نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجود عرض جديد بشأن تبادل الأسرى، وقالت إن ما يثار بشأن العودة للمفاوضات ليس إلا محاولة إسرائيلية للإفلات من تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية بشأن وقف العمليات العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام عبرية وأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين أن الأطراف ستعود للمفاوضات مجددا هذا الأسبوع، وأن تل أبيب مستعدة للتفاوض بشأن الهدوء المستدام.
ونفى القيادي في حركة حماس أسامة حمدان هذه التسريبات وقال إن الحركة لن تشارك في أي مفاوضات جديدة قبل التزام الاحتلال بالمقترح الذي قدمه الوسطاء قبل أسبوعين وقبلت به المقاومة.
وأكد حمدان في مداخلة مع قناة الجزيرة مساء السبت أن الحركة لم تتلق أي إخطار بشأن المفاوضات، وقال إن ما يجري لا يعدو عن كونه محاولة إسرائيلية للإفلات من تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية تحت مظلة عودة المفاوضات.
وقال حمدان إن الحركة لا تتوقع من الوسطاء أن يقبلوا بالحديث عن مقترح في ظل وجود مقترح تم التوافق بشأنه فعليا، ولم يتبق سوى التزام الاحتلال به لأنه هو من تراجع عنه وليس المقاومة.
وأكد أن إسرائيل تحاول من خلال هذه التسريبات إنقاذ الولايات المتحدة من تأكيد تورطها في جريمة الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وذلك من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) أمام مجلس الأمن الدولي لمنع تأييد قرار محكمة العدل بشأن رفح.
وجدد حمدان التأكيد على أن الحركة لن تعود للمفاوضات إلا بعد وقف العدوان بشكل كامل وسحب قوات الاحتلال من القطاع وعودة النازحين لمناطقهم وإدخال المساعدات، مؤكدا عدم وجود ضمانات أو إلزام أمريكي للجانب الإسرائيلي.
عرض هذا المنشور على Instagram
حديث إسرائيلي عن المفاوضات
في غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي وآخر مطلع على مفاوضات تبادل الأسرى إن اجتماعا ثلاثيا في باريس توصل إلى استئناف المحادثات خلال الأسبوع الجاري.
ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل عرضت صيغة للسماح باستئناف مفاوضات تبادل الأسرى، وإنهم قرروا استئناف المفاوضات خلال الأسبوع الجاري على أساس مقترحات جديدة.
وأكد المسؤول أن المفاوضات ستكون بوساطة قطر ومصر وبمشاركة فعالة من الولايات المتحدة، وهو ما نقلته وكالة رويترز عن مصدر وصفته بالمطلع على المفاوضات.
ونقل أكسيوس أيضا عن مصدر أمريكي أن الاجتماع الثلاثي الجديد في باريس ناقش إمكانية استئناف المفاوضات دون تحديد موعد لعقد جولة جديدة، مشيرا إلى إحراز تقدم بهذا الشأن.
وقال المصدر إن الولايات المتحدة فوجئت بإعلان إسرائيل بشأن استئناف مفاوضات الأسرى. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي أن هناك نية لاستئناف المحادثات هذا الأسبوع، مؤكدا حدوث اتفاق بهذا الشأن.
عرض هذا المنشور على Instagram
بحث الهدوء المستدام
وفي السياق، نقل موقع “والا” عن مسؤول إسرائيلي أن مجلس الحرب الإسرائيلي سيجتمع اليوم الأحد لبحث المفاوضات بشأن صفقة محتملة لتبادل الأسرى.
بدورها، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية -مساء أمس السبت- عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب مستعدة لبحث الهدوء المستمر في غزة، في إطار المفاوضات بشأن الصفقة المحتملة.
وكانت المفاوضات قد بلغت مرحلة متقدمة قبل أن تبدأ إسرائيل هجومها على رفح في السادس من مايو الحالي. وحينها تم التوصل إلى الخطوط العريضة لاتفاق تبادل كان يفترض أن يتم تنفيذه على 3 مراحل.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الموساد قدم لمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن اقتراحا جديدا صاغه فريق التفاوض الإسرائيلي.
وقالت الهيئة الإسرائيلية إن العرض الجديد يتضمن حلولا ممكنة لنقاط كانت محل خلاف في المباحثات السابقة، مشيرة إلى أن من المنتظر أن يعقد اجتماع آخر خلال الأسبوع المقبل ينضم إليه ممثل مصر.
وأضافت أن القيادة الأمنية الإسرائيلية بكاملها والعضوين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت يؤيدون الدفع نحو صفقة تشمل تبادل الأسرى، ويقولون إنها ضرورية في الوقت الراهن.
وفي السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن المباحثات في باريس كانت ناجحة جدا وجرى التوافق خلالها على تحريك مفاوضات التبادل.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت يوم الخميس عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن مجلس الحرب وجه فريق التفاوض بمواصلة المفاوضات من أجل عودة المحتجزين في غزة.
ويوم الخميس أيضا، أفادت تسريبات صحفية بأن إسرائيل قدمت مقترحا جديدا يتضمن تنازلات كبيرة من أجل التوصل لصفقة مع حركة حماس تشمل تبادل الأسرى ووقفا لإطلاق النار.
وقالت صحف عبرية إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي هو الذي سرّب الأخبار الأخيرة بشأن العودة للمفاوضات.
عرض هذا المنشور على Instagram
المقاومة توقع أسرى جددا
وأمس السبت، أعلن أبو عبيدة -الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح وأسير.
وقال أبو عبيدة في كلمة مسجلة إن المقاومة أوقعت أسرى جددا في اشتباكات مع الاحتلال في منطقة جباليا شمالي القطاع، ونشرت القسام صورا لأحد الجنود الأسرى داخل أحد الأنفاق.
كما أعلنت المقاومة أن الوقت ينفذ بالنسبة للإسرائيليين ونشرت صور جثث بعض الأسرى الذين قتلوا بسبب القصف الإسرائيلي.
وخرجت مظاهرات عارمة في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل ورحيل نتنياهو عن السلطة، وقد فضّت الشرطة هذه المظاهرات بالقوة.