الدوحة.. قبلة إقليمية وعالمية للسياحة العلاجية

تطور كبير شهده قطاع السياحة العلاجية في قطر خلال الأعوام الماضية، والتي تعد جزءا لا يتجرأ من استراتيجية التنويع الاقتصادي للدولة، فضلا عن مساهمتها بشكل مباشر في تعزيز البيئة الاستثمارية في الدولة.

وتشهد قطر حاليا نهضة كبيرة في القطاع الصحي، مما يعزز قدرتها على المنافسة عالميا في قطاع السياحة العلاجية التي تعدُّ واحدة من أهم أنواع السياحة في العالم.

وسلجت الدوحة تقدما ملحوظا في جودة الرعاية الطبية وزيادة الطاقة الاستيعابية، مدعومة بتوسع البنية التحتية وإنشاء مستشفيات ومراكز طبية متخصص على مستوى المنطقة.

وتحظى السياحة العلاجية في دولة قطر بأهمية بالغة، لما تتمتع به الدولة من بنى تحتية متطورة تلبي الخدمات الصحية والسياحية من جهة، وتطلعات الزوار والمرضى في تلقي خدمات لامثيل لها من جهة أخرى.

مستشفى سبيتار

ومن أبرز الوجهات للسياحة العلاجية في قطر جاء مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والمعتمد من الإتحاد الدولي لكرة القدم( فيفا) واللجنة الأولمبية الدولية.

ويعتبر مستشفى سبيتار مركز الأبحاث الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يتمتع باعتماد اللجنة الأولمبية الدولية، بالإضافة إلى أنه يعتبر واحد من بين مركزين طبيين آسيويين، ضمن 11 مركزا بحثيا.

وقد تلقى العديد من الرياضيين العالميين العلاج  في مستشفى سبيتار لثقتهم وكفاءته بتقديم الخدمات.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebqa)

حمد الطبية

وتعتبر مؤسسة حمد الطبية واحدة من أهم المؤسسات الطبية في قطر التي رسخت مكانتها إقليميا، من خلال إدارتها لـ12 مستشفى في قطر.

وحققت المؤسسة عددا من الإنجازات والقفزات النوعية وكان آخرها ما اعتبر أنه الاول من نوعه في قطر، حيث تم اجراء عمليتين معقدتين في جراحة التجميل والعظام، من خلال  بناء عظام الفخذ وإنقاذ الأطراف من التعرض للبتر.

واعتمدت المؤسسة في إجراء هاتين العملتين على تقنية “كابا- ماسكيلية” التي أثبتت قدرتها على ترميم العظام الطويلة التي تعرضت لفقدان وتفتت جزء كبير من العظم نتيجة حادث أو أورام سرطانية.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebqa)

جوائز عديدة

وقد احتل النظام الصحي في قطر المرتبة الأولى على مستوى المنطقة و الشرق الأوسط، مما يعكس جودة الرعاية المقدمة للمرضى على مستوى المنظومة الصحية مدعوما بانشاء العديد من المراكز والصروح الحديثة.

وفي أكتوبر الماضي، حصلت المؤسسة على جوائز عديدة في المنتدى العالمي للرعاية المرتكزة على الفرد، وأبرزها اعتماد المعيار الذهبي برتبة الامتياز لقطاع القيادة والإبتكار في الرعاية المرتكزة على الفردمن قبل منظمة بلانتري.

ويعتبر مركز الرعاية الطبية اليومية في مؤسسة حمد الطبية واحدا من أبرز مرافق الرعاية التابعة له، إلى جانب مركز الأمراض الانتقالية، وخدمات الرعاية الصحية المنزلية، وخدمات التمريض الخاصة، ومركز الرعاية المتخصصة دعم.

وبعد حصوله على الاعتماد أصبح مركز الرعاية الصحية اليومية  في المركز الأول على مستوى المنطقة، والخامس على مستوى العالم.

المستشفى الكوبي

ومن بين المشاريع الحديثة، يوجد المستشفى الكوبي التابع لمؤسسة حمد الطبية، الذي افتتح في عام 2012 ويضم فريقا طبيا كوبيا عالي التدريب تلبية لخدمات الرعايا الصحية، واحتياجاتها المتزايدة في ظل النمو السكاني لمنطقة دخان وما حولها.

ويقدم المستشفى الخدمات المتخصصة التي تشمل الخدمات الطبية وخدمات الصحة المساعدة والتمريض وخدمات الجراحة، ويندرج تحت هذه التقسيمات تخصصات الحساسية وأمراض القلب والأمراض الجلدية والغدد الصماء وأمراض الجهاز الهضمي والطب العام وأمراض الدم وعلم الأعصاب وطب الأطفال والعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل.

المستشفى التركي

كذلك يعتبر المستشفى التركي الأول من نوعه خارج تركيا، حيث تم تجهيزه وفقا للمواصفات العالمية، مما يساهم في تقديم خدمات طبية متميزة.

ويضم المستشفى، المملوك للقطاع الخاص، والذي أقيم بشراكة قطرية-تركية، كافة الاختصاصات الطبية ويحتوي على 100 سرير و5 غرف عمليات متطورة، و24 عيادة متنوعة، وقسم للولادة، ووحدات عناية مركزة متطورة، وقسم طوارئ يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

أول منتجع صحي

ويحظى “منتجع زلال الصحي” بأهمية بالغة كونه أول منتجع صحي متكامل في البلاد، والأكبر في الشرق الأوسط، إذ يقدم خدمات تعتمد على مبادئ الطب العربي التقليدي والإسلامي.

وطورت مشيرب العقارية المنتجع، وافتتح بشكل رسمي في عام 2022، ليوفر بيئة مريحة تجمع بين التراث والقيم القطرية، ويبني على أصول الفلسفة القديمة التي تسهم في استعادة توازن الجسم ورعايته بالطرق المثلى.

ويتميز المنتجع بموقع يكسبه الخصوصية والهدوء والبيئة المثالية للراحة والاستجمام ، حيث يقع على الساحل في أقصى شمال البلاد، محاطا بالخليج العربي.

وبوصفه مقصدا للاستجمام والعلاج، اعتمد المنتجع على المنتجات الخشبية بنسبة تصل إلى 50%، بالإضافة إلى استخدام مواد مدورة بنسبة 20%، و منتجات قابلة للتحلل ما يعكس التزامه بالحفاظ على البيئة ومواردها.

ويلبي المنتجع خدمة الزبائن، فيتم استقبال العائلات في قسم “زلال ديسكفري” والذي يوفر 120غرفة، أما الزوار من 16 سنة فما فوق يتم استقبالهم في قسم” زلال سيرينيتي” والذي يوفر 60 غرفة وجناح لتوفير الراحة والاسترخاء.

كما يضم المنتجع قسم متخصص بالعلاج الطبيعي، وقسم لتعزيز الصحة البدني، وقسما آخر للعلاج بالأعشاب، بالإضافة إلى قسم العلاج التجميلي.

ويمكن للزوار أن يجدوا في المنتجع مجموعة منوعة من الأعشاب التي جاء ذكرها في كتاب” القانون في الطب” بغرض التداوي.

كما يزور المنتجع الكثير من الزوار من داخل البلاد وخارجها، وذاع صيته بفعل الخدمات المقدمة فيه، وقد وقع اختيار المنتخب الألماني على منتجع زلال للإقامة فيه خلال بطولة كأس العالم 2022، ما يؤكد جودة خدمات المقدمة.

أما منتجع ريتز كارلتون يشبه بتصميمه القرية القطرية التقليدية، مما يضفي على التجربة جوا فريدا وأصالة محلية، ويقدم المنتجع تجربة عافية شاملة تجمع بين الممارسات الآسيوية والعربية والأوروبية، ويوفر المنتجع الصحي فرصة للاستمتاع بأفضل العلاجات المحلية في جو من الفخامة والاسترخاء.

يُعتبر منتجع وسبا المسيلة، الذي يُديره كوليكشن الفاخرة، الأول من نوعه في الدوحة، وهو مكان رائع للاسترخاء والاستمتاع بتجربة فاخرة، ويتميز المنتجع بمحيطه القصري الخاص، ويضم مركز صحي مُجهز بأحدث التقنيات والمرافق الحرارية المائية.

وبالإضافة إلى ذلك، يُمكنك التمتع بتجربة فريدة من نوعها في المطاعم والصالات التي يُديرها الشيف التنفيذي الحائز على نجمة ميشلان، بينو لافارا، حيث يُقدم لك تجارب طهو استثنائية.

الجدير بالذكر أن السياحة العلاجية تعدُّ مصدر دخل اقتصادي كبير، وحسب أرقام منظمة الصحة العالمية فإن حوالي 108 ملايين شخصا يسافرون سنويا للبحث عن السياحة العلاجية.

ويقدر حجم السياحة الطبية بنحو 84 مليار و920 مليون دولار في 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 239 مليار و370 مليون دولار بحلول 2029 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 23%.

الاستراتيجية الوطنية

وتهدف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة إلى مواصلة الجاهزية لمواجهة التحديات والانتقال بدولة قطر إلى مصاف الدول المتقدمة بحلول عام 2030 ، من خلال:

•      نمو اقتصادي مستدام

•     الاستدامة المالية

•       قوى عاملة جاهزة للمستقبل

•        مجتمع متماسك

•       حياة عالية الجودة

•         الاستدامة البيئية

•  مؤسسات حكومية متميزة