إسماعيل هنية.. تربَّى في مخيم الشاطئ ثم تزعّم حماس حتى اغتالته إسرائيل

هنية تعرض لأكثر من محاولة اغتيال خلال مسيرته السياسية

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران هو وأحد حراسه الشخصيين، فيما أكد الحرس الثوري أنه يحقق في الواقعة.

وأكدت حماس أن رئيس الحركة “قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران”، فيما قال الحرس الثوري الإيراني إنه يدرس أبعاد حادثة استشهاد هنية في طهران، مؤكدا أنه سيعلن نتائج التحقيق لاحقا.

وكان هنية يحضر مراسم أداء الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان اليمين الدستورية، وقال الحرس الثوري إنه كان يقيم في مقر خاص بالمحاربين القدامى.

 

المولد والنشأة

ويعتبر هنية -المولود في مخيم الشاطئ بقطاع غزة أوائل ستينيات القرن الماضي- أحد أهم القادة السياسيين الفلسطينيين وواحدا من رموز حركة حماس. وتعود أصوله إلى قرية الجورة التابعة لقضاء عسقلان.

حصل هنية على الشهادتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) ثم حصل على الثانوية الأزهرية ليلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1987 وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في الأدب العربي.

خلال مرحلة الدراسة الجامعية كان هنية نشطا في مجلس اتحاد الطلبة، وكان أيضا مهتما بالأنشطة الرياضية، وشغل عدة وظائف في الجامعة الإسلامية حتى أصبح عميدا لها عام 1992.

وفي العام 1997، تولى هنية رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين عندما أفرج عنه الاحتلال. وتم اعتقاله لأول مرة سنة 1987 مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وقضى في السجن 18 يوما ثم اعتقل مرة أخرى عام 1988 وقضى في السجن ستة أشهر.

وفي 1989 عاد هنية إلى سجون الاحتلال مجددا بتهمة الانتماء إلى حركة “حماس”، وأمضى ثلاث سنوات قبل نفيه إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان.

وبعد عام واحد في المنفى، عاد هنية إلى قطاع غزة بعد توقيع اتفاق أوسلو، وأصبح رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.

العمل السياسي

ترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها “حماس” في فبراير من نفس العام.

تعرض الراحل لمحاولات اغتيال عديدة وجُرحت يده يوم 6 سبتمبر 2003 إثر غارة إسرائيلية استهدفت عددا من قادة “حماس” بينهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين.

بعد ذلك، منع هنية من دخول غزة بعد عودته من جولة دولية يوم 14 أكتوبر 2006. وتعرض موكبه لإطلاق نار في غزة يوم 20 أكتوبر 2006 أثناء صدام مسلح بين حركتي “فتح” و”حماس”. وخلال الحروب السابقة، قصفت إسرائيل منزل هنية في غزة بقصد اغتياله.

في يونيو 2007، أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قرارا بإقالة هنية من رئاسة الحكومة بعد سيطرة كتائب القسام، على مراكز الأجهزة الأمنية في القطاع، بعد شهور من الاضطرابات.

ورفض هنية القرار وواصل رئاسة الحكومة في غزة لكنه حرص على تسهيل المصالحة الوطنية مع السلطة الفلسطينية، وتنازل عن منصبه في إطار مصالحة شاملة قضت بتشكيل حكومة وفاق وطني.

وتم الإعلان عن حكومة جديدة يوم 2 يونيو 2014 برئاسة الأكاديمي رامي الحمد الله، وهنأ هنية الشعب الفلسطيني بتشكيل الحكومة الجديدة معلنا تسليم السلطة طوعا حرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها.

في 6 مايو 2017، تم اختياره رئيسا لمكتب حركة حماس السياسي بعد انتخابات متزامنة أجريت في العاصمة القطرية الدوحة وغزة عبر نظام الربط التلفزيوني.

الظهور الأخير لهنية مع الرئيس الإيراني الجديد قبل ساعات من اغتياله

في 31 يناير  2018، أدرجت الولايات المتحدة هنية على “قوائم الإرهاب”، وجاء هذا القرار في فترة توتر الأوضاع بين واشنطن والفلسطينيين بسبب اعتراف دونالد تدامب بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”.

وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي يوم 10 نوفمبر 2023، حفيدة هنية أثناء تواجدها في مدرسة تؤوي النازحين، وبعد نحو 10 أيام استشهد الحفيد الأكبر له بعد تنفيذ ضربة جوية إسرائيلية على منزله.

كما اغتال الاحتلال الإسرائيلي 3 من أبناء هنية يوم 10 أبريل 2024 كانوا على متن سيارة مع 5 من أبنائهم لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر المبارك.

وقضى هنية في غارة استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران التي زارها للمشاركة في حفل أداء الرئيس الجديد مسعود بزشكيان اليمين الدستورية.

 

الرابط المختصر: https://msheireb.co/34i