المجاعة في القطاع، لكنها قالت إن تقييمها “يستند إلى ما رأيناه وما شهدناه على الأرض”.
مشهد مرعب
وأضافت: “إنه رعب.. من الصعب جدا أن ننظر إليه، ومن الصعب جدا أن نسمعه أيضا. آمل أن نتمكن من التوصل إلى وقف لإطلاق النار والبدء في إطعام هؤلاء الناس، وخاصة في الشمال، بطريقة أسرع بكثير”.
لقد عانت غزة مما وصفه الخبراء بأزمة جوع حادة من صنع الإنسان نتيجة للقصف الإسرائيلي حيث القيود التي وضعتها تل أبيب على إيصال المساعدات إلى القطاع صعبة للغاية.
وزادت كمية المساعدات التي تدخل غزة في الآونة الأخيرة، لكن جماعات الإغاثة تقول إنها غير كافية على الإطلاق.
وخلال الأسابيع القليلة الأولى من الحرب، حافظت إسرائيل على ما أسمته “الحصار الكامل” على غزة، حيث قال وزير الجيش يوآف غالانت إنه “لن يُسمح بدخول الكهرباء ولا الطعام ولا الماء ولا الوقود إلى القطاع”.
كما دمر الجيش الإسرائيلي ميناء غزة، وقيّد الصيد وقصف العديد من مزارع القطاع.
وفي نهاية المطاف، خففت إسرائيل هذا الحصار، لكنها قامت بعملية تفتيش دقيقة تقول إنها ضرورية لضمان عدم وصول الإمدادات إلى أيدي حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقالت جماعات الإغاثة والدبلوماسيون الأجانب إن عمليات التفتيش تخلق اختناقات للمساعدات، واتهموا إسرائيل بالقيام بها لمنع المساعدات لأسباب واهية، بما في ذلك مرشحات المياه والمصابيح الشمسية والأطقم الطبية التي تحتوي على مقصات.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك في بيان الشهر الماضي، إن سياسات إسرائيل فيما يتعلق بالمساعدات في غزة يمكن أن ترقى إلى مستوى جريمة حرب.
وواجهت إسرائيل ضغوطا متزايدة في الأسابيع الأخيرة للسماح بدخول المساعدات إلى غزة بعد أن قتل جيشها سبعة عمال إغاثة دوليين من المطبخ المركزي العالمي في غارة جوية.
والشهر الماضي، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، من مجاعة تُحكم قبضتها على أنحاء قطاع غزة يتسبب فيها الإنسان، متهما إسرائيل بعرقلة إدخال كل المساعدات الإنسانية والسعي لتصفية أنشطة الوكالة في غزة.
وقال لازاريني، أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس “تجري حملة ماكرة لإنهاء أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين”.
كما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن الأجساد الممزقة والحياة المحطمة لأطفال غزة “هي شهادة على الوحشية التي تفرض عليهم”.
وشددت المتحدثة باسم اليونيسف تيس إنغرام ، في تصريحات صحفية على أنه “مع مقتل أو إصابة طفل كل عشر دقائق، فإن السبيل الوحيد لوقف قتل وتشويه الأطفال هو الوقف الفوري لإطلاق النار”.
وأشارت تيس إلى أن الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، والتي وثقت إصابة مايزيد عن 12 ألف طفل، هي بالتأكيد أقل من الواقع بكثير.
ونهاية فبراير، أطلقت دولة قطر وفرنسا، على هامش الزيارة التي أجراها سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، إلى باريس، مبادرة للتعاون في مجال المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماجد الأنصاري في مارس الماضي، دعم دولة قطر لفكرة الميناء البحري الذي تقيمه الولايات المتحدة لإيصال المساعدات، لكنه قال إنه ليس بديلا للممرات البرية التي تطالب الدوحة بفتحها.
أضف تعليقا