أبرزت العديد من الصحف ووسائل الإعلام السورية أهمية الزيارة التاريخية التي قام بها سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى سوريا، معتبرة إياها خطوة محورية تعكس التزام دولة قطر الثابت بدعم الشعب السوري في مختلف المجالات.
وأجمعت وسائل الإعلام السورية على أن هذه الزيارة تمثل مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، مشيرة إلى الدور البارز الذي لعبته قطر في مساندة سوريا خلال السنوات الماضية.
بعد زيارة سمو الأمير إلى العاصمة دمشق.. قطر وسوريا 14 عامًا من الدعم الإنساني والدبلوماسي الذي لم يتوقف#أمير_قطر#سوريا_الجديدة#قطر@TamimBinHamad@Asaad_Shaibani@G_CSyria@MofaQatar_AR@syrianmofaex@amiridiwan@syrembassy pic.twitter.com/HcPvUuqq9k
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) January 30, 2025
علاقات أخوية
وأوضحت الصحف السورية أن زيارة سمو الأمير لدمشق، وهي الأولى من نوعها لقائد دولة منذ سقوط النظام السابق في ديسمبر الماضي، تعكس التزام القيادة القطرية الراسخ بدعم الشعب السوري وتعزز مساعيها لحشد الدعم الدولي لتحقيق تطلعات السوريين.
وسلطت التغطية الإعلامية الضوء على الأبعاد السياسية والإنسانية لهذه الزيارة، مشيدة بالعلاقات الأخوية بين الشعبين السوري والقطري، معربةً عن تقدير السوريين للمواقف الثابتة التي اتخذتها دولة قطر لدعم قضاياهم في مختلف المحافل الدولية.
وفي هذا الإطار، أولى تلفزيون سوريا اهتماما خاصا بالزيارة من خلال تغطية مفصلة، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي في سياق الدعم السياسي والإنساني الذي قدمته الدوحة للثورة السورية منذ بدايتها، مضيفا أن وصول سمو الأمير إلى دمشق يمثل انفتاحا جديدا لسوريا على دول المنطقة ويعزز من استعادتها لدورها الريادي والمؤثر.
من جانبها، أفردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” مساحة واسعة لتغطية الزيارة، حيث نقلت تفاصيل استقبال سمو الأمير لحظة بلحظة، مع التركيز على أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتأكيد دعم دولة قطر المستمر لسوريا في كافة المجالات.
كما تابعت جريدة “الوطن” السورية الزيارة منذ لحظاتها الأولى، مبرزة مشاهد وصول سمو الأمير والوفد المرافق له إلى مطار دمشق الدولي، مشيدة بحفاوة الاستقبال التي حظي بها سموه.
وفي تقرير نشرته صحيفة “زمان الوصل”، تحت عنوان “ترحيب سوري واسع بزيارة أمير قطر إلى دمشق”، استطلعت الصحيفة آراء المواطنين السوريين الذين عبروا عن سعادتهم وتفاؤلهم بهذه الزيارة، مؤكدين أنها تمثل حدثا تاريخيا وبداية لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين.
والخميس الماضي، وصل سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى العاصمة السورية دمشق، كأول زعيم عربي ودولي يصل إلى سوريا.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية الدكتور محمد الخليفي، إن سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس السوري أحمد الشرع، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها ودعمها في عدة مجالات.
وأوضح الخليفي خلال المؤتمر المشترك مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني من العاصمة السورية دمشق ، أن لقاء سمو الأمير والرئيس السوري تطرق إلى عدة مجالات منها ما هو متصل بالجانب الإنساني والتنموي، وكذلك الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
خطوات جديدة
والأربعاء الماضي ترأس قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، بقصر الشعب في دمشق اجتماعا موسعا للفصائل العسكرية والثورية، تقرر فيه أن يتولى الشرع رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية، وإلغاء العمل بدستور سنة 2012، وحل حزب البعث العربي الاشتراكي، ومجلس الشعب والجيش والأجهزة الأمنية التابعة لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ورحبت قطر بالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية، وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون، والمؤسسات، والتنمية، والازدهار.
وجددت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها التأكيد على دعم دولة قطر الكامل لسوريا في كل المجالات، ومساهمتها الفعّالة في كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتنمية والازدهار والعيش الكريم.
دعم متواصل
وفي ديسمبر من عام 2024 استأنفت قطر عمل سفارتها في دمشق بعد نحو 13 عاما من قطع العلاقات الدبلوماسية بسبب مواقف النظام السوري من الثورة الشعبية، وتم تعيين خليفة عبدالله آل محمود الشريف قائما بالأعمال في السفارة القطرية، للتأكيد على استمرار الدعم القطري لحقوق الشعب السوري.
ومنذ إسقاط نظام الأسد أعلنت قطر تسيير جسر جوي لإغاثة الشعب السوري والمساهمة في معالجة أوضاعهم الإنسانية، تنفيذا لتوجيه سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وصل منها حتى الآن 13 طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية.
كما أطلق الهلال الأحمر القطري خلال الشهر الجاري، مشروعا إنسانيا في سوريا لرعاية أسر الأيتام، ودعم وتأهيل دور الأيتام بالتعاون مع جمعية “عطاء” للإغاثة الإنسانية، لدعم 500 أسرة تضم ثلاثة آلاف مستفيد في ريف حلب الشمالي.
وفي أكتوبر الماضي 2024، أطلق الهلال الأحمر القطري مشروعا تنمويا في الشمال السوري يهدف إلى تطوير الثروة الحيوانية، ومساعدة النساء الأرامل وتمكينهن في تحقيق الاكتفاء الذاتي لعوائلهن، من خلال توزيع الأبقار الحلوب والأغنام وتدريبهن على رعايتها .
وفي أغسطس الماضي، أجرى الهلال الأحمر القطري تقييما شاملا لرصد الاحتياجات في الشمال السوري وتقديم أهم الاحتياجات الإنسانية خلال 2024-2025.
وتضمن البرنامج تقييما لـ146 مجتمعا محليا من القرى، منها 88 قرية في محافظتي إدلب وريفها، و58 قرية في ريف حلب.
وفي يوليو الماضي، نفذ الهلال الأحمر مشروع “سواعد الشفاء 1” لإجراء عمليات جراحية للنازحين السوريين في إدلب بتكلفة بلغت 62.444 دولار.