فرضت المقاومة الفلسطينية بهجومها المباغت فجر السبت على مستوطنات غلاف غزة، أجندتها على المشهد العسكري والسياسي.
عدوان شرس ومقاومة لا تلين
وتمكنت حركة حماس من بعثرة الأوراق على جميع الصعد، وحولت طوفان الأقصى إلى تسونامي، لا أحد يعرف متى ينتهي في ظل عدوان شرس ومقاومة لا تلين.
7 أكتوبر عار على إسرائيل
ولتجلية صورة الوضع داخل كيان الاحتلال، نستعرض مقالا نشرته صحيفة هآرتس العبرية بعنوان “7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على إسرائيل”، كتبه الدبلوماسي الإسرائيلي ألون بينكاس.
هجوم حماس مهين ومميت
وأضاف: “لا يمكنك المبالغة في تقدير حجم وقوة موجات الصدمة المدوية لهجوم السبت على إسرائيل. هذا هو يوم الغفران عام 1973 مرة أخرى.. لقد أرعب الهجوم بلداً بأكمله وكان مهيناً بقدر ما كان مميتاً”.
ونشرت ذات الصحيفة مقالاً بعنوان “السيناريو الكابوس: انتصار حماس فشل إسرائيلي على نطاق هائل”، للمحلل السياسي أموس هاريل.
واعتقد الكاتب أنه لم تكن هناك معلومات استخباراتية عن الهجوم الصادم، الذي وقع يوم السبت من قطاع غزة، ولكن كانت هناك مؤشرات أولية.
على حين غرة
أما صحيفة يديعوت أحرونوت فنشرت مقالا بعنوان “فشل ذريع لإسرائيل حين تسلل مسلحو حماس وأخذوها على حين غرة”، للمحلل السياسي، ديفيد هوروفيتز.
انتصار حماس سيبقى خالدا
ولخص الكاتب ما جرى بالقول: “لقد انتصرت حماس في معركة نفسية كبرى أيضاً، وستبقى ذكراها خالدة إلى الأبد”.
مشادات الكابيبنت
عجزت حكومة الاحتلال على الرد الفوري على الهجوم، واستغرقت ساعات طويلة حتى اجتمع مجلس وزرائها المصغر “الكابينت”، ليقرر خطة “دفاع” وسط مشادات كلامية وصراخ ومعايرة من الوزن الثقيل بين المجتمعين، وكل وزير يحاول الدفاع عن خيبة أمله في مواجهة صواريخ المقاومة والإنزالات الجوية غير المسبوقة.
فيما لجأ رئيس الحكومة إلى التهديد والوعيد وإعلان “حالة الحرب”، بعد أن صرح أحد وزرائه أنه “لا يوجد هنا شعب فلسطيني”. ليفاجأوا بشعب الجبارين ومقاوميه من أرضهم المحتلة.في كل مكان
فشل استخباراتي
وقالت “معاريف” العبرية إن حكومة تل أبيب فوجئت بالهجوم الذي شنته حركة حماس صباح السبت، واصفة ما جرى بـ”فشل استخباراتي خطير”.
مفاجأة كاملة الأركان
وتابعت: “من المهم في هذه المرحلة إعداد الجمهور لحقيقة أن الأمر سيكون صعبا وطويلا ومؤلما. إن الجيش لم يقم بمهمته في حماية مواطنيه، وهذا فشل كبير سيتم مناقشته والتحقيق فيه”.
وأمام قهر “الجيش الذي لا يقهر” دعا رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، المعارضة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني “فورا”.
جاء ذلك في كلمة متلفزة، وقال “أرادت حماس الحرب وستحصل عليها، وما سيحدث لها سيتردد صداه لأجيال”، على حد قوله.
وتابع: “أيام قاسية في انتظارنا ومصرون على الانتصار”.
ودعا نتنياهو في كلمته زعماء المعارضة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني على الفور، على غرار حكومة مناحيم بيغن التي شكلت خلال حرب 5 حزيران 1967).
نتنياهو يستنجد
واعترف نتنياهو بطلب النجدة من واشنطن وأنه على خط ساخن مع البيت الأبيض.
وأضاف: “أنا على اتصال مستمر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وأود أن أشكر التزام الولايات المتحدة قولا وفعلا من أجل أمن إسرائيل”.
حاملة طائرات لانقاذ الاحتلال
وأردف نتنياهو: “هناك حاملة طائرات أمريكية من أكبر الحاملات في العالم في طريقها إلينا”.
والأحد، أوعز وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إلى حاملة الطائرات الهجومية “فورد” بالإبحار إلى الشرق المتوسط لتكون مستعدة لمساعدة الاحتلال بعد الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية.
استدعاء 360 ألف جندي احتياط
وقالت إذاعة الإحتلال الرسمية إن مجلس الوزراء صادق على طلب وزير الدفاع لتجنيد 360 ألف جندي من قوات الاحتياط.
وتعد قوات الاحتياط في جيش الاحتلال العمود الفقري في أوقات الطوارئ التي تعيشها أغلب الوقت، وتكلف بتنفيذ مختلف المهام الأمنية والعسكرية.
وما زالت الحرب متواصلة .. والدبلوماسية الدولية تتحرك بشكل لم غير معهود، ومعظم العالم الغربي يسعى لحفظ ماء وجهه وإنقاذ طفلهم المدلل “إسرائيل”.
أضف تعليقا