إيران تحذر إسرائيل من استهدافها وتل أبيب متمسكة بردع طهران

مجلس الحرب الإسرائيلي اجتمع اليوم لبحث الرد على إيران

بدأت الدبلوماسية الإيرانية تحركا سريعا لمنع إسرائيل من توجيه أي رد انتقامي على الهجوم الذي شنته طهران عليها مساء يوم السبت، وذلك في وقت يؤكد فيه القادة الإسرائليون عزمهم الرد بقوة في العمق الإيراني.

وأجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اتصالات واسعة بعدد من نظرائه الدوليين والإقليميين، لمنع إسرائيل من الإقدام على أي رد حتى لا تضطر طهران لرد جديد.

وتواصل عبد اللهيان مع وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر وألمانيا وتركيا وروسيا، وطلب منهم توصيل رسالة بان طهران سترد على أي هجوم إسرائيلي جديد.

لكن وسائل إعلام عبرية تؤكد أن وزير الجيش يوآف غالانت أبلغ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين أمس الأحد أنه لا خيار أمام تل أبيب سوى الرد، وأنها لن تقبل بواقع جديد تطلق فيه إيران صواريخ باتجهاهها مباشرة دون رد.

وقالت يديعوت أحرونوت إن اسرائيل بحثت ردا موجعا لا يؤدي إلى حرب شاملة، وإن أوستن طلب بذل كل الجهود لاحتواء الموقف وعدم الانزلاق لحرب واسعة في المنطقة.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن الرد الإيراني قد يتم اليوم الاثنين، وذلك رغم تأكيد الحرس الثوري الإيراني بأنه سيرد على أي هجوم بـ”10 أضعافه.

 

السعي لتحالف إقليمي

وتحاول إسرائيل استغلال الموقف لخلق علاقة عسكرية أكثر قوة ووضوحا مع دول أخرى في المنطقة تقول إنها شاركت في التصدي للهجوم الإيراني.

وخرج العديد من الأردنيين إلى شوارع عمان في وقت مبكر من صباح يوم الأحد ليشهدوا حدثا لم يسبق لهم رؤيته طوال سنوات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أسقطت طائرات سلاح الجو الأردني طائرات بدون طيار إيرانية في طريقها لمهاجمة إسرائيل.

وتقول صحيفة “هآرتس”، إن الأردن والمملكة العربية السعودية ودولا أخرى في المنطقة تتنافس على موازنة استقرارها الداخلي من خلال الانحياز إلى جانب الولايات المتحدة وربما إسرائيل، لكنه ترى أن احتمال قيام إسرائيل بضرب إيران قد يثنيهم عن الانضمام إلى تحالف معها.

وقال غالانت في كلمة مصورة إن إسرائيل عاشت إحدى الليالي الأكثر دراماتيكية على الإطلاق عندما انطلقت مئات الصواريخ من إيران باتجاهها، مؤكدا أن لدى تل أبيب “فرصة لتشكيل تحالف استراتيجي ضد طهران”.

ووفقا لصحيفة “هآرتس”، فإن الإيرانيين أبلغوا نظرائهم في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بالهجوم المخطط له على إسرائيل، قبل يومين من شنه، وذلك حتى يتمكنوا من حماية مجالهم الجوي.

مصادر في مصر والمملكة العربية السعودية تحدثت مع صحيفة وول ستريت جورنال، تخشى العديد من الحكومات العربية أن مساعدة إسرائيل يمكن أن تخاطر بالتداعيات مع إيران، ولكن بعد محادثات مع الولايات المتحدة، وافقت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة سرًا على تبادل المعلومات الاستخبارية حول الهجوم. .

وسمح الأردن للولايات المتحدة والدول الأخرى المشاركة في الدفاع باستخدام مجاله الجوي، كما استخدم طائراته الخاصة للمساعدة في اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني إن طهران سترد بشكل أقوى من ذي قبل على أي انتقامي من جانب إسرائيل.

 

رد وشيك

في غضون ذلك، أنهى مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعا بشأن الرد المحتمل على إيران دون إصدار بيان لكن وسائل إعلام عبرية تتحدث عن تبني فكرة الرد المحدود على منشأة داخل الأراضي الإيرانية.

كما نقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين غربيين أن الرد الإسرائيلي قد يكون سريعا وربما يتم في وقت لاحق اليوم، فيما قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي هيمان لقناة “إم إس إن بي سي” إن إسرائيل تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس بعد هجوم إيران.

وعن مبررات الرد السريع، نقلت “سي إن إن” عن مسؤولين إسرائيليين مجلس الحرب يناقش نطاق وتوقيت الرد، وأن الوزير بيني غانتس بدفع باتجاه رد أسرع في حين أحجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أحجم حتى الآن عن اتخاذ القرار.

وقال مصدر لـ”سي إن إن”، أن غانتس يعتقد أن تأخر الرد يجعل حشد الدعم الدولي أصعب.

وكانت وسائل إعلام عبرية نقلت أن ردا عسكريا كان على وشك التنفيذ مساء يوم السبت، وحتى قبل وصول مسيرات وصواريخ إيران إلى إسرائيل، لكنه ألغي بعد مكالمة من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ونقلت “سي إن إن” عن مصادر أن إسرائيلية متمسكة بالرد، لكنهم لا يعرفون إن كان القرار قد اتخذ أم لا، فيما نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إسرائيل تبحث الخيارات بين الرد دبلوماسيا أم عسكريا.

في المقابل، قالت مصادر إيرانية لقناة الجزيرة إن طهران وجهت رسالة تحذيرية غير مسبوقة لإسرائيل من مغبة الإقدام على أي عمل عسكري.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/28x