الحرس الثوري يحتجز سفينة إسرائيلية في مضيق هرمز ويقتادها إلى إيران

طائرة إيرانية تهبط فوق السفينة المحتجزة

احتجزت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني سفينة بالقرب من مضيق هرمز يوم السبت وحولت مسارها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل.

ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) لقطات تظهر شخصا ينزل من طائرة هليكوبتر ليصعد على متن السفينة التي كانت ترفع العلم البرتغالي وهي تتبع شركة “زودياك” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر.

وأكدت شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (MSC)، أن سفينة “أم أس سي أير” (MSC Aries) احتجزت من قبل السلطات الإيرانية عبر مروحية” أثناء مرورها بمضيق هرمز وتم تحويلها نحو إيران.

وقال رئيس الاتصالات العاملية في الشركة جايلز ريد، إن السفينة تضم طاقما مكونا من 25 فردا، مؤكدا أن الشركة “تعمل بشكل وثيق مع السلطات المعنية لضمان سلامتهم وعودتهم الآمنة للسفينة”.

كما قالت شركة السلامة البحرية البريطانية “أمبري إن زودياك ماريتايم” إن السفنية “واجهت أعمالا عدائية إيرانية في الماضي بسبب ملكيتها الإسرائيلية”.

وأضافت في مذكرتها الاستشارية: “نُصحت شركات الشحن المملوكة لإسرائيل بإعادة النظر في عبور مضيق هرمز”، مشيرة إلى أن السفينة كانت في طريقها من الإمارات العربية المتحدة إلى الهند.

 

توتر متزايد

وجاءت أنباء السفينة المحتجزة بعد أن بدأت الولايات المتحدة في إرسال المزيد من الطائرات الحربية والسفن إلى الشرق الأوسط، استعدادا لهجوم إيراني محتمل ضد إسرائيل، ردا على استهداف قنصلية طهران في دمشق قبل أيام.

وكانت المنطقة في حالة تأهب تحسبا لوعد طهران بالرد على الغارة التي أسفرت عن مقتل عدد من المسؤولين بينهم القائد الكبير في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي.

وأصدرت السفارة الأمريكية في إسرائيل تنبيها أمنيا يقيد حركة الموظفين الحكوميين وعائلاتهم، حيث تحذر الحكومات في جميع أنحاء العالم، من فرنسا إلى الهند، مواطنيها من السفر إلى إسرائيل أو إيران.

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها علنا عن هجوم الأول من أبريل في دمشق، لكن “واشنطن بوست” ذكرت أن مسؤولي البنتاغون كانوا محبطين لأن إسرائيل لم تخطر واشنطن، أكبر داعم لها، بالضربة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين يوم الجمعة إنه يتوقع وقوع هجوم على إسرائيل “عاجلا وليس آجلا”. وعندما سئل عن رسالته إلى إيران، أجاب: “عليها ألا تفعل”.

وتعكس هذه الخطوة لتعزيز الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط قلق إدارة بايدن من أن دعمها للحرب الإسرائيلية في غزة يمكن أن يؤدي إلى اتساع دائرة الصراع في المنطقة.

وتعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن إسرائيل سوف “تندم” على غارة دمشق، التي قالت طهران إنها كانت وقحة بشكل خاص لأنها أصابت مجمعا دبلوماسيا.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه “مستعد لجميع السيناريوهات” وحذر إيران من أنه سيرد في حالة حدوث المزيد من التصعيد.

وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري يوم السبت إن “إسرائيل في حالة تأهب قصوى”، مضيفا “لقد قمنا بزيادة استعدادنا لحماية إسرائيل من أي عدوان إيراني آخر”.

 

تنسيق أمريكي إسرائيلي

وقال مسؤولون إسرائيليون إن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا مدد إقامته في إسرائيل ليوم آخر، لبحث الرد الإيراني المحتمل.

ووصل كوريلا إلى تل أبيب يوم الخميس لتنسيق الجهود العسكرية الأمريكية الإسرائيلية قبل أي هجوم محتمل من قبل إيران ووكلائها.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي لموقع أكسيوس إن الولايات المتحدة تنقل قوات إضافية إلى المنطقة لتعزيز جهود الردع الإقليمية وزيادة حماية القوة للقوات الأمريكية.

وطلبت إدارة بايدن من إسرائيل في الأيام الأخيرة إخطار الولايات المتحدة والتشاور معها مسبقا بشأن أي انتقام إسرائيلي ضد إيران.

وهدد المسؤولون الإيرانيون علنا بالانتقام من إسرائيل بسبب الهجوم الذي يعتبر إعلان حرب وفق القانون الدولي.

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم لكن مسؤولين أمريكيين أبلغوا صحفا بأنها هي من نفذت العملية.

واجتمع الجنرال كوريلا مع وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين. وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يستعدون لهجوم مباشر غير مسبوق محتمل من الأراضي الإيرانية.

وتوقع المسؤولون أن يتم الهجوم باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز ضد أهداف إسرائيلية، وقالوا إن إسرائيل سترد بهجوم مباشر على إيران في حال تعرضها لأي هجوم.

بدوره، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن تحدث مع غالانت يوم الأربعاء و”أكد دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل وأوضح أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل ضد أي تهديدات من إيران ووكلائها”.

كما قال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة ما إذا كان بإمكانها المساعدة في الحد من الرد الإيراني من خلال إرسال رسائل تحذير خاصة وعامة إلى الإيرانيين وإبراز قوتها في المنطقة.

وأضاف أن إسرائيل والولايات المتحدة نسقتا أيضا في الأيام الأخيرة بشأن الدفاع الجوي والصاروخي المشترك في المنطقة قبل هجوم إيراني محتمل.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر والعراق تحدثوا يوم الأربعاء هاتفيا مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وناقشوا التوترات الإقليمية.

وقال مصدر مطلع إن وزراء الخارجية العرب تحدثوا مع نظيرهم الإيراني بعد أن تلقوا اتصالات من مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، الذي طلب منهم نقل رسالة إلى إيران بشأن ضرورة تهدئة الوضع.

ونقلت “CNN” عن مسؤولين أن واشنطن وطهران تبادلتا الرسائل بشكل متواصل هذا الأسبوع، وأن الإيرانيين حذورا الأمريكيين من تقديم الدعم لإسرائيل.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/28c