قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن جهود الوساطة القطرية متواصلة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، لتقريب وجهات النظر، مؤكدا أن المنطقة لن تحتمل موجة تهجير جديدة.
وأضاف أن كثيرا من المعلومات التي يتم تداولها بشأن الوساطة القطرية غير صحيحة أو متوافقة مع أحدث التطورات، مؤكدا أن الدوحة تظل دائما في حالة تفاؤل بأن تنجح جهودها في نهاية المطاف.
وأكد الأنصاري أن الوساطة القطرية لن تتوقف أيا كانت الظروف، مشيرا إلى أن قطر تمكنت بالتعاون مع فرنسا من إدخال 11 طنا من الأدوية إلى غزة، بعضها يخص الأسرى الإسرائيليين.
وعن الزيارة المرتقبة لكبير مستشاري البيت الأبيض بريت ماكغورك المرتقبة للدوحة، قال الأنصاري إن قطر على تواصل دائم بالولايات المتحدة فيما يخص ملف تبادل الأسرى من أجل تبادل الأفكار.
وأضاف أن الكثير من الأطراف تقدم مقترحات لوقف الحرب وقطر ترحب بكل هذه الجهود لكنها ترحب بأي حل يضع عملية السلام في المركز لأنها جوهر كل هذه الاتصالات.
عرض هذا المنشور على Instagram
حديث جدي بين الطرفين
ورفض الأنصاري التعليق على تفاصيل بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة قبل أن يكون هناك اتفاق فعلي على أرض الواقع.
وفيما يتعلق بالمقترح الإسرائيلي الجديد الذي كشفه موقع “أكسيوس” الأمريكي أمس الاثنين، والذي يتضمن وقف الحرب شهرين مقابل تبادل الأسرى، قال الأنصاري أيضا إنه لن يعلق على أمور ما تزال قيد النقاش.
وحذر الأنصاري من الانسياق وراء تقارير قال إنها تفتقد كثيرا للدقة وربما تكون مزيفة بشكل كامل.
وردا على سؤال بشأن إمكانية جسر الهوة بين حماس وإسرائيل، قال الأنصاري إن هناك محادثات متواصلة وإن الطرفين يتحدثان إلى بعضهما بجدية، ونأمل أن يتوصلا إلى شيء.
وحذر الأنصاري من أن الأمور تتغير وقال إن التصعيد الحاصل في غزة يعقد الأمور ويؤثر على الوساطة القطرية، خصوصا في ظل تدهور الوضع الإنساني لسكان القطاع.
وقال إن هذا الوضع ليس في صالح المنطقة لأن مواصلة القتال تعني سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، وبالتالي فإن وقف إطلاق النار المستدام من الجانبين هو الحل الأمثل.
وأكد أن الوسطاء منهكمون في نقاشات جادة بين الطرفين وقال إن هذا أمر يدعو للتفاؤل رغم أن تغير الأوضاع على الأرض يؤثر على هذه الجهود.
وأضاف “عندما يقول طرف إنه لا يقبل بحل الدولتين أو يتحدث عن التهجير فإن هذا يعقد الأمور”.
وقال إن العمل على تهجير السكان ستكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة التي لن تحتمل موجة نزوح جديدة، مؤكدا أن ما يجري حاليا في جنوب القطاع هو كارثة يمهد لكارثة أكبر.
وأضاف أن العمل جار بين الدول العربية لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي بأن المنطقة لن تقبل تهجيرا جديدا للفلسطينيين، مؤكدا أن الاستجابة الدولية لما يجري في غزة مؤسفة.
ولفت إلى أن انقطاع الاتصالات والإنترنت عن القطاع لمدة أسبوع أثر على المفاوضات، وبالمثل أثر تراجع إدخال المساعدات على الجهود التي يقوم بها الوسطاء.
وقال إن تصاعد القتال قد لا يوقف المفاوضات بشكل كامل لكنه يوقع مزيدا من الضحايا المدنيين، مؤكدا أن على طرفي الصراع وخصوصا إسرائيل إدراك أن الحرب لن تؤدي إلا لمزيد من القتل والدمار.
وأكد الأنصاري أن العالم يرى مشاهد لم يراها من قبل، مشيرا إلى أن إسرائيل تضع العراقيل أمام دخول المساعدات التي هي غير كافية أصلا.
وأضاف أن قطر لم تكن يوما وسيطا سلبيا في أي أزمة، مؤكدا أنها لا تقوم بإيصال الرسائل وإنما بتقديم المقترحات، مؤكدا أن الدوحة لن تترك سبيلا قانونية إلا وستسللكها للرد على الاتهامات التي يوجهها لها البعض من أجل تشويه صورتها.
وفيما يتعلق بتطورات الوضع في البحر الأحمر، قال الأنصاري إن دولة قطر أكدت أن ما يحدث من تصعيد يمثل خطرا إقليميا عالميا، لكنها ترى أن الحل هناك لن يكون عسكريا وهي تدعم كافة الجهود الإقليمية الرامية لخفض التصعيد.
وجدد التأكيد على أن التصعيد في البحر الأحمر كانت نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة، وبالتالي لن يتوقف إلا توقف هذه الحرب وتهدئة الأوضاع في الأراضي المحتلة عموما.
وعن التصعيد الإيراني الباكستاني الأخير، أكد الأنصاري أن دولة قطر ثابتة على موقفها من كل أشكال التصعيد في المنطقة وهو أن يكون حلها عبر الحوار.
وقال إن الدوحة أكدت في السابق وما تزال ترى أن حل أي مشكلة إيران يجب أن يكون عبر الحوار، مؤكدا دعم الدوحة لكل المبادرات الدبلوماسية التي تعزز هذا المسار.
وعن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لفت إلى أن العديد من المسؤولين الإيرانيين زاروا الدوحة خلال الفترة الماضية -بمن فيهم عبد اللهيان- في إطار التعاون بين البلدين بمختلف المجالات.
لكنه أشار إلى أن ملف الحرب في غزة يسيطر على غالبية الزيارات التي يتم خلالها وضع كافة الملفات على الطاولة لبحث كيفية التعامل معها عبر الدبلوماسية كحل وحيد لكل الأزمات.