الاحتلال يعاود الهجوم على خان يونس بعد فشله في تحقيق أهدافه برفح

آلاف المدنيين بدأوا نزوحا جديدا من خان يونس بسبب قصف الاحتلال

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تهجير الفلسطينيين من بعض مناطق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة فيما يشير إلى احتمال شن هجوم واسع على ثاني أكبر مدن الجنوب.

ووجه جيش الاحتلال أمس الاثنين أوامر إخلاء للمدنيين في 10 أحياء بخان يونس وطلب منهم التوجه إلى ما يسميها “مناطق إنسانية”.

وسبق أن نفذ جيش الاحتلال عملية برية أدت لدمار واسع في المدينة لكنه انسحب منها في أبريل دون تحقيق أي نتائج بعد تعرضه لضربات قاسية من جانب المقاومة.

وكانت حكومة الاحتلال تقول إن قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبعض الأسرى الإسرائيليين يتواجدون في المدينة لكنها لم تتمكن من الوصول إلى أي منهما.

أعداد كبيرة من المدنيين بدأت النزوح من شرق خان يونس

وبعد خان يونس، بدأ جيش الاحتلال عملية في مدينة رفح الجنوبية وهي العملية التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها ستكون عنوان النصر المطلق على حماس، وهو ما لم يتحقق بعد مرور شهرين على العملية.

وأحدث جيش الاحتلال دمارا كبيرا في رفح وقتل مئات المدنيين في استهدافات مباشرة لخيامهم كما أحرق معبر رفع البري الذي كان يستخدم لإدخال المساعدات بشكل كامل.

لكن الاحتلال تلقى ضربات موجعة أيضا في رفح وخسر عشرات من أفراده وآليات في عمليات نوعية نفذتها المقاومة ونشرت مقاطعها واعترفت إسرائيل ببعضها.

وخلال الأيام الماضية، قال جيش الاحتلال إنه بصدد إنهاء العملية في رفح، فيما أكد قائد اللواء الـ12 الذي يقاتل في المدينة إن القضاء على حماس صعب جدا وربما يتطلب عامين على الأقل.

وأمس الاثنين، أطلقت المقاومة رشقات صاروخية من خان يونس على مستوطنات غلاف غزة، وهو ما يعتبر ردا على حديث نتنياهو بشأن القضاء عليها في المدينة.

ففي الوقت الذي يقول فيه الاحتلال إنه دمر غالبية كتائب المقاومة، لا تزال الأخيرة تعمل في كافة مناطق القطاع وقد نفذت عمليات في الشمال والوسط اللذين أكدت تل أبيب في السابق إنهاء وجود المقاومة فيهما.

وأمس الاثنين، قال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية “تتقدم إلى نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس”، وإنها “ستواصل ضرب فلوله”، في إشارة للعملية المحتملة بخان يونس.

 

قصف جوي عنيف

وتعرضت المناطق الشرقية والجنوبية لخان يونس لغارات جوية عنيفة وأحزمة نارية، ونشرت مواقع فلسطينية صورا تظهر القصف العنيف خلال الليل.

وقالت قناة “الأقصى” الفلسطينية في وقت متأخر من مساء الاثنين إن 8 شهداء وأكثر من 30 جريحا نقلوا إلى مجمع ناصر الطبي جراء القصف.

وبدأت أعداد كبيرة من السكان النزوح من المناطق الشرقية للمدينة بسبب التهديد الإسرائيلي وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل النازحين يمضون الليل في الشوارع.

الاحتلال شن قصفا عنيفا على بعض مناطق خان يونس مساء الاثنين

وقد شهد مستشفى غزة الأوروبي، آخر المستشفيات العاملة بمحافظة خان يونس، إخلاء للمرضى والنازحين والمعدات الطبية، وذلك بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء المناطق والأحياء الشرقية.

وأظهرت مشاهد مصورة عمليات إخلاء لأقسام كاملة بمستشفى غزة الأوروبي شملت أقسام المرضى وخيام النازحين الذين حضّروا أغراضهم تمهيدا للانتقال نحو مناطق إيواء جديدة، كما عملت الفرق الطبية على نقل الأجهزة والمعدات الضرورية إلى مستشفى ناصر.

وقال جيش الاحتلال إن على السكان والنازحين -في مناطق القرارة وبني سهيلا وعبسان وخزاعة والفخاري والشوكة والنصر- الإخلاء بشكل فوري. ويقع مستشفى غزة الأوروبي ضمن هذه المناطق.

 

 

إصابات في صفوف الاحتلال

في غضون ذلك، أفادت مصادر إسرائيلية بإصابة عدد من الجنود في هجوم للمقاومة بمحيط مخيم النصيرات وسط القطاع، وقالت إن 3 من المصابين جراحهم خطيرة.

كما أعلن جيش الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء عن إصابة 44 من جنوده خلال اليومين الماضيين بينهم 14 جنديا بالقطاع لترتفع بذلك إصابات الجنود الإسرائيليين منذ بداية الحرب إلى 4021 عسكريا من بينهم 2032 خلال الهجوم البري على غزة.

وأمس الاثنين، أعلن جيش الاحتلال مقتل جندي واصابة 9 آخرين في معارك برفح، وقال إن الجنود كانوا داخل مبنى مفخخ وإن إصابة أحدِهم خطيرة.

يأتي ذلك فيما تضاءلت آمال التوصل لاتفاق يوقف القتال في القطاع بسبب تمسك نتنياهو بعدم التوقيع على أي اتفاق يلزمه بإنهاء العدوان، وهو مطلب رئيسي ترفض المقاومة التنازل عنه.

وقالت وسائل إعلام غربية إن الولايات المتحدة أعادت صياغة المقترح الأخير المطروح على أمل سد الفجوات بين الجانبين لكن حركة حماس أكدت أن التعديل الأمريكي يخدم إسرائيل ولا يتضمن وقفا نهائيا للعدوان.

وفي يونيو الماضي، أدرجت الأمم المتحدة جيش الاحتلال الإسرائيلي على “قائمة العار”، والتي تضم منتهكي حقوق الأطفال في النزاعات، بعد مرور ثمانية أشهر من العدوان المتواصل على قطاع غزة.

وأسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد نحو 38 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 80 ألفا آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2vr

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *