الخليفي يجري مباحثات مع مسؤولي حكومة طالبان

جانب من اجتماع الخليفي مع مسؤولي طالبان في كابل

عقد وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، اليوم الخميس، اجتماعا مع عدد من مسؤولي حكومة تصريف الأعمال في العاصمة الأفغانية كابول، بحث خلاله آخر التطورات في أفغانستان لا سيما في المجالات السياسية والإنسانية والإنمائية والأمنية.

وتحاول قطر كسر العزلة الدولية المفروضة على أفغانستان بسبب الخلافات الكبيرة في وجهات النظر بين حكومة طالبان والعديد من الدول.

وسارعت قطر إلى إنشاء جسور جوية لنقل عشرات الآلاف من الأشخاص الأفغان والرعايا الأجانب عبر الدوحة وتأمين استضافتهم، بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم قبل 3 سنوات.

كما وفرت فرص تعليم خاصة للفتيات الأفغانيات، والعمل على إعادة تأهيل المطار في كابول لتسهيل تحرك الأشخاص والمساعدات الإنسانية.

 

مساعدات قطرية لكابل

والأسبوع الماضي، أرسلت قطر طائرتي مساعدات لدعم المتضريين من الفيضانات التي ضربت البلاد.

وقالت وزارة الخارجية إن هذه المساعدات تأتي في إطار الدعم المستمر من دولة قطر لأفغانستان، وتعكس التزامها الثابت بتقديم العون للمتضررين من الكوارث والأزمات في العالم، حيث تستمر في مساندة المتضررين من الفيضانات.

وأكدت وزارة الخارجية، تضامن دولة قطر الكامل مع أفغانستان في مواجهة الدمار الذي خلفته الفيضانات التي ضربت إقليم بغلان شمالي البلاد وأوقعت قتلى وجرحى.

وقالت في بيان لها إن الدوحة مستعدة للتعاون مع الجهات المختصة في أفغانستان من أجل تقديم كل ما من شأنه مساعدة البلاد على تجاوز هذه الأزمة.

وغادر فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي “لخويا”، إلى أفغانستان لتقييم الوضع هناك وتقديم مساعدات عاجلة لمواجهة آثار وتداعيات الفيضانات والسيول، وذلك تنفيذا لتوجيهات سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وقدمت قطر العديد من المساعدات إلى أفغانستان لمواجهة الفيضانات التي ضربت البلاد في أعوام ماضية.

وتعاون صندوق قطر للتنمية ومؤسسة التعليم فوق الجميع مع وزارة تطوير التعليم الأفغانية لدعم 30 ألفا من الشباب والفتيات غير الملتحقين بالمدارس الابتدائية، ووقع اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية لدعم توفير خدمات صحية أساسية في 11 مقاطعة في أفغانستان.

كما استضافت الدوحة في مارس 2023 اجتماع طاولة مستديرة جمعت وفودا من وزارة الصحة في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، بهدف تنسيق الجهود لمناقشة الوضع الصحي في أفغانستان.

 

محاولات كسر عزلة أفغانستان

وتواجه الحكومة الأفغانية أزمة مالية بسبب العزلة التي تفرضها الولايات المتحدة ودول الغرب على البلد منذ عودة حركة طالبان للحكم في أغسطس 2021.

وفي مايو من العام الماضي، التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزعيم الحركة الملا هيبة الله آخوند زاده، وبحث معه أمورا مهمة من بينها ضرورة إنهاء الحظر الذي فرضته الحركة على تعليم الفتيات وتوظيف النساء، فضلا عن “مكافحة الإرهاب”.

وكان الشيخ محمد بن عبد الرحمن أول مسؤول دولي يلتقي زعيم طالبان الذي يعيش تحت مظلة كبيرة من السرية.

وتقود الولايات المتحدة حملة لتشديد العزلة على طالبان بما في ذلك تجميد أصول البنك المركزي الأفغاني وفرض قيود صارمة على حركة التجارة من وإلى أفغانستان، لكنها في الوقت نفسه حاولت التفاوض خلال العامين الماضيين.

ولم تسفر المفاوضات السابقة عن تحقيق أي تقدم على طريق حل الخلافات، ولا تزال قطر ترفض الاعتراف بشرعية طالبان حتى اللحظة شأنها شأن غالبية دول العالم.

في الوقت نفسه تواصل الدوحة دعم الأفغان إنسانيا وتبقي باب الحوار مع السلطة الحاكمة مفتوحا؛ وقد حذرت مرارا من أن إغلاق هذا الباب يزيد احتمالات وقوع البلد في الفوضى مجددا، ويجنج بها نحو التطرف.

وفي العديد من التصريحات السابقة، طالب الشيخ محمد بن عبد الرحمن بفصل المساعدات الإنسانية عن الخلافات السياسية، وحذر من سقوط أفعانستان في الفوضى، وقال إن هذا الأمر سينعكس سلبا على المنطقة كلها.

وقد أكد خلال حوار مع “فاينانشال تايمز” الأمريكية في مايو 2022، على ضرورة إيجاد خارطة طريق واضحة بشأن أفغانستان، وقال إن هذا “هو السبيل الوحيد للمضي قدما في حل الأزمة لأنه سيضع كافة الأطراف أمام مسؤوليتها”.

ودعا الشيخ محمد بن عبد الرحمن المجتمع الدولي للانخراط في إعادة ترميم الاقتصاد الأفغاني وبناء قدرات الحكومة لتعزيز النمو وتقليص البطالة، وشدد على ضرورة أن تعمل طالبان مع جميع الأفغان لخلق سلام مستدام.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2l6