إسرائيل مستعدة لوقف الحرب دون إعلان والمفاوضات في لحظة حاسمة

بيرنز وصل إلى القاهرة أمس الجمعة لبحث رد حماس على المقترح المطروح

وصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى القاهرة أمس الجمعة للانضمام إلى الوسطاء القطريين والمصريين في جهودهم الرامية إلى توقيع اتفاق هدنة جديد بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل.

وقال موقع أكسيوس الأمريكي إن مشاركة بيرنز في المفاوضات تعكس حجم الضغط الذي تتعرض له إدارة جو بايدن من أجل التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.

ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن ترى اللحظة الحالية لحظة حاسمة في المفاوضات.

ويقول كبار مستشاري الرئيس إن الاتفاق المطروح على الطاولة الآن هو السبيل الوحيد الذي يمكن تصوره لوقف إطلاق النار في غزة وربما إنهاء الحرب التي أثارت انتقادات حادة لبايدن بين بعض مؤيديه الرئيسيين قبل الانتخابات الرئاسية.

في الوقت نفسه، يقول مسؤولون أمريكيون إن بايدن شارك شخصيا في جهود مكثفة للتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

 

لحظة حاسمة

ويمثل الاتفاق المحتمل -حسب ما نقله أكسيوس عن المسؤولين الأمريكيين- عنصرا حاسما في استراتيجية أمريكية تستهدف أمورا أوسع في الداخل والخارج.

يأتي ذلك فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر يوم الخميس إن الولايات المتحدة تتفاوض حاليا على صفقة ضخمة تتضمن حزمة من الاتفاقيات بين الولايات المتحدة والسعودية، إلى جانب اتفاق بشأن تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب، وخطة طريق إلى دولة فلسطينية.

وربطت المملكة مرارا أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينة مستقلة على حدود يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وهو أمر رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا.

وحسب ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” اليوم السبت، فإن المفاوضات على وشك الوصول إلى نقطة انعطاف خلال الجولة الحالية من المفاوضات.

وسيصل وفد من حماس إلى القاهرة اليوم السبت من أجل تقديم الرد على مقترح قدمه الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة وأبدت إسرائيل قبولا له، كما تقول الصحيفة الإسرائيلية.

وتحدث رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، يوم الخميس، مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، وأخبره بأن الحركة تدرس الاقتراح “بروح إيجابية”.

وقالت حماس في بيان “سنذهب إلى القاهرة بنفس الروح من أجل التوصل إلى اتفاق”.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إنهم ينتظرون الرد الرسمي من حماس، لكنهم أشاروا إلى أن هناك مؤشرات مبكرة على أن الحركة ستوافق على تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة والمتمثلة في إطلاق سراح بعض الأسرى لأسباب إنسانية دون التزام رسمي من إسرائيل بإنهاء الحرب.

وأضاف المسؤولون لموقع أكسيوس أن إسرائيل تتوقع أن تضع حماس متطلبات أكثر صرامة من شأنها أن تقلل من عدد الأسرى الذين ستوافق على إطلاق سراحهم لأسباب إنسانية وزيادة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المقابل.

 

حماس في موقع قوة

في غضون ذلك، قال محلل الشؤون الفلسطينية في القناة الـ13 العبرية تسكيفا يحزقيلي إن حماس تفاوض من موقف قوة لأنها وحدها القادرة على إطلاق سراح الأسرى أو الإبقاء عليهم مع وقف الحرب.

وأضاف يحزقيلي “ما نراه خلال هذا التراجع أن إسرائيل ستوافق على كل الشروط في النهاية”.

وفي السياق نفسه، قال مراسل الشؤون السياسية في قناة (كان) سليمان مسودة، إن إسرائيل لم ولن تتعهد بوقف الحرب في نهاية الصفقة، لكنه نقل عن مسؤولين أن مصر تحاول إقناع حماس بأن هذا ما سيحدث حتى لو لم يكن مكتوبا في الاتفاق.

أما رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق يسرائيل زيف، فقال إن الجميع ينتظر رد حماس، مضيفا “بعد كل هذا الضغط وكل هذه الحرب، النتيجة أننا كلنا مرهونين برد حماس”.

ووفقا لزيف، فإن إسرائيل لم تعد تمتلك خطة ولا منظمة ضغط لإجبار حماس على تقديم رد سريع على المقترح.

 

المقترح الجديد

ولا يزال 132 أسيرا في غزة بينهم 6 مواطنين أمريكيين يقول بايدن إنه ملتزم بإعادتهم إلى وطنهم.

ويتضمن الاقتراح الأخير استعداد إسرائيل لما أسمته “استعادة الهدوء المستدام”، وهي أول إشارة على انصياعها لشرط حماس بوقف الحرب نهائيا كجزء من الصفقة.

ويتضمن الاقتراح إطلاق سراح ما يقرب من 33 أسيرا لأسباب إنسانية – بينهم نساء ومجندات ورجال تزيد أعمارهم عن 50 عاما ورجال في حالة طبية سيئة، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 40 يوما تقريبا والإفراج عن حوالي 900 أسير فلسطيني.

وتوافق إسرائيل في الاقتراح على العودة الكاملة للفلسطينيين النازحين إلى منازلهم في شمال غزة وانسحاب قواتها من ممر نتساريم الذي يقسم القطاع ويمنع حرية الحركة فيه.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن رد حماس من المتوقع أن يكون “نعم، ولكن” – على أن تكون كلمة “لكن” مصحوبة بشروط أكثر صرامة.

ومن بين الاحتمالات المتوقعة أن تتمسك حماس بإطلاق سراح 20 أسيرا فقط لدواع إنسانية خلال المرحلة الأولى من الصفقة وليس 33 أسيرا كما تريد إسرائيل.

وقال المسؤول الإسرائيلي “إنهم مستعدون للتوصل إلى اتفاق سيكون بشروط قريبة من مطالبهم مع وجود مجال ضئيل للغاية للمرونة”.

وأكد المسؤول أن هناك مؤشرات على استعداد حماس للمخاطرة والدخول في تنفيذ المرحلة الإنسانية من الاتفاق حتى من دون التزام إسرائيلي مسبق بإنهاء الحرب، مع تقدير أن استمرار تنفيذ الاتفاق سيؤدي إلى تلك النتيجة.

ووفقا للمسؤول فإن السؤال الرئيسي كان وما زال هو ما إذا كان نتنياهو يريد التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى مقابل الثمن المطلوب؟

 

ضغوط متزايدة

والأسبوع الماضي، طلب الرئيس الأمريكي من سمو الأمير التدخل لإقناع حماس بقبول المقترح، فيما شكر وزير خارجيته انتوني بلينكن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على الجهود التي بذلها من أجل وقف الحرب.

وتأتي جولة المفاوضات الجديدة في وقت أعلنت فيه دولة قطر عزمها إعادة تقييم وساطتها وموقف الأطراف بعد ما قالت إنها إساءة استخدام لجهودها من جانب أطراف تحاول تحقيق مصالح سياسية.

إلى جانب ذلك، فإن الحراك الطلابي المتزايد في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية يزيد من الضغوط على بايدن الذي غض الطرف عن قمع الشرطة الأمريكية للمظاهرات داخل الجامعات.

وفي إسرائيل، تزايدت مخاوف نتنياهو وقادة جيشه من احتمال صدور مذكرات اعتقال بحقهم من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فيما تحدثت تقارير أمريكية مسربة عن انتهاكات كبيرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي.

وبعد نحو 7 أشهر من الحرب، فشلت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها المتمثلة في القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى ونزع سلاح غزة، كما تعهد نتنياهو في بداية العدوان.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *